اسطنبول “المسلة السياحية” ….. زار “آيا صوفيا” (Hagia Sophia)، وهي واحدة من أهم مواقع التراث التاريخي والثقافي في العالم، ما يقرب من 31 مليون شخص على مدى 12 عامًا الماضية، وهو رقم تجاوز عدد سكان العديد من البلدان.
ويُعد هذا البناء، الذي استُخدم كمتحف منذ عام 1953، أحد عجائب الهندسة المعمارية في العالم، ولذلك يحظى باهتمام كبير بين آثار إسطنبول أكبر المدن التركية، وقد رحّب بنحو 1.8 مليون زائر في النصف الأول من العام الحالي (2019).
وفي 20 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ذكرت وكالة أنباء ديميرورين أن من المتوقع أن يتجاوز عددُ زوار آيا صوفيا 3 ملايين زائر في نهاية هذا العام.
تتمتّع إسطنبول، المعروفة بتاريخها الثريّ وثقافتها العريقة، بموسمٍ سياحيٍّ مزدهر، وقد استضافت نحو 10 ملايين سائح أجنبي من مئتي دولة في شهر آب/ أغسطس من هذا العام.
ولأول مرة في التاريخ، يُتوقع أن يتجاوز عدد السياح في إسطنبول عدد سكان المدينة. ومن المتوقع أن تستقبل المدينة 15.5 مليون سائح بحلول نهاية عام 2019.
وتجذب منطقة السلطان أحمد التاريخية في المدينة، معظم السياح، حيث المشهد العام للسياح مصطفّين في خطوط طويلة في أكشاك التذاكر، في انتظار فرصتهم لزيارة آيا صوفيا وأخذ صور السيلفي أمام المبنى التاريخي.
وبين عامي 2007 و2018 رحّب آيا صوفيا بـ30.95 مليون زائر، محطّمًا الرقم القياسي في عام 2014 عندما جذب 3.5 مليون زائر. وقد حظي بشعبية مماثلة في الفترة ما بين 2009 و2015 قبل أن يمرّ بعامين من التحديات 2016 و2017، بسبب محاولة الانقلاب الفاشلة وهجمات إرهابية وقعت في إسطنبول. وقد رحّب المبنى بـ2.92 مليون زائر في العام الماضي.
شُيّد آيا صوفيا في القرن السادس، خلال فترة الإمبراطورية البيزنطية، وكانت مقرًّا للكنيسة الأرثوذكسية اليونانية. ثم تمّ تحويله إلى مسجد بعد فتح إسطنبول على يد السلطان محمد الفاتح في عام 1453. وقد تمّ تحويل البناء إلى متحف في أثناء حكم الحزب الواحد في عام 1935، ولكن كانت هناك مناقشات حول إعادته إلى مسجد، مع ظهور مطالب عامة باستعادته كمكان للعبادة واكتسابها ثقلًا على وسائل الإعلام الاجتماعية.
وفي عام 2015، تلا رجل دين القرآن داخل المبنى المدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، للمرة الأولى منذ 85 عامًا. وفي العام التالي، بدأت رئاسة الشؤون الدينية في تركيا باستضافة وإذاعة الفعاليات الدينية خلال شهر رمضان المبارك في آيا صوفيا، وتمت الدعوة للصلاة في الداخل بمناسبة ذكرى نزول الوحي بالقرآن.
