ثقافة البحرين استحضرت أجمل عناصر التراث الانسانى العربى والعالمى فى 2015
المنامة "المسلة" …. عام كامل ودّعته مدينة المنامة، هو عام 2015، الذي احتفت فيه بالتراث تحت شعار "تراثنا ثراؤنا"، واستحضرت فيه هيئة البحرين للثقافة والآثار أجمل ما في الانتاج الإنساني البحريني، العربي والعالمي من عناصر تراثية توزّعت على العديد من البرامج والأنشطة والمشاريع المختلفة التي روّجت لتراث المملكة العريق وعززت من مكانتها كوجهة رائدة للسياحة الثقافية إقليميا وعالمياً.
بالنسبة للمواسم الثقافية ،واصلت الثقافة خلال عام 2015 العمل على إقامة المواسم الثقافية في مملكة البحرين، ففي ربيع الثقافة الذي احتفى بذكرى انطلاقته العاشرة وجاء بعنوان "عشر إضاءات"، استدرجت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية أجواء متنوعة عائلية وشبابية وقدمت تجارب عالمية مختلفة ما بين الموسيقى، الأدب، الفكر والفنون البصرية بحسب بنا.
واشتملت فعاليات الربيع على عدد من المسرحيات والعروض الاستعراضية مثل: عرض فرقة جامب الكورية، عرض فرقة روخاس ورودريجيز لفن الفلامينكو وغيرها، أما على صعيد الأمسيات الموسيقية فقدم ربيع الثقافة أمسيات مختلفة كأمسية فرقة بندر الشريف للفن الحجازي بعنوان ليالي حجازية، أما قلعة عراد فاستضافت حفلين للفنان الإماراتي حسين الجسمي و الفنان العالمي "جون لجند، فيما استضاف مسرح البحرين الوطني أمسية موسيقية للموسيقار المصري المشهور عمر خيرت.
وجاء صيف عام 2015 مميزاً، عبر مهرجان صيف البحرين وحديقة نخول اللذين لازما الجمهور البحريني في مدة تقارب الشهر تواصلت فيه الأنشطة والفعاليات وتنوعت ما بين ورش العمل، العروض المسرحية، اللقاءات الثقافية التفاعلية والحفلات الاستعراضية والموسيقية وغيرها الكثير. وكان مهرجان الصيف انطلق عبر تدشين حديقة نخول في سترة، لتتوالى بعد ذلك فعاليات عديدة أهمها: حفل "سحر الشرق وعبق التاريخ في صوت أمل كلثوم"، العرض المسرحي لالالونا، حفل "تيتي روبن"، عرض الباليه الفلبيني في مسرح البحرين الوطني وحفل أوكسترا ريكينغ كرو اليابانية.
أما مهرجان البحرين الدولي للموسيقى 24، فقدم آفاقاً موسيقية متعددة انطلقت مع العرض العالمي المشهور آنا كارينينا في مسرح البحرين الوطني، ليتجه بعد ذلك إلى الصالة الثقافة مع الحفلات التالية: حفل الفرقة الوطنية للموسيقى من تونس "وصلة"، حفل "المكسيك تغني للعالم"، العرض الموسيقي "المخلوقات الخيالية مع ألاسيدير مالوي"، حفل الفنانة التونسية درصاف حمداني وأخيرا مع حفل لفرقة البحرين للموسيقى.
بدوره، واصل مهرجان التراث في نسخته 23 اشتغاله على تعزيز مكانة الموروث الوطني والثقافي لمملكة البحرين. وكان المهرجان السنوي قد فتح أبوابه بحضور سمو الشيخ عيسى بن سلمان بن حمد آل خليفة رئيس مجلس أمناء وقف عيسى بن سلمان الخيري، الذي افتتح المهرجان نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه. وعمل المهرجان في عام 2015 على استدراج مكامن الجمال في الموروث الشعبي البحريني بأشكاله المختلفة من موسيقى، فنون بصرية، إضافة إلى استحضار قيم الجمال التي تكتنزها ثقافة البحرين، والتي تحتفي بها هيئة البحرين للثقافة والآثار، ومن بينها العمارة التقليدية، استخراج اللؤلؤ وما يحيط به من إرث ثقافي واجتماعي، القصص الشعبية، الخط العربي، الألعاب الشعبية، الحرف اليدوية وغيرها.
أما "تاء الشباب" في نسخته السابعة، فقدم في عام 2015 العديد من الفعاليات موزعة على مبادرات التاء الست وهي: كلّنا نقرأ، هارموني، تشكيل، بريمير، حياة وحفاوة. وقدّم المهرجان من خلال فعالياته أنشطة أدبية، رياضية وصحية، موسيقية وسينمائية.
وضمن اشتغالها الفني، فقد أقامت هيئة البحرين للثقافة والآثار، برعاية كريمة من لدن صاحب السموّ الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقّر، معرض البحرين السنوي للفنون التشكيليّة، في نسخته الحادية والأربعين، حيث قدّم مجموعة منتقاة من الأعمال التي تجاوزت ال 50 عملًا، وتنوعت ما بين التصوير الزيتي، التصوير الفوتوغرافي، الأعمال التركيبيّة والنحت، تم انتقاؤها من بين أكثر من 170 عملًا تقدم بها الفنانون للمشاركة في المعرض.
كما شاركت مملكة البحرين في إكسبو ميلانو عبر جناح وطني حمل اسم "آثار خضراء"، عملت هيئة البحرين للثقافة والآثار من خلاله على ضمان نشر الوعي بالتراث الثقافي الزراعي الفريد للمملكة، حيث تمحورت فكرة الجناح حول تقديم مشهدٍ طبيعيٍ مستمرٍ مكونٍ من حدائق فاكهة، كل منها تحتوي شجرة فاكهةٍ معينةٍ أصليةٍ في البحرين، إضافة إلى معرض ضم قطعا وتحفا أثرية استحضرت التقاليد الزراعية التي تعود لعدة آلاف من السنين. وبعد 6 أشهر من الاشتغال الثقافي، الإنساني والحضاري، استطاع جناح المملكة أن يحصد الجائزة الفضية في فئة الجوائز المخصصة للهندسة المعمارية في الإكسبو ليسبق عبر فوزه هذا حوالي 50 جناحاً وطنيا مشاركا في المعرض. وقد اختارت لجنة التحكيم الدولية مبنى جناح "آثار خضراء" كثاني أفضل مبنى ضمن الشروط المعمارية الموضوعة من قبل إدارة الإكسبو والتي تراعي شعار دورة الإكسبو لعام 2015م "تغذية الكوكب، طاقة من أجل الحياة" وخصوصية الاستدامة والبناء وجمال الشكل الفريد. وقد حصلت فرنسا على المرتبة الذهبية والصين على المرتبة البرونزية من الفئة ذاتها.
وخلال عام 2015، حظي التمثيل الدولي لمملكة البحرين في المحافل الإقليميّة والدولية باهتمام والتزام الثقافة في عدة مناسبات كان من بينها مشاركة مملكة البحرين في معارض الكتاب حول العالم التي من بينها معرض فرانكفورت للكتاب، الذي يعد أكبر تظاهرة دولية ثقافية تعنى بالكتاب والأدب، إضافة إلى معرض الكويت الدولي للكتاب، معرض الشارقة الدولي للكتاب ومعرض الخرطوم الدولي للكتاب.
إضافة إلى ذلك، فقد شاركت هيئة البحرين للثقافة والآثار في موسم أصيلة الثقافي الدولي السابع والثلاثين، حيث عملت على نقل تجربة البحرين الفنية والإبداعية من خلال معرض "محطّات للذاكرة"، الذي قدم أعمالاً لثلاثة من روّاد الفن التشكيلي البحريني الأوائل وهم الفنان الدكتور أحمد باقر، الفنان عبد الكريم البوسطة والفنان ناصر اليوسف. وجاء هذا المعرض، الذي تعد أعماله من مقتنيات متحف البحرين الوطني، تكريماً لذكرى أعمالهم الإبداعية ومشاركاتهم في موسم أصيلة في بداياته.
كما شهد عام 2015، ومنذ بداياته على عمل الثقافة لتقديم النتاج التراثي الإنساني من حول العالم في عروض متحفية مختلفة، حيث استضاف متحف البحرين الوطني عدة معارض منها: معرض "النساء الأمازيغيات في المغرب" الذي أقيم برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله ورعاها. هذا بالإضافة إلى معرض الأزياء الإيطالية "سيلسيا الليبوبارد في مجموعة بيراينو"، ومعرض "كليلة ودمنة، حكايات عبر الزمن"، الذي استمر لأكثر من 7 أشهر في تقديم الموروث الإنساني لحكايات كليلة ودمنة عبر العديد من العروض المتحفية، ورش العمل والفعاليات المختلفة. كذلك استضاف المتحف مع نهاية عام 2015 معرض "روائع المهراجا: رونق الأزياء الملكية الهندية" الذي يقام برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظها الله ورعاها. أما باب البحرين، فقد شهد نهاية شهر ديسمبر على افتتاح "دائرة البريد: تاريخ وتوثيق". والتي تُعد بمثابة متحف يسرد تاريخ الخدمات البريدية في مملكة البحرين وتطورها.
واستضاف مسرح البحرين الوطني خلال 2015 أمسيات مسرحية وموسيقيّة عربية وعالمية، من بينها حفل الفنان والموسيقار عمر خيرت ضمن مهرجان ربيع الثقافة، حفل الفنان ماجد المهندس، عرض الباليه الفلبيني ضمن مهرجان صيف البحرين، عرض "آنا كارينينا" ضمن مهرجان البحرين الدولي للموسيقى، حفل أوركسترا الحجرة فيينا وبرلين، وعرض الباليه العالمي المشهور "جيزيل".
وحظي العمل والإنجاز الثقافي البحريني باهتمام وتقدير العديد من الجهات حول العالم، فقد حصل جناح البحرين الوطني المشارك في إكسبو ميلانو "آثار خضراء" على الجائزة الفضية في فئة الجوائز المخصصة للهندسة المعمارية، أما برنامج "ثقافة البحرين" للأجهزة الذكية فقد حصل على "الجائزة الذهبية" لأفضل برنامج خاص بالأجهزة الذكية في مجال الثقافة، وذلك خلال حفل تكريم الفائزين بجوائز أفضل التطبيقات الذكية في العالم العربي الذي أقيم في دبي بتنظيم من أكاديمية جوائز التميز بالتعاون مع المنظمة العربية للمسئولية الاجتماعية.
كذلك فقد كرّم الصندوق العالمي للآثار (World Monuments Fund) معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار عبر منحها جائزة (2015 Watch Award) كأول شخصية عربية تفوز بها، خلال احتفال الهارديان جالا السنوي، حيث كرّم أيضا الملكة صوفيا ملكة إسبانيا. وتزامن الاحتفال مع احتفاء الصندوق بذكرى تأسيسه ال 50. أيضا، فقد نالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة جائزة المرأة العربية السنوية لعام 2015م في المجال الثقافي والتعليمي، حيث تسلمت معاليها الجائزة خلال حفل تكريم أقيم بالعاصمة البريطانية لندن.
جواز عبور السياحة الثقافية، ترويج للتراث البحريني الأصيل
وفي عملها للترويج لتراث البحرين وتعزيز الوعي بأهميته، دشنت هيئة البحرين للثقافة والآثار خلال عام 2015 مسابقة جواز عبور السياحة الثقافية، التي وصل عدد المشاركين فيها إلى 634 مشاركة وقدمت فيها 21 جائزة، داعمها الرئيسي شركة طيران الاتحاد، وذلك خلال سحب أقيم في شهر ديسمبر ضمن احتفالات هيئة البحرين للثقافة والآثار بالأعياد الوطنية. ويعد جواز عبور السياحة الثقافية جوازا رمزيّا يتضمن دليلًا يضم 21 محطّة ثقافيّة، ومساحة مخصّصة لختم يحصل عليه حامل الجواز عند زيارة هذه المواقع، يدخل بذلك المشارك السحب للفوز بواحدة من 21 تذكرة سفر إلى وجهة سياحية عربية أو عالمية.