Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

تطوير الطيران والسياحة في دبي .. نقطة انطلاق الإنجازات

تطوير الطيران والسياحة في دبي .. نقطة انطلاق الإنجازات

 

دبى ….. في الخامس والعشرين من أغسطس من عام 1977، أعلن الشيخ راشد آل مكتوم، رحمه الله، عن تكوين لجنة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تتولى إدارة مطار دبي الدولي، ليصبح تطوير دبي كمركز للطيران والسياحة الخطوة الأولى في مشوار من الإنجازات المتتالية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي تبنى سياسة السماوات المفتوحة وعمل على وضع أسس لبناء وجهة سياحية غدت اليوم في صدارة المشهد السياحي العالمي. وخلال هذه الفترة تحمل سموه أيضاً مسؤولية نفط دبي، وكانت هذه المهمة من أخطر المهام في حكومة دبي نظراً لأهمية الصادرات النفطية للاقتصاد في ذلك الوقت.

وبمجرد تعيين سموه ولياً للعهد في دبي في الرابع من يناير 1995، كانت دبي على موعد مع إشراقة شمس مستقبل جديد ورؤية استشرافية فاقت الواقع والمألوف، وطموحات لم تحدها سوى السماء، وإنجازات تجاوزت الخيال، ليختصر سموه معها الزمان، ويصنع نموذجاً اقتصادياً وتنموياً متفرد، وضع به الإمارة في قلب خريطة المال والأعمال العالمية، لتصبح وجهة محورية للاستثمارات والشركات العابرة للحدود ونقطة انطلاق رئيسة لأسواق المنطقة والعالم من خلال شبكة طيران وموانئ تغطي وتربط كافة قارات العالم، ومركزاً للإبداع والابتكار وجذب الكفاءات وبناء القدرات.

واستلهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هذا النهج الاستشرافي من والده الشيخ راشد، رحمه الله، حيث قال سموه، عندما علق فيما بعد على قرار تعيينه ولياً لعهد دبي: «لست أعرف إن كنت قائداً جيداً، ولكنني قائد، ولديّ رؤية، فأنا أنظر إلى المستقبل بعد عشرين أو ثلاثين سنة من الآن وقد تعلمت ذلك من والدي الشيخ راشد الذي كان الأب الحقيقي لدبي. وأنا أسير على دربه، فقد كان يستيقظ باكراً ويذهب بمفرده ليرى ما يحدث في كل مشروع من مشروعاته، وأنا أفعل الشيء نفسه، فأشاهد وأقرأ الوجوه، وأتخذ القرارات، وأتحرك بسرعة.. بأقصى سرعة». وبأقصى سرعة تحولت الرؤية إلى واقع ملموس يتحقق ومستقبل يشرق مع صباح كل يوم، وإنجاز يحلق مع كل رحلة طيران يرمز لها مشروع «طيران الإمارات» الذي اضطلع به سموه في عام 1985، لتصبح الناقلة اليوم من أكبر شركات الطيران على مستوى العالم وأفضلها.

 

وفي عام 1985، تولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مسؤولية منطقة جبل علي الحرة، والتي كانت رمزاً صريحاً للرؤية الاستشرافية التي اكتسبها سموه من والده الشيخ راشد عندما قرر، رحمه الله، بناء أكبر ميناء في العالم في منطقة جبل علي التي كانت آنذاك عبارة عن رمال وبحر، وذلك رغم وجود ميناء راشد الذي كان يكفي حاجة دبي في هذا الوقت، وها هي الرؤية تتحقق ليصبح ميناء جبل علي اليوم من أكبر موانئ الحاويات على مستوى العالم، وتصبح موانئ دبي العالمية التي تأسست رسمياً في سبتمبر 2005 في أعقاب دمج «سلطة موانئ دبي» و«موانئ دبي الدولية»، لتصبح رابع أكبر مشغلي الموانئ في العالم.

وكان شعار «الوجهة دبي» هو الشعار السياحي الذي طالما تبناه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لجعل دبي «محط أنظار العالم»، وتحتل مكانا بارزاً على خريطة السياحة العالمية.


وفي أواخر عام 1995، أعلن سموه عن انطلاق مهرجان دبي للتسوق، الذي كان واحداً من أولى مبادراته الكثيرة التي رسخت دوره القيادي كولي عهد، آخذاً على كاهله عملية التطوير والتحديث وكان الهدف من وراء هذا المهرجان السنوي، توظيفه وسيلة للترويج للاقتصاد الإماراتي على المستوى العالمي. إذ بلغت قيمة المبيعات ما يقارب المليار دولار في الدورة الأولى للمهرجان الذي نجح على مدار عقدين من الزمان في أن يضع دبي على خريطة أهم المهرجانات العالمي.


وكانت خطة «الوجهة دبي» تتطور بسرعة، ففي الأول من أبريل عام 1998 تم افتتاح مطار الشيخ راشد مؤْذِنًا باكتمال المرحلة الأولى من خطة توسيع المطار التي أقرتها حكومة دبي بميزانية 540 مليون دولار، وتسارعت الخطى وفق رؤية سموه بأن تكون دبي مركزاً محورياً في صناعة الطيران، وتوالت التوسعات عاماً تلو الآخر ليحتل معها مطار دبي الدولي المركز الأول على مستوى العالم من حيث عدد المسافرين الدوليين، في إنجاز يعد بمثابة تتويج لسياسة الأجواء المفتوحة التي تنتهجها دبي وشبكة وجهاتها المتنامية.


وفي بقعة أخرى من دبي، برز فندق برج العرب، الذي أنشئ على جزيرة اصطناعية تبعد 100 متر عن شاطئ البحر، شامخاً لينافس بعلوه الشاهق أعلى الأبنية في العالم، ويعتبر هذا الفندق واحد من أكثر مشروعات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد جرأةً وإقداماً، ومازال برج العرب يشكل درة التاج في قطاع الفندقة المحلية والعالمية، كونه الوحيد المصنف عالمياً من فئة السبع نجوم، ومعلماً بارزاً.

 

ولما كان العالم قد بدأ يتجه نحو المعرفة وتقنيات الإنترنت، أطلق سموه مبادرته بإنشاء مدينة دبي للإنترنت، والتي استطاعت خلال فترة وجيزة استقطاب كبريات الشركات العاملة في مجال التقنية والعلوم الإلكترونية، وأصبحت مصدراً لتكنولوجيا المعلومات، ليس إلى دول الإقليم فحسب، بل إلى الدول المتقدمة أيضاً، ففي التاسع والعشرين من شهر أكتوبر من عام 1999، عقد سموه مؤتمراً صحفياً أعلن فيه: «سوف نفتتح بعد سنة من اليوم، وفوق هذا الموقع، صرحاً جديداً على مستوى دبي والمستوى العالمي، ألا وهو مدينة دبي للإنترنت».

لقد حدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد 365 يوماً موعداً لافتتاح مدينة الإنترنت، وكان هذا في حد ذاته تحدياً كبيراً وخطوة جريئة بكل المقاييس، بهدف إبراز دولة الإمارات كواحدة من الدول التي تتسم بتسارع تنامي صناعتها.

وفي الحادي عشر من مايو من عام 1999، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن مبادرته أمام جمع من كبار المسؤولين في جوائز دبي للجودة، حيث قال: «خلال 18 شهراً من هذه الليلة، ستكون حكومة دبي بأكملها على الخط، وهو عامل سيؤدي إلى زيادة الكفاءة ويجعل عمل الحكومة أسرع وأكثر سلاسة، وفي هذا الصدد أود- ضمن أشياء أخرى- أن أرى طلبات الحصول على التأشيرة وغيرها من المعاملات تتم على الخط، وأن تتواصل الدوائر الحكومية بعضها مع بعض إلكترونيًّا».


وتم الوفاء بالموعد النهائي الذي حدده سموه، وتميزت دبي حينها بأن أصبحت أول حكومة إلكترونية بالكامل على مستوى العالم، وذلك قبل أن تلج عصراً جديداً من الابتكار والتحدث بلغة المستقبل عبر التحول إلى الحكومة الذكية.

مشاريع عملاقة ترسم معالم النهضة وأعجوبة العالم الثامنة


ما إن انتهت التسعينيات حتى أخذت معالم نهضة اقتصاد دبي تتشكّل ووفقاً للرؤية التي وضع أسسها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أدرك أن النفط لابد أن ينضب يوماً، فوضع نصب عينيه إرساء دعائم اقتصاد للأجيال القادمة يتمثل في تكريس دبي كوجهة تجارية واقتصادية وخدمية ومالية عالمية.


