Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

نحن ننشر ملف مسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرق ورؤية التطوير … بقلم د.عبدالرحيم ريحان

نحن ننشر ملف مسار العائلة المقدسة من رفح إلى الدير المحرق ورؤية التطوير ... بقلم د.عبدالرحيم ريحان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة السياحية

أعد الملف وكتبه : د.عبدالرحيم ريحان

 

استغرقت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ثلاث سنوات و11 شهر وقطعت الرحلة بمصر 2000كم ذهاب وإياب وقد جاء السيد المسيح وعمره أقل من عام أى جاء مصر طفلًا وعاد صبيًا ، وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى الدير المحرق تضم حاليًا آثار وآبار وأشجار ومغارات ونقوش صخرية .

 

جاءت عن طريق شمال سيناء ثم اتجهت إلى الدلتا ثم إلى وادى النطرون فمنطقة حصن بابليون لتأخذ طريقها فى نهر النيل إلى نهاية الرحلة بدير المحرق بالقوصية محافظة أسيوط، وشملت المحطات بمسمياتها الحالية وكانت لها مسميات قديمة أثناء الرحلة رفح، الشيخ زويد، العريش، الفلوسيات، القلس، الفرما، تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، وادي النطرون، المطرية وعين شمس، الزيتون، وسط القاهرة حارة زويلة وكلوت بك، مصر القديمة وحصن بابليون، المعادي، منف، دير الجرنوس، البهنسا، جبل الطير، أنصنا، الأشمونين، ديروط، ملوي، كوم ماريا، تل العمارنة، القوصية، ميرة، الدير المحرّق وفى طريق العودة مرت العائلة المقدسة على جبل أسيوط الغربي “درنكة” إلى مصر القديمة ثم المطرية فالمحمة ومنها إلى سيناء.

 

مسار الرحلة بسيناء

بدأت من (رافيا) رفح ، رينوكورورا (العريش) أوستراكين (الفلوسيات) ، القلس (تل المحمدية) بيلوزيوم (الفرما) وكانت محطات ومراكز أنشطة تجارية محلية وبعضها موانئ هامة ، وبعضها نقاط عسكرية لحماية قوافل التجارة وبعضها نقاط جمارك رافيا(رفح)

 

 

 

الفرما-بشمال-سيناء.jpg" alt="" width="600" height="399" srcset="https://arabtourismnews.com/wp-content/uploads/2019/12/كنيسة-تل-مخزن-بالفرما-بشمال-سيناء.jpg 600w, https://arabtourismnews.com/wp-content/uploads/2019/12/كنيسة-تل-مخزن-بالفرما-بشمال-سيناء-300x200.jpg 300w, https://arabtourismnews.com/wp-content/uploads/2019/12/كنيسة-تل-مخزن-بالفرما-بشمال-سيناء-765x510.jpg 765w" sizes="(max-width: 600px) 100vw, 600px" />

 

 

رفح تبعد 50كم عن العريش وذكرت فى النصوص المصرية القديمة (را – بح) وقد كشف بها عن أعمدة من الجرانيت الأسود وكسر من حجارة البناء الصلبة، وكسر آنية الفخار والزجاج على أنواعها والفسيفساء وهرّابات الماء وقطع النقود الفضية والنحاسية من عهد الرومان والبيزنطيين والعصر الإسلامى.

 

بيتلون (الشيخ زويد)

الشيخ زويد هى المحطة الثانية فى مسار العائلة المقدسة تبعد 25كم شرق العريش ، وتقع شمال القرية جبانة قديمة فيها قبة الشيخ زويد الذى سميت القرية على إسمه ويقولون أنه من الصحابة، وقد قام عالم الآثار الفرنسى كليدا Cledat بإجراء حفائر بالشيخ زويد عام 1913وعثر على فسيفساء ترجع إلى العصر الرومانى معروضة الآن بمتحف الإسماعيلية .

