المسلة السياحية
كتب د.عبد الرحيم ريحان
تعتمد السياحة على أربع ركائز لو توافرت فى أى دولة فهى نقطة الانطلاق لنهضتها وتميزها السياحى، الركيزة الأولى توافر مقومات سياحية متنوعة ، وفى مصر سياحة الآثار المتمثلة فى المنشأت الأثرية من عصور مختلفة تبدأ منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث.. علاوة على التحف المنقولة المكتشفة بهذه المواقع مما تذخر به المتاحف المصرية .
والسياحة الدينية المتمثلة فى خمس مجمعات للأديان بسانت كاترين ومصر القديمة والبهنسا والإسكندرية وحارة زويلة بالقاهرة ، علاوة على طريق خروج بنى إسرائيل بسيناء، ومسار العائلة المقدسة ودرب الحج المصرى القديم عبر سيناء وعبر نهر النيل .
وتمتلك مصر مقومات السياحة البيئية من وجود محميات طبيعية متنوعة ومتميزة ،علاوة على المناظر الطبيعية فى أودية سيناء والوادى الجديد ، وكورنيش النيل خاصة فى الأقصر وأسوان والمنيا ، والسياحة العلاجية المتمثلة فى العيون الطبيعية الاستشفائية والآبار المقدسة والعيون الكبريتية والعلاج بالأعشاب والدفن فى الرمال وكابريتاج حلوان .
علاوة على مناخ مصر الصحى وسياحة السفارى فى الصحراء الشرقية والغربية وسيناء، وسياحة المؤتمرات بشرم الشيخ والقاهرة ، والسياحة الترفيهية والشاطئية ومناطق الغوص فى البحر الأحمر .
الأمن والبنية
الركيزة الثانية توافر بنية أساسية وهذا يتمثل فى الإنجازات الغير مسبوقة فى شبكة الطرق والكهرباء التى تجاوزت المأمول والتجميل والتشجير للمواقع السياحية وتطوير الخدمات عامة.. والركيزة الثالثة توافر الأمن وهذا ما تحقق لدرجة شعر بها من هم داخل مصر وخارجها ،وتم إلغاء الحظر السياحى من عدة دول للظروف التى مرت بها مصر .
والآن تواجد وزارة الداخلية أصبح ركيزة أى عمل أو مشروع سياحى ، وأصبح لهم القدرة والإمكانات على تأمين الطرق السياحية والسياح والمواقع الأثرية والسياحية وهذا ما يشعر به كل زائر إلى مصر .
مكانة مرموقة
الركيزة الرابعة وهى قيمة الدولة ومكانتها سياسيًا ودوليًا وتحظى مصر حاليًا بمكانة مرموقة فى كل دول العالم، وأصبحت بفضل قياداتها السياسية الواعية قلب العالم العربى ،وواسطة العالم الإسلامى وحجر الزاوية فى العالم الافريقى ، كما وصفها الكاتب والفيلسوف جمال حمدان فهى أمة وسطًا بكل معنى الكلمة فى الموقع والدور الحضارى والتاريخى والسياسة والحرب والنظرة والتفكير …
وهى مصر التى تتحقق فيها الآن الكلمات التى شدت بها فيروز وكتبها ولحنها الأخوين رحبانى “مصر عادت شمسك الذهب تحمل الأرض وتغترب كتب النيل على شطه قصصًا بالحب تلتهب”.
هذه الركائز الأربع هى القواعد الأساسية للعمل السياحى حاليًا ، ونقطة الانطلاق للوصول إلى 40 مليون سائح وذلك بإزالة كل العوائق أمام المستثمرين وهذا ما تفعله الدولة حاليًا.
السياحة البيئية
والنقطة الثانية تطوير كل مقومات السياحة السابق ذكرها وتنميتها وتنشيطها ووضعها على خريطة السياحة، خاصة السياحة البيئية أغلى أنواع السياحة فى العالم ،وفتح أسواق جديدة خاصة جنوب شرق آسيا ، وأمريكا الجنوبية واستهداف نوعيات جديدة من السياح خاصة كبار السن والحالات الخاصة .
الطاقة الفندقية
وكانت الطاقة الفندقية فى مصر تستوعب 14 مليون سائح قبل عام 2011، ونتيجة الركود لفترة معينة تضاءلت هذه الطاقة بسبب هجرة طاقمها وتحولهم لأعمال أخرى، ويجب أن نعمل من الآن للإعداد لتوفير طاقة فندقية تستوعب 40 مليون سائح فى خمس سنوات بالتدريج ،وعودة العمالة المدرّبة والخبرات وتدريب عمالة جديدة .
الإرشاد السياحى
وتطوير عمل الإرشاد السياحى وإلغاء المرشد السياحى الأجنبى تمامًا لتوافر مرشدين سياحيين مصريين فى كل لغات العالم ، وتدريب الأدلة السياحيين خاصة فى سيناء بمنطقة سانت كاترين على العمل فى الإرشاد السياحى ومنحهم الترخيص فهم الأجدر من غيرهم خاصة فى هذه المنطقة لخبرتهم بصعود جبل موسى ومعرفتهم الجيدة بمعالم المنطقة .