Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

أصول عروسة المولد والاحتفال بالمولد النبوى الشريف

 

 

 

 

 

 

 

كتب: د. عبد الرحيم ريحان

 

 

 

القاهرة “المسلة السياحية” ….. فى ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف يؤكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء أن مصر انفردت عن سائر الدول الإسلامية بعمل عروسة وحصان المولد التى بدأت منذ العصر الفاطمى ولكنها جاءت من أصول مصرية قديمة فإن عروسة وحصان المولد تجسيد لأسطورة إيزيس وأوزوريس فى شكل حصان المولد المستوحى من تمثالحورس” راكبًا الحصان ممسكًا بالسيف ليقتل رمز الشر “ست” الذى صور على هيئة تمساح وفى شكل عروسة المولد وكرانيشها الملونة المستوحاة من جناح إيزيس الملون.

 

 

 

بعد ذلك صنع أقباط مصر العروسة فى مصانع بمنطقة أبو مينا بكينج مريوط بالإسكندرية، وكانت ترمز فى المسيحية إلى النفس البشرية، وهى اللعبة المفضلة للبنات، وصوروا الفارس وهو البطل الذى يمتطى جواده ويطعن الشر بحربته، وهى الصورة التى استوحاها المسيحيون من النحت الذى يمثل حورس وهو يطعن (ست) رمز الشر وشهد العصر الفاطمى عملا دؤوبا من المسلمين لإحياء مصانع مدينة أبو مينا التى أغلقت أبوابها وصادف ذلك احتفالهم بالمولد النبوى الشريف، فبدأ العمال المسيحيون فى استئناف نشاطهم وصنعوا العروسة والفارس الممتطى الحصان كى يفرح بها الأطفال المسلمون والمسيحيون بعيدًا عن أى مدلولات دينية، ثم صنعت العروسة والحصان من الحلوى وخامات مختلفة فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف.

 

 

 

وقد تعجب الباحث الفرنسي «إدوارد ليم لين» من احتشاد المسيحيين لمشاهدة حلقات المنشدين حتى أذان الفجر، وكأن مصر مجتمعة كلها بداية من الأمير ولى العهد فى سرادقه حتى المزارعين والعمال والصناع للاحتفال بالمولد النبوى وكان لمسيحى مصر دورًا رائدًا فى صناعة السكر منذ إنشاء أول مصنع عام 1811 وقامت عائلات مسيحية شهيرة بزراعته، وأنشئت مصانع للسكر فى أبو قرقاص وملوى بمحافظة المنيا.

 

 

 

وهناك دراسة أثرية للدكتور على أحمد إبراهيم أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة عن  “احتفالات المولد النبوى فى التراث الإسلامى” والتى كانت احتفالات قومية يحتفل بها كل شعب مصر بنسيجه الوطنى مسلمين ومسيحيين، مشيرًا إلى أن الحملة الفرنسية كانت قد رصدت احتفالا بالمولد النبوى الشريف فى الساحة الرحبة ببركة الأزبكية،حيث كانت تنصب السرادقات للدراويش وحلقات الذكر للمنشدين الهاتفين طوال الليل وكان الناس يجتمعون لمشاهدة المهرجين.

 

 

 

وكان يخرج الخليفة الفاطمى راكبًا حصانه ومن خلفه سيدة القصر فى هودجها فى موكب هيب يبدأ من قصر الخلافة وحتى مشهد الحسين رضى الله عنه، ومن هذا الموكب ظهر ما يعرف بحصان المولد وعروسة المولد، حيث صنع المصريون من السكر أشكالا للحصان والعروسة الموجودة حتى الآن.

 

 

 

وشهد العصر المملوكى إقامة خيمة بالحوش السلطانى فى القلعة ذات أوصاف خاصة تسمى “خيمة المولد” وكان أول من وضع هذه الخيمة السلطان المملوكى الجركسى قايتباى وقيل فى وصف هذه الخيمة إنها زرقاء اللون على شكل قاعة فيها ثلاثة أواوين وفى وسطها قبة مقامة على أربعة أعمدة وبلغت تكلفتها حوالى ثلاثين ألف دينار وكان يوضع عند أبوابها أحواض من الجلد تملأ بالماء المحلى بالسكر والليمون وتعلق حولها الأكواب الفاخرة المصنوعة من النحاس الأصفر والمزينة بالنقوش الجميلة وتربط هذه الأكواب بسلاسل من النحاس ويصّف حولها طائفة من غلمان الشربخانة لمناولة الوافدين من الناس ولا فرق بين صغير وكبير واستمرت إقامة هذه الخيمة حتى العصر العثمانى.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله