خبير آثار: كنيسة بيزنطية داخل قلعة صلاح الدين بطابا حفظت بنقوشها ورموزها المسيحية
القاهرة "المسلة" الخبير الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن الإمبراطور جستنيان أنشأ فنار بجزيرة فرعون لإرشاد السفن التجارية فى خليج العقبة لخدمة التجارة البيزنطية عن طريق أيلة (العقبة حالياً) وخصوصاً تجارة الحرير وأنشأ كنيسة لجنود الحامية المتواجدة بالجزيرة كشفت عنها بالسهل الأوسط حفائر منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية موسم حفائر 1988- 1989 قرب التحصين الجنوبى البيزنطى وقد كشف عن الكنيسة كاملة بتخطيطها البازيلكى وأحجارها بكتاباتها ورموزها المسيحية مجاورة لفرن تصنيع الأسلحة الذى أنشأه صلاح الدين داخل قلعته الشهيرة الذى بناها بجزيرة فرعون عام 567هـ 1171م على طريقه الحربى الشهير بسيناء لمقاومة الصليبيين وحماية طريق الحج إلى مكة المكرمة عبر سيناء.
ويوضح د. ريحان أن الحرير ذو أهمية خاصة فى المنشئات الدينية المسيحية لاستخدامه فى الستائر المزركشة وكان الكثير منها مطرز بالذهب والفضة كما أن الحرير صار يستخدم أكفان للموتى وفى السنوات الأولى بعد تأسيس القسطنطينية كان بها خمس نقابات لا تتعامل إلا فى الحرير كصناعة وتجارة وكان يحتكر تجارة الحرير الفرس لذلك حرص جستنيان على أن يحررالتجارة البيزنطية من اعتمادها على الفرس فأسس اتصال مباشر مع الهند عن طريق الميناء البيزنطى على خليج العقبة وهو ميناء أيلة وأنشأ فنار للسفن بجزيرة فرعون المواجهة لأيلة.
ويضيف د. ريحان بأن الكنيسة بنيت من الحجر الجيرى المشذّب ومادة ربط من الجير وهى بازيليكا صغيرة ذات حجرات عديدة من الناحية الغربية من نسيج البناء الأصلى مما يضفى شكل غير منتظم على الكنيسة وقد ساهم فى الكشف عن هذه الكنيسة مدخلها ذو العتب الرخامى الذى يقع بالناحية الغربية وقد تأكد أنه مدخل كنيسة يؤدى لدهليز مدخل 2م طولاً1.80م عرضاً على جانبى الدهليز حجرتان ويوجد فتحة بالجدار الشرقى لدهليز المدخل يؤدى لصالة الكنيسة المربعة طول الضلع 5م والمكونة من صحن أوسط وجناحين جانبيين بواسطة بائكتان كل بائكة من ثلاثة أعمدة من الحجر الجيرى بقى منها قاعدة العمود الشرقى فى البائكة الشمالية وشرقية الكنيسة نصف مستديرة كانت تغطيها نصف قبة من الحجر الجيرى تهدمت بفعل الزمن وعثر على كم كبير من هذه الأحجار قرب الشرقