المسلة السياحية
دروس للمجلس السياسي الاعلى وحكومة الانقاذ نستشفها من قصة يوسف (ع) في ادارة الازمات
اليمن – إب
بقلم: عادل الصداقي
طبعا كلنا نعرف قصة النبي يوسف عليه السلام وكيف استطاع ان يدير اسوء ازمة عرفتها البشرية على الاطلاق، الا وهي السبع السنوات العجاف من الجفاف والقحط في عهده.. دعونا هنا نستعرض بعض الدروس من تلك القصة والازمة لعل المجلس السياسي وحكومة الانقاذ تتعض وتتعلم منها الدروس في ادارتها للازمة في البلد، هذا طبعا مع الفرق الشاسع بين الازمتين من حيث الشدة التي شهدها يوسف وقومه واستطاع ان يديرها بكل نزاهه واقتدار .
فهل تستطيع حكومة الانقاذ ادارة الازمة باقتدار حتى تسجل نقطة في صالحها ولمصلحة الشعب وترد على العدوان الغاشم بان هناك قوم صالحون في اليمن قادرون على تدبر امورهم باقل موارد ودون ركوع وعمالة للخارج الفاجر.
تالله لقد اوتيتموها الا وهي الفرصة الالهية الذهبية لتمكينكم في الارض فهل انتم قوم صالحون قادرون على الحفاظ عليها ونشر العدل والخير في ارضكم رغم الازمة.
هنا هو الاختبار الاكبر واليكم الدروس المستفادة من قصة يوسف (ع) وادارته لاسوء ازمة عرفتها البشرية حتى الان.
اولا: اهمية الموارد وضرورة الامانة والعلم والكفاءة والقدرة والعزيمة أثناء ادارة الازمات
الاية الاتية حول قصة يوسف عليه السلام وادارته للسبع السنوات العجاف التي مرت بها مصر في عهده تسرد لنا الدرس الاول:
(قَالَ ٱجْعَلْنِى عَلَىٰ خَزَآئِنِ ٱلْأَرْضِ ۖ إِنِّى حَفِيظٌ عَلِيمٌ)
طبعا لما تجد ان يوسف عليه السلام ادار تلك الازمة بجدارة واقتدار تفهم انه استطاع ذلك من خلال ثلاث اشياء:
1. (خزائن الارض) اي موارد البلد العينية والتقدية لاهميتها في ادارة الازمة.
2. (حفيظ) اي ان يوسف تعهد بان يكون امين لما استودعه الملك من موارد الدولة محافظ عليها من التبديد والنهب سواء اثناء جمعها او صرفها.
3. (عليم) اي عالم و فاهم لكل مواردها دون نقصان و خبير بها وبادارتها. بمعنى اخر القدرة والكفاءة.
فضلا عن ما نستشفه من الاية والقصة باكملها عن عزيمة يوسف لادارة الازمة واستعداده لها مسبقا من خلال طلب المنصب ذلك تحديدا دون بقية المناصب.
ولا يؤخذ هنا على يوسف انه طلب المنصب فلم يزكي نفسه هو وانما اختاره الملك وكان كفؤ لذلك:
(وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)
ثانيا : كهنة المعبد والتآمر على يوسف وادارة السوق السوداء
(هؤلاء موجودون في كل زمان حتى الان وما اكثرهم كالحنشان من حولنا …هههه).
اثناء ادارته للازمة واجه يوسف (كهنة المعبد) الذين حاولوا التامر عليه وعلى البلد والتشكيك بقدراته وتكديس الحنطة واحتكارها من اجل بيعها باسعار مرتفعه لاحقا مستغلين الازمة القائمة، كما حاولوا قتله …
فما كان منه الا ان قام بزجهم في السجن جزاء بما اقترفته ايديهم من جرم في حق الناس بعد اثبات الجرم عليهم بالحق.
ثالثا: يوسف السجين المظلوم وفريق ادارته من البسطاء ورفقاء السجناء المخلصين
يوسف: طبعا لم يكن يوسف من الصف الاول من الطبقات الحاكمة او ينتمي الى الطبقات الاقطاعية الثرية ائنذاك بل كان انسان بسيط سجن ظلما بسبب كيد النساء وخاصة إمرأة العزيز (… وهذا يظهر ظلم و فساد ذلك العهد …)
الا ان الله مهد له ومكن له في الارض جزاء لصبره وايمانه وايضا رحمة بعباده الذين كانوا على وشك أن يقضون بسبب تلك الازمة:
(وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ ۚ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56)
فريق عمله وحسن الادارة والنزاهه: اتكل يوسف في ادارة الازمة على فريق متكامل من العسكر الاقوياء المخلصين والعسس النبهاء والمتحصلين الامناء والمحاسبين الحاذقين وامناء مخازن يقظين مدققين.
كل هؤلاء كانوا من رفقاء السجن واتباعه البسطاء الذي تعهدهم يوسف بالتربية والهداية اثناء تواجده معهم في السجن وخارجه.
(نصرهم فنصروه خير نصر وملأؤا الدنيا خير وعدل في اشد ازمة عرفتها البشرية)
فهل يتعض المجلس السياسي وحكومة الانقاذ بصنعاء من قصة يوسف في إدارة الازمات ام لا ؟!
وان كانوا يشعرون بالعجز فلا يكابرون واعتقد انه اصلح لهم واحفظ لماء اوجههم أن يبتعدوا بكرامتهم بدلا من تجريع الشعب الويلات ببقائهم كي لايغضب الله والشعب اكثر عليهم فلا يجدى بعدها الاستغفار والندم !
والواضح لحد الان ان المجلس السياسي وحكومة الانقاذ لم ينقذا احد غير نفسيهما.
واذكر هنا ان الشعب ليس مجموعة قطيع من العبيد تستغلوهم لصالحكم و تقودهم للهلاك .
كما ان الشعب ليس ملزم بحاكم ظالم او فاسد اوعاجز أو كلا ذلك معا.
والا فهناك في البلد الف يوسف ويوسف قادرا على ادارة الازمة بكفائة ونزاههة واقتدار.
اخيرا اقول : ليس مطلوب من المجلس السياسي وحكومة الانقاذ ان يصنعوا المستحيل ولكن ان يديروا الازمة بكفائة ونزاهه واقتدار.
اللهم فاشهد
عادل الصداقي
جامعة اب