 

رينوكورورا (العريش)

العريش ذكرت بهذا الإسم فى العصر الرومانى وأنها كانت مكانًا ينفى إليه المجرمون بعد جدع أنوفهم ولهذا أصبح اسمها رينوكورورا ومعناه المقطوعى الأنوف، أما العريش فهو الإسم الذى أطلقه عليها العرب والظاهر أن أهلها قديما كانوا يسكنون فى مظال من القش اليابس ،كما يفعل أهل البادية اليوم فى الصيف فسميت أماكنهم بالعريش وهذا الإسم ما يزال يطلق هناك على مظال القش إلى الآن …

 

وهى محطة رئيسية على ذلك الطريق وذلك لوقوعها عند تلاقى طريق البتراء بطريق بلاد الشام ووفرة المياه الصالحة للشرب ووجودها على مصب وادى العريش .

 

 

 

كنائس أوستراسينى (الفلوسيات)

تعد الفلوسيات المحطة الرابعة فى مسار العائلة المقدسة بشمال سيناء وتقع فى الطرف الشرقى من بحيرة البردويل 3كم من شاطئ البحر المتوسط 30كم غرب العريش ،وكانت أوستراسينى منطقة عامرة فى العصر المسيحى وكان لها أسقف وعندما أراد الإمبراطور جستنيان تحصين مناطق سيناء ضد غزو الفرس كانت أوستراسينى من بين المناطق التى أقيمت فيها الحصون، ووصلت المبانى فى عهده إلى البحر وأصبحت المدينة مركزًا لكرسى دينى هام.

 

واكتشف الآثارى الفرنسى كليدا عام 1914 كنيستان بالفلوسيات، الشمالية لا تزال بقاياها تدل على تخطيطها مستطيلة طولها62م من الشرق للغرب وعرضها 22م وكانت أرضيتها مغطاة بالرخام بسمك 10سم، وقد استخدم فى بنائها الحجر الكلسى الرسوبى الناتج من الترسيبات البحرية التى تنتشر بالساحل الشمالى بشمال سيناء وخاصة غرب العريش…

 

 

بالإضافة إلى الحجر الجيرى المجلوب من منطقة المغارة جنوب العريش والرخام والجرانيت من أسوان أو روما أو أثينا وهى كنيسة على الطراز البازيليكى مكونة من صحن أوسط وجناحين جانبيين، كما تضم الفلوسيات بقايا كنيسة غربية .

 

كاسيوس (القلس)

كاسيوس المحطة الخامسة فى مسار العائلة المقدسة وهى القلس التى تقع على شاطئ البحر المتوسط فوق المنحنى الذى تقع على جنوبه بحيرة البردويل على مسافة 38كم غرب الفلوسيات ،وكان بها حصن ومعبد ودير جرها (المحمدية).
جرها المحطة السادسة وهى المحمدية التى تقع على شاطئ البحر عند الطرف الغربى لبحيرة البردويل .

 

بيلوزيوم (الفرما)

 

ونصل إلى نهاية الرحلة بسيناء بمدينة الفرما التى تبعد 35كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط عند قرية بلوظة وتبعد الآثار المكتشفة بالفرما 5كم عن الطريق الرئيسى طريق القنطرة – العريش .

 

وكان للفرما دورًا عظيمًا فى تاريخ المسيحية حيث تنسك فيها القديس إبيماخس الشهيد ثم توجه إلى الإسكندرية فى عهد الإمبراطور داكيوس فقبض عليه الحاكم أبليانوس وقتله عام 251م، وفى عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى 409-450م قام فيها عالم يدعى إيسودوروس الذى كتب عدة مقالات فى الدين وجهها إلى أعدائه وأحبائه وأطلق عليه إيسودوروس الفرمى ، وهو من مواليد الإسكندرية
تضم الفرما مجمعًا للكنائس بتل مخزن الذى يقع فى الجزء الشرقى من مدينة الفرما

 

 

وقد وصف كليدا التل عام 1909 وأول حفائر به قامت بها منطقة شمال سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1988 ،ومن خلال ثلاثة مواسم حفائر تم اكتشاف كنيسة بازيليكا يتقدمها آتريوم يتكون من فناء مساحته 31.50م طولاً 15م عرضاً يفتح عليه مجموعة من الحجرات ،وهى على طراز البازيليكا وتضم حجرات جانبية ربما تكون مخصصة للزوار من الحجاج المسيحيين.

 

 

 

الفرما-بطريق-العائلة-المقدسة.jpg" alt="" width="600" height="399" srcset="https://arabtourismnews.com/wp-content/uploads/2019/12/معمودية-بالفرما-بطريق-العائلة-المقدسة.jpg 600w, https://arabtourismnews.com/wp-content/uploads/2019/12/معمودية-بالفرما-بطريق-العائلة-المقدسة-300x200.jpg 300w, https://arabtourismnews.com/wp-content/uploads/2019/12/معمودية-بالفرما-بطريق-العائلة-المقدسة-765x510.jpg 765w" sizes="(max-width: 600px) 100vw, 600px" />

 

 

كنيسة الفرما

وتقع كنيسة الفرما فى الجزء الشمالى من المدينة وكشفت عنها حفائر منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1985حيث تم كشف بناء يتكون من وحدتين معماريتين مختلفتين فى التصميم ولكنهما مرتبطتين ببعضهما البعض والمبنى كله يشكّل وحدة معمارية متكاملة لكنيسة .

 

كما تم الكشف عن معمودية تقع بالجهة الشمالية الغربية خارج المبنى الغربى ، وهى عبارة عن بناء من الطوب الأحمر على شكل صليب متساوى الأضلاع داخل دائرة قطرها 4.70م كانت جدرانها مكسوة بالرخام من الخارج تتضح بقاياه فى جوانب الحوض، وكانت أرضيتها مبلطة بالفسيفساء للعثور على عدد كبير من قطع الفسيفساء الرخامية والحجرية بألوان مختلفة فى نفس المكان.

 

 

مسار الرحلة بالدلتا

شمل مسار الرحلة بالدلتا تل بسطة، مسطرد، بلبيس، منية سمنود، سمنود، سخا، بلقاس، ومن أشهر الآثار الواقعة بمحطات الرحلة كنيسة العذراء والقديس أبانوب بسمنود وبها بئر ماء وإناء كبير يقال أن السيدة العذراء عجنت فيه خبزًا وكنيسة العذراء بدقادوس تعود لعام 1888م ودير القديسة دميانة بالبرلس المقام على كنيسة من القرن الرابع الميلادى شيدتها القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين وأعيد بناء الدير عام 743م وصخرة موضع تقديس بسخا.

 

وادى النطرون

يعد وادى النطرون من أهم مواقع التجمعات الرهبانية فى مصر بعد زيارة العائلة المقدسة وتمتلئ منطقة وادي النطرون بالأديرة والقلايا والمغارات يسكنها آلاف الرهبان وتضم المنطقة مياه كبريتية تشفي العديد من الأمراض وبه نبع ماء عذب أنبعه السيد المسيح وسط منطقة مشبعة بملح النطرون يطلق عليه نبع الحمراء على بعد 3 كم من دير البرموس.

 

وكان أول تجمع رهبانى عام 330- 340م على يد القديس مكاريوس الكبير (أبو مقار) ثم امتلأ الوادى بالأديرة والقلايا والمغارات والمنشوبيات.

 

نبع الحمراء

وقد مرت العائلة المقدسة بوادى النطرون على نبع الحمراء حيث أنبع السيد المسيح عليه السلام نبع ماء عذب يعرف باسم نبع مريم يقع وسط منطقة مشبعة بملح النطرون، وما يزال موجودًا على بعد 3كم من دير البراموس ويضم وادى النطرون دير السريان ودير الأنبا بيشوى ودير الأنبا مقار ودير البراموس وبحيرة الحمراء شديدة الملوحة ويتوسطها نبع مريم العذب.

 

كنيسة العذراء السريان

ويعد دير السيدة العذراء المعروف بالسريان أصغر الأديرة إذ تبلغ مساحته فدان واحد فقط ويعود إلى القرن الخامس الميلادى، كما يشير الحصن القديم الذى يقع على يمين مدخل الدير الذى يعود إلى الفترة ما بين ٤٧٤-٤٩١م، ويتكون من عدة كنائس منها كنيسة العذراء السريان المتميزة برسومها الجدارية الشهيرة ومغارة الأنبا بيشوي.

 

 

 

 

 

دير الأنبا مقار الكبير

أما دير الأنبا مقار الكبير وهو تلميذ للأنبا أنطونيوس الكبير مؤسس الرهبانية المسيحية وعلى ذلك ترهب مقار الكبير واعتكف بصحراء وادي النطرون وبدأ فى إنشاء صومعته فى القرن الرابع الميلادى ومساحة الدير الإجمالية 11.34 كيلو متر مربع شاملة المزارع والمباني التابعة ويضم الدير سبع كنائس، ثلاثة منها داخل الدير وأربعة أعلى حصن الدير علاوة على قلايا الرهبان، وملحق بالدير متحف صغير ومشفى ومحطة لتوليد الكهرباء ومطبعة ومكتبة تضم مخطوطات نادرة، وهناك مساكن للعاملين بالدير من غير الرهبان.

 

وبخصوص دير البراموس فإن التسمية تعود إلى مكسيموس ودوماديوس الرومانيين وهم من آباء القرن الرابع الميلادى ومعنى كلمة البراموس (الذى للروم)، وهى كلمة يونانية نسبة إلى الأميرين الأخوين مكسيموس ودوماديوس أبنا ملك الروم الذين ترهبنا فى الدير ،

ويضم خمس كنائس أثرية وقصر الضيافة الجديد ومكتبة تشتمل على مخطوطات بعدة لغات من بينها العربية والقبطية واليونانية والحبشية والعبرية والإنجليزية والفرنسية والتركية.. كما يضم الدير مدفن الرهبان (الطافوس) ويحتفظ هذا الدير برفات اثنين من مشاهير الرهبان.

 

دير الأنبا بيشوى

ويعد دير الأنبا بيشوى أكبر الأديرة وينسب إلى الأنبا بيشوي تلميذ الأنبا مقار ويعود إلى أواخر القرن الرابع الميلادي ،وتبلغ مساحته فدانين ويضم خمس كنائس أكبرها كنيسة الأنبا بيشوى ومبنى للضيافة وحديقة واسعة ومكتبة والمائدة الأثرية وبئر الشهداء وقلايا الرهبان.

 

وكذلك كنيسة العذراء بدقادوس تعود لعام 1888م، ودير القديسة دميانة بالبرلس المقام على كنيسة من القرن الرابع الميلادي شيدتها القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين وأعيد بناء الدير عام 743م وصخرة موضع تقديس بسخا.

 

مواقع باركتها العائلة المقدسة بالقاهرة

باركت العائلة المقدسة 17 موقع فى القاهرة منها عين شمس التى أصبحت مقرًا لأسقفية قبطية، ومنطقة شجرة مريم في المطرية والتي استظلت تحتها العائلة المقدسة بظلها ولازالت تُعرف حتى اليوم بـ “شجرة مريم” ، وأنبع السيد المسيح بئر ماء بجوارها ونبتت هناك نباتات عطرية مثل نبات البلسان وهناك شارع بالمطرية يسمى شارع البلسم وشارع يسمى بئر مريم وانقطع شجر البلسان فى القرن السابع عشر بسبب فيضان النيل وقد زارت إمبراطورة فرنسا أوجينى شجرة مريم عام 1869 فى افتتاح قناة السويس وتم تطوير المنطقة والتى افتتحت عام 1992.

 

كما باركت مواقع أخرى بالقاهرة مثل كنيسة العذراء بمنطقة الزيتون، وكنيسة العذراء بحارة زويلة التى تعود إلى القرن الخامس الميلادى، وأعيد بناؤها فى القرن الحادى عشر وكانت مقرًا للكرسى البطريركى من عام 1300م إلى عام 1675م.

 

كما مرت الرحلة في مسارها بديرين للراهبات، وكذلك بكنائس مصر القديمة التى تضم الكنيسة المعلقة، والقديسة بربارة، ومارجرجس، وقصرية الريحان، وكنيسة أبا كير ويوحنا، ومارجرجس للروم، والشهيد أبو سيفين، والأنبا شنودة، وكذلك بدير مارمينا العجايبى بفم الخليج وكنيسة العذراء في المعادى.

الرحلة عبر النيل من حصن بابليون

استكملت العائلة المقدسة رحلتها جنوبًا إلى الفسطاط عند حصن بابليون، ثم اتجهت إلى منف ومن البقعة المقامة عليها كنيسة العذراء بالمعادى على شاطئ النيل حاليًا اتجهت العائلة المقدسة فى مركب شراعى بالنيل إلى الجنوب حتى البهنسا (بمحافظة المنيا) ثم عبروا النيل لشاطئه الشرقى إلى جبل الطير قرب سمالوط (بمحافظة المنيا)، ثم سافروا بالنيل إلى الأشمونيين إلى قرية فيليس (ديروط)، ومنه إلى القوصية إلى ميره إلى جبل قسقام، واستقروا هناك فى المكان الذى يقوم فيه أشهر دير مرتبط بهذه الرحلة وهو دير المحرق الشهير.

 

جبل الطير والقديسة هيلانة

وتشير البرديات إلى وجود 40 كنيسة بمدينة البهنسا كشفت وزارة الآثار عن إحداها مؤخرًا وهناك كنيسة بدير الجرنوس جددت عام 1924 وتتميز منطقة جبل الطير شرق سمالوط بوجود عدة كنائس وهناك أسرابًا من طائر البوقيرس تتجمع هناك ،ويعتقد إقامة العائلة المقدسة بها ثلاثة أيام وأقامت القديسة هيلانة كنيسة فى القرن الرابع الميلادى بهذه المنطقة أطلق عليها كنيسة الكف أو الصخرة ولها قصة شهيرة، وبها المغارة التى اختبأت بها العائلة المقدسة ومعمودية وشجرة العابد من أشجار اللبخ وهناك نبع ماء عذب فى إنصنا وكنيسة فى الأشمونين .

 

 

وظلت الأشمونين مركزًا لكرسى أسقفى 1300 عام من منتصف القرن الثالث إلى منتصف القرن السادس عشر الميلادى، وهو من أقدم الكراسى الأسقفية بالصعيد ، وهناك بئر بديروط وعدد 37 كهفًا كان يقطنها النسّاك بمنطقة دير أبو حنس تحوى أشكالًا ورموز مسيحية ودير المحرق بالقوصية آخر محطات الرحلة.

 

 

 

 

الكنيسة موقع البيت الذى عاشت فيه العائلة المقدسة بدير المحرق

 

 

دير المحرّق نهاية الرحلة

دير المحرق بالقوصية يعد محط أنظار العالم كنهاية محطات الرحلة ويضم كنيسة السيدة العذراء التى تضم البيت الذى عاشت فيه العائلة المقدسة،وبقى البيت على مساحته ثم تحول فى العصر المسيحى المبكر إلى كنيسة، وتميز هيكلها بمذبح حجرى والمعروف لدى علماء الآثار باستخدامه منذ عصر مبكر، وهو الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح طبقًا للتقليد، أما صحن الكنيسة فقد تغير فى القرن 19م ولم يتبق من القديم إلا الحائط القبلى وأبوابها قديمة من طريقة صناعتها.

 

ويشهد التاريخ على أن هذه الكنيسة كان لها احترام حين دخول الإسلام مصر وحافظ عليها المسلمون ولم تمس بأى سوء شأن كل الآثار السابقة على الإسلام،وهذه الكنيسة تم ترميمها فى القرن 16م ببناء القباب الثلاث أعلى الهيكل،وفى القرن 19م تم توسيع الصحن قليلًا وبناء القباب السبع أعلى صحن الكنيسة،والمحمولة على حنيات ركنية.

 

وأنشئت الصالة الخارجية يتوسطها عامودان ويغطيها سقف خشبى،وفى الثلاثينيات من القرن العشرين وضعت طبقة المصيص الموجودة حاليًا داخل الكنيسة وخارجها وبلطت أرضيتها، ويضم الدير أيقونات تعود إلى القرن 18م أهمها أيقونة هروب العائلة المقدسة والمرسومة على النسيج ورسمها يوحنا الأرمنى .

 

 

كما يضم دير المحرّق كنيسة السيدة العذراء الجديدة أنشئت عام 1880 والحصن الأثرى القديم الذى يعود إلى القرن السادس أو السابع الميلادى وكلية إكليريكية ومعهد ديديموس للمرتلين وقصر الضيافة أنشئ عام 1910.

تطوير المسار

تسعى الدولة على أعلى المستويات بتوجيهات من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لكل مؤسسات الدولة والوزارات المعنية لتولى اهتمامًا كبيرًا بأعمال تطوير وتنمية مسار العائلة المقدسة والمناطق حولها ،بتطوير شبكات البنية الأساسية وتمهيد الطرق وتأمينها وتزويدها بالخدمات السياحية المختلفة ،والتعريف بأهمية تنمية هذا الطرق كطريق للحج المسيحى يحظى باهتمام 2.3 مليار مسيحى فى العالم علاوة على عددًا كبيرًا من المسلمين بكافة أنحاء العالم .

 

التسجيل كتراث عالمى باليونسكو

وتسير الأمور فى عدة اتجاهات الأول وهو الاتجاه الثقافى باعتبار مسار العائلة المقدسة بمصر قيمة عالمية ، وتستحق التسجيل تراث عالمى باليونسكو لذا قامت وزارة الآثار بإعداد ملف لتسجيل أديرة وادى النطرون المنطقة الثالثة التى عبرتها العائلة المقدسة بعد سيناء والدلتا تراث عالمى باليونسكو وتم الانتهاء من الملف وتسليمه كما تقوم لجنة خاصة مشكلة من وزارة الثقافة والسياحة والآثار والخارجية والداخلية والتعاون الدولى بإعداد ملف خاص بتسجيل التراث اللامادى المرتبط بالعائلة المقدسة والذى يشمل الحكايات والعادات والتقاليد الشعبية المرتبطة بالرحلة وقد أوشكت على تسليم الملف.

 

الجانب السياحى

أمّا الجانب الثانى فهو الجانب السياحى ويجرى العمل على كافة الأصعدة لتهيئة مناطق تكون مؤهلة كاملًا للزيارة ،وهى منطقة مصر القديمة وشجرة مريم ووادى النطرون وجبل الطير بسمالوط بمحافظة المنيا ومنطقة درنكة بأسيوط ودير المحرق ،وفى نفس الوقت تقوم كل المحافظات التى تضم آثارًا ومواقع باركتها العائلة المقدسة وتشمل 12 محافظة مع الجهات المعنية فى تطوير باقى المناطق وتنمية المواقع المحيطة بها وتطوير البنية الأساسية .