وتسارعت وتيرة التشييد والبناء للعديد من المشاريع الاستراتيجية في كافة القطاعات والمجالات، استقطبت معها رؤوس الأموال الخاصة من داخل دبي والإمارات، وكذلك الأموال الخليجية والعربية والدولية، لتبدأ دبي الألفية الجديدة بتدشين الموجة الثانية من المشروعات العملاقة التي رسخت موقعها كوجهة استثمارية وسياحية وتجارية عالمية تجتذب أعداداً غفيرة من السيّاح ورجال الأعمال الخليجيين والعرب والأجانب والكفاءات والمواهب من كافة أنحاء العالم، الذين يفضلونها ليس فقط للتسوّق أو الاستثمار، أو لامتلاك عقار فيها، وإنما للعيش والإقامة.


وأما في المجال السياحي، وبعدما شاعت شهرة دبي ومطارها الدولي الأكبر في المنطقة، فقد وجه سموه بإقامة مشروع «دبي لاند»، الذي يعتبر أكبر مشروع سياحي في العالم، انطلاقاً من رؤية سموه بضرورة تنويع مصادر الدخل والابتعاد عن الاعتماد على النفط.


وفي شهر مايو عام 2001، وخلال معرض سوق السفر العربي، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن أهم مشروعات خطة «الوجهة دبي»، وهو «جزيرة النخلة» مفخرة دبي الجديدة والأكبر من نوعه على مستوى العالم باستثمارات حكومية خالصة، والذي كان عبارة عن منتجع عملاق يمتد على جزيرتين تتخذان شكل النخيل وتنقسم كل منهما إلى 17 فرعًا عملاقًا وجزع، ويحيط بها حاجز مرجاني هلالي الشكل، وها هي مبادرات سموه بإنشاء مشاريع الجزر، مثل «النخلة جميرا» و«النخلة جبل علي» و«النخلة ديرة» و«جزر العالم»، و التي بات العالم يعرفها بـ«أعجوبة العالم الثامنة»، تنضم إلى قائمة أعظم 50 أيقونة في العالم جديرة بالمشاهدة، وواحدة من المعجزات الهندسية، والمعمارية التي تم إنجازها في العصر الحديث، وتبرهن من جديد على الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة لمستقبل دبي.


المناطق الحرة في دبي من أكبر عوامل جذب الاستثمارات العالمية

أولت دبي عبر خططها الاقتصادية المتعاقبة اهتماما خاصا بتأسيس العديد من المناطق الحرة والتي ساهمت في تعزيز سمعة الإمارة كمركز للأعمال التجارية وحقق هذا النموذج إنجازات كبيرة، وأصبح يمثل واحدا من أكبر عوامل جذب المستثمرين من كافة أنحاء العالم، وباتت المناطق الحرة المنتشرة في كافة ربوع الإمارة مكون أصيل وفاعل في اقتصاد دبي.


ففي شهر فبراير من العام 2002 أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عن تأسيس مركز دبي المالي العالمي، ليكون لهذه المنطقة حضور ومكان على خريطة شبكة الأسواق والأعمال الدولية، وقال سموه في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة: «عندما كنا نعلن عن مبادرة جديدة أو مشروع جديد، كنت أتحدث مطولاً عن المتغيرات الدولية واتجاهاتها، وأشرح وأكرر الشرح، لكي يعرف الجميع ماذا ينتظر الاقتصاد والتجارة غداً أو بعد غدٍ، لكي نهيئ أنفسنا ونكون مستعدين. أما اليوم، فالاتجاه والمتغيرات واضحة، ولا تحتاج إلى شرح وتكرار، الاقتصاد العالمي يواصل تحوله إلى اقتصاد أكثر تكاملاً، الأسواق في العالم باتت سوقاً دولياً واحداً، والتشريعات الاقتصادية في دول العالم باتت أكثر تشابهاً، واليوم توجد اتفاقيات دولية تنظم التعاملات التجارية بين دول العالم، ويوجد برنامج زمني لتطبيق هذه الاتفاقيات على جميع الأنشطة الاقتصادية، من صناعة وتجارة وخدمات. هل ننتظر ثم نرى كيف سيؤثر فينا التطبيق وكيف سنتصرف؟».


ومع إطلاق كل مشروع جديد كان سموه حريصاً على توصيل رسائل إيجابية تعكس الطاقة الإيجابية التي تغلف شخصية القادة الأكثر إدراكاً للواقع والأكثر قدرة على استشراف المستقبل، فقال سموه عند إطلاق مركز دبي المالي العالمي أن «الانتظار لم يكن خيارنا أبداً، في الماضي ولا في الحاضر، دائماً نسعى ونعمل على استشراف الاتجاهات المستقبلية، ونستعد لها».


وتابع سموه «ونحن في الإمارات فتحنا منذ عشرات السنين طريقاً عريضاً على التجارة الدولية، ومنذ سنوات نعمل في دبي والإمارات على تسريع الحركة على هذا الطريق العريض، لنواكب المتغيرات الدولية والتحولات الكبيرة في حقول الاقتصاد والتجارة. وتعلمون أن من أبرز آليات التحرك على هذا الطريق، أولاً تكنولوجيا المعلومات، وثانياً التدفقات المالية عبر الأسواق الدولية. وبحمد الله أطلقنا الآلية الخاصة بالمعلومات من خلال مشاريع الاقتصاد الجديدة في دبي، مثل مدينة الإنترنت ومدينة الإعلام وتجاري دوت كوم والحكومة الإلكتروني».

ودائماً يؤكد سموه على ضرورة الأخذ بزمام الأمور عندما يتضح الطريق، قائلاً:«الآن المستقبل واضح بالنسبة لنا، ولا بد أن نأخذ بزمامه ونسير معه، مثل ما يقال بالإنجليزي» عندما يتضح لنا طريق المستقبل يجب علينا ألا نجلس نتفرج، بل علينا الأخذ بزمام الأمور«. لقد قام فريق عمل متميز بدراسة المشروع منذ سنة ونصف السنة، إننا بدأنا، ولن نتوقف عن المضي قدماً في ما عقدنا العزم عليه، ولن يعوقنا مجرد التشكيك من قبل أي شخص، الناس يتكلمون ونحن نعمل».


دبي المالي يحتضن أكثر من 1225 شركة و17860 موظفاً

يجسد مركز دبي المالي العالمي الذي قبل عدة أشهر على مرور 10 سنوات على تأسيسه، الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي أكد ثقته من أن مركز دبي المالي الدولي سيسهم في رفع مستوى المؤسسات والعمليات والخدمات المالية في المنطقة والعالم، وسينعكس هذا الأمر إيجابياً على مناخ الاستثمار وعلى كفاءة الأعمال وثروات الدول والأفراد.


ويشكل مركز دبي المالي العالمي اليوم بوابة المال والأعمال التي تربط أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا بأسواق أوروبا وآسيا والأمريكيتين، ويحتضن أكثر من 1225 شركة تضم 17 ألفا و860 موظفاً.


وتجلى هذا التطور من خلال اتساع نطاق الشركات العاملة في المركز والآراء والتصنيفات التي حظي بها. ففي أكتوبر 2014، تبوأت دبي المرتبة الخامسة عالمياً بين المراكز المالية الدولية من قبل مجلة «ذا بانكر» بعد لندن ونيويورك وسنغافورة وهونج كونج. وفي سبتمبر 2014، صنف «مؤشر المراكز المالية العالمية» دبي بين المراكز العشرة المؤهلة للنمو مستقبلاً ضمن المنطقة الممتدة بين سنغافورة وسويسرا.


وبالإضافة إلى ذلك، يضم مجتمع الأعمال في مركز دبي المالي العالمي 21 من أفضل 25 مصرفاً عالمياً و11 من أفضل 20 مدير أصول في العالم، و7 من أكبر 10 شركات للتأمين، و9 من أكبر 10 شركات للمحاماة.


ولم تمض سوى أسابيع قليلة ويعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد مجدداً عن تأسيس مركز دبي العالمي للمعادن والسلع في أبريل من العام 2002، والذي تحول اسمه فيما بعد إلى «مركز دبي للسلع المتعددة» إلى جانب تأسيس ثلاث مصافٍ للذهب. ويضم مركز دبي للسلع المتعددة البوابة العالمية لتجارة السلع والمنطقة الحرة الأكبر والأسرع نموا في الدولة الذي احتفل مؤخرا بالعشرية الأولى لتأسيسه، أكثر من 10 آلاف شركة ليصبح بذلك واحدة من أكبر المناطق الحرة على مستوى الشرق الأوسط والعالم.


واستطاع المركز خلال الفترة الماضية من تأسيس مجتمع أعمال متكامل يتسم بالديناميكية والنشاط، حيث يوفر المركز بيئة مناسبة تعزز قدرة عملائها على تحقيق النمو والازدهار .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله