المسلة السياحية
تقرير يكتبه : أشرف الجداوي
جاء إعلان حزب سيشيل واحدة ، خوضه الانتخابات الرئاسية و البرلمانية المقرر إجراؤها في الرابع والعشرين من شهر أكتوبر الحالي بمثابة صدمة سياسية للقوي السياسية والحزبية التي تسيطر علي المشهد منذ استقلال البلاد في عام 1976 ، ولعل ذلك ما يفسر الهجوم الواسع علي الحزب ومحاولة حصاره وتشوية سمعة قياداته وأعضائه البارزين ، فالحزب الذي لم يمر علي تأسيسه عام واحد ضم شخصيات وأسماء تتمتع بتاريخ سياسي طويل وكوادر متخصصة في كل الجوانب الإقتصادية والاجتماعية توقف عندها المتابعون في داخل سيشيل وخارجها .
ملاحظات
ولنا عدة ملاحظات علي الحراك لهذا الحزب الناهض الذي اربك الساسة وعتاة النواب التقليديين في سيشيل كما أسلفنا، فحرك الراكد في بركة الشارع السياسي السيشيلي ، ملاحظات لاتخطئها عين المتابع من قريب او بعيد يمكن ايجازها في السطور التالية .
الزمن واحواله
– يمكن القول في البداية ان اعلان قيام حزب سيشل واحدة ، هو بداية لمولد حزب يعلن عن نفسه كحزب بديل او طريق ثالث يؤكد ان الطرح السياسي للقوي التقليدية قد تجاوزه الزمن والمتغيرات المحلية والإقليمية والدولية .
نجاح ومواقع
-أن الشخصيات التي شاركت في إعلان الحزب الجديد ،اسماء بارزة ولها تاريخ وطني بارز وسجل حافل في خدمة سيشيل وشعبها وحققت نجاحات إقتصادية ملموسة اثناء توليها مواقع تنفيذية سابقةً.
وحدة وطنية
-ان اسماء مؤسسي الحزب ينتمون لجميع مكونات سيشيل العرقية والثقافية والدينية دون استثناء ، وبدا ذلك مشروعا للوحدة الوطنية بين أبناء سيشيل دون استبعاد احد ليصبح الحزب ممثلا لكل السيشيليين .
رؤية وانحياز
-ان خطاب الحزب السياسي يشير بوضوح الي أنه حزب ديمقراطي يملك رؤية وطنية واجتماعية واقتصادية ، وظهر ذلك في مفردات الخطاب حيث يتحدث عن وحدة الوطن وبجزره المتعددة ووحدة أبناءه ،وحماية أمن البلاد واحترام استقلالها وسيادتها الوطنية..مع انحياز واضح للفئات الاجتماعية الاقل دخلا و المتقاعدين وطرح مشروع للرعاية الصحية والاجتماعية لكل أبناء الوطن .
سيشيل الجديدة
– ومع الحديث عن تضييق الفجوة بين المواطنين يطرح الحزب برنامجا اقتصاديا يشارك فيه رجال الاعمال ويتيح الفرصة للعمل والاستثمار لرأس المال المحلي والدولي وفتح الأبواب امام الشركات العالمية للعمل داخل البلاد ، تحت شعار كبير يمكن اعتباره البرنامج الشامل للحزب الناهض وهو،” بناء سيشل الجديدة وإعادة إكتشاف قدراتها” .
تفاؤل وارتياح
– ويمكن القول أيضاً ان إختيار السياسي البارز والخبير الاقتصادي والسياحي الوزير السابق والمرشح الرئاسي الحالي ( الآن سانت آنچ ) كرئيسا للحزب ومعه نخبة من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية البارزة ، كأعضاء في المكتب السياسي ولجان الحزب التنفيذية قد اشاع مناخا من التفاؤل وإلارتياح في البلاد، واعتبر كثير من القوي والمنظمات والجمعيات الاجتماعية المستقلة ان مشروع الحزب هو مشروع لإنقاذ سيشيل .
القضاء والديمقراطية
وقالت الدكتورة ماتيلدا تومي رئيسة مجلس القضاء الأعلي في خطاب قوي لها بمناسبة توليها هذا المنصب القضائي الرفيع للمرة الاخيرة ،ان بلادها تحتاج للتغيير ، وأن هناك تهديد واضح لاستقلال القضاء وتهديد أخر لديمقراطية البلاد ، وطالبت بحماية القضاء وسيادة القانون ،وعدم التدخل في تعيينات القضاة والنائب العام وكافة المناصب القضائية بما فيها مفوضية الانتخابات، فضلا عن لجان حقوق الانسان ولجان مكافحة الفساد والإعلام .
كراهية وافتراء
ولعل هذا الخطاب هو الذي جعل إعلام القوي الحزبية القديمة تشن حملة إفتراء ضد خطابها.. وحملة كراهية لتبني حزب” سيشيل واحدة ” لهذا الخطاب والمطالب ، ولكن استطاع مسؤولي الحزب بعلاقاتهم المتشعبة الجيدة من نشر خطابها في وسائل إعلام حرة لا تخضع لنفوذ الحزب الحاكم .
القتال مستمر
وناشدت القاضية الدكتورةً ماتيلدا تومي قائد حزب ” سيشيل واحدة “، والمرشح الرئاسي ” الآن سانت إنچ ” .
قائلة ، نزاهتك وقيمك نعرفها جيدا ، ونعرف ما تمثله ، فقط تعلم كيف تكون أصم قليلا أمام الادعاءات .
وعليك ان ترتاح بعد كل معركة ، فالقتال من أجل سيشيل مستمر .
سخونة المنافسة تزداد إشتعالا ً ، وانضم اليها عدد من منظمات المجتمع المدني ، ولكن هذه قصة أخري ستكون في تقريرنا القادم