 

ونطالب بتنمية وتطوير كل أنواع السياحة بمسار العائلة المقدسة حتى لا تقتصر الرحلة على زيارة مواقع معينة كسياحة دينية، بل يجب أن نأخذ السائح فى رحلته إلى كل مواطن الجمال ومقومات السياحة فى 12 محافظة سيزورها أثناء الحج ،وتشمل السياحة الثقافية ففى القاهرة يجب أن توجه الشركات السياحية أنظار الحجاج إلى زيارة الأهرامات والقاهرة الإسلامية ، وفى المنيا زيارة الأشومنين وآثارها المصرية القديمة ، وهكذا كل المحافظات …

 

 

كما يجب تنمية أنواع السياحات الأخرى مثل السياحة العلاجية ففى القاهرة منطقة حلوان كسياحة استشفائية، والسياحة النيلية وركوب مراكب نيلية ليسير السائح من القاهرة إلى الدير المحرق نفس الرحلة التى عبرتها العائلة المقدسة.

 

طريق الحج المسيحى الوحيد

وكذلك ربط كل معالم السياحة الدينية بمصر والتى لا تضم مسار العائلة المقدسة فقط بل تضم طريق الحج المسيحى الوحيد فى العالم منذ القرن الرابع الميلادى ، وهو الحج إلى جبل سيناء المقدس ومنه إلى القدس وهو طريق معروف له محطات واضحة كشفت عنها وزارة الآثار يمتد من الإسكندرية من منطقة دير مار مينا الشهير المسجل تراث عالمى باليونسكو منذ عام 1979 وعبر نهر النيل إلى حصن بابليون و، منه بريًا إلى سيناء …

 

 

وعبور منطقة عيون موسى الشهيرة إلى وادى فيران أقدم كاتدرائية بسيناء قبل إنشاء دير سانت كاترين، ثم إلى جبل سيناء حيث أشهر أديرة العالم ملتقى الأديان الذى يجمع الأديان فى بوتقة واحدة تتمثل فى جبل موسى وشجرة العليقة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى ربه، ودير سانت كاترين والجامع الفاطمى داخل الدير.

 

حج الرئيس الفرنسى ميتران 

وهذا الطريق استقبل كل حجاج العالم من جميع الجنسيات عبر العصور وما زالت حتى الآن تأتيه رحلات حج من أوروبا وأفريقيا ،والعديد من الدول وكان يحج إليه الرئيس الفرنسى ميتران سنويا ويظل لمدة كبيرة فى الدير.

 

وأن هناك كنيسة حديثة ببرشلونة زرتها بنفسى مبنية فى هذا القرن يطلق عليها العائلة المقدسة تحقق نسبة زيارات سياحية تفوق كل النسبة التى تدخل مصر سنويًا..!

 

40 مليون سائح

فما بلك بمصر نفسها التى استضافت العائلة المقدسة وباركت أرضها كم من عدد منتظر من السياح سيزورها سنويًا..؟!

 

 

ويرد الدكتور ريحان أن مصر مؤهلة لاستقبال 40 مليون سائح مع النهضة السياحية التى تشهدها حاليًا ،والاكتشافات الأثرية المتوالية وتكاتف كل أجهزة الدولة لتطوير منظومة البنية الأساسية ليس بشكل مؤقت بل إصلاح جذرى، وهي السياسة التى تسير عليها الدولة فى هذه المرحلة والتى بدأنا نشعر بنتائجها على المستوى الدولى…

 

 

فقد وصلت مصر إلى المركز الثامن عالميًا فى الدولة الآمنة فى العالم مما يدفع كل دول العالم لزيارة مصر، وحققت تقدمًا ملموسًا على المستوى الأفريقى والعربى والآسيوى والأوروبى، وعادت لمصر شخصيتها التى رسمها الكاتب والفيلسوف جمال حمدان بأن مصر قلب العالم العربى وواسطة العالم الإسلامى وحجر الزاوية فى العالم الأفريقى ، فهى أمة وسطا بكل معنى الكلمة فى الموقع والدور الحضارى والتاريخى والسياسة والحرب والنظرة والتفكير ، وهى مصر التى تصدق فيها الكلمات التى شدت بها فيروز وكتبها ولحنها الأخوين رحبانى مصر عادت شمسك الذهب تحمل الأرض وتغترب كتب النيل على شطه قصصًا بالحب تلتهب

 

 

 

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله