المسلة السياحية
تقارير المسلة
في ظل حالة عدم اليقين التي يحياها العالم وانخفاض الاصابات تارة و ارتفاعها تارة أخري من جراء جائحة فيروس كورونا المستبد، والبحث مازال جاريا عن لقاح لمكافحة الوباء الذى أطاح بكل عنف بصناعتي السياحة والسفر الدوليتين .. قرر العملاق الأوروبي للسياحة توي TUIالألماني الأصل أن الحجز علي الانترنت الحل الأمثل ،و يتخلي عن 146 وكالة سياحية تابعة له في انجلترا بالاغلاق .. معللا قراره بالخسارة الرهيبة التي لحقت بها خلال الفترة الماضية من جراء توقف الحركة السياحية و اغلاق المطارات ومنع السفر للحد من تفشي كوفيد-19، وفيما يبدو ان المملكة المتحدة بالارقام حتى اللحظة مازالت فريسة سهلة لتفشيه وتداعياته الكارثية علي الاقتصاد البريطاني وبطبيعة الحال علي السياحة والسفر هناك .
لماذا الرقمنة ؟
وبحسب مؤسسة أبحاث مرموقة فأن هذه الخطوة من توي الانجليزية TUI UK ليست مفاجئة علي الاطلاق بل كانت متوقعة بعد أن أعلنت عملاق السفر الأوروبي بالفعل عن مبادرات لرقمنة عمليات السياحة والسفر في نتائج نصف السنة في وقت سابق من هذا العام.
سياحة ما بعد الوباء
و مع اختيار 45٪ من السياح العالميين لشراء المزيد من برامج السياحة والسفر عبر الإنترنت في عالم ما بعد الوباء بحسب أكثر من استطلاع رقمى تم خلال الفترة الماضية ،وبناء علي ذلك فأن من المرجح أن يقوم المزيد من وكلاء السفر في المملكة المتحدة بتقييم استراتيجيات أعمالهم ونشاطهم عبر المكاتب، واتخاذ هذه الخطوة ” رقمنة أعمالهم ” لخفض التكاليف الي أقل حد ممكن في ظل انهيار الطلب على البرامج السياحية والرحلات حتي مع قرار استئناف الحياة الطبيعية وفتح المطارات ورحلات الطيران واعلان العديد من الدول الأوروبية وغيرها استعدادها لاستقبال الحركة السياحية الوافدة من معظم الاسواق الدولية .. مع اتخاذ الاجراءات الوقائية للسلامة الصحية من فيروس كورونا .
القدرة علي التعايش
كما يشير التقرير البحثي ان نموذج توي الانجليزية لايصلح تعميمه فالسوق البريطانية كبيرة وما يصلح لوكالة قد لايصلح لاخري .. وهى اشارة الي ان وكالات السياحة التي لا توجود لديها أعباء ثابتة ضخمة من ايجار وفواتير كهرباء ومرافق اخري ،قادرة علي التعايش دون الحاجة الي عمليات رقمنة أعمالها عبر الانترنت ، والعمل بشكل كلاسيكي مع عملاءها وتحمل نوعا ما فترات الانتظار التي قد تطول في ظل حالة عدم اليقين التي لازالت تحيط بتعافي صناعة السياحة والسفر المرهونة بالقضاء علي الجائحة او العثور علي اللقاح الناجع .
الحد من السفر
ووفقا لاحصاءات حركة السياحة والسفر في بريطانيا العام الماضي 2019 .
كان عمر المستهلكين الذين يحجزون عادةً في وكالة سياحة داخل المقر يبلغ 65 عامًا وأكثر ويمثلوا نسبة 20٪ من الحركة .
بما أن هذه النسبة تقع ضمن فئة ” المرضي المحتملين ” لـ الجائحة COVID-19 .
فمن المحتمل أن تكون متوترة بشأن قرار السياحة والسفر بينما لا يزال الفيروس طليقًا في الواقع .
والاستطلاعات تشير الي ان نسبة 43٪ من هذه الفئة العمرية ” يخططون للحد من السفر الدولي احترازا على المدى القصير .
الحل الرقمي
ويخلص التقرير البحثي الي انه في ضوء التراجع الهائل في الطلب علي السياحة والسفر الناتج عن COVID-19 .
تعد هذه مشكلة كبيرة للوكالات السياحية التي تعتمد بشكل كبير على الإيرادات داخل مقاراتها ،وتؤدي إلى مزيد من تأخير انتعاش .
سيكون من الحكمة أن يقوم هؤلاء الوكلاء بإعادة التركيز على تطوير منصاتهم على الإنترنت .
لتلبية احتياجات مجموعة أوسع من السياح بشكل أفضل وسط تغييرات شاملة في تفضيلات المستهلكين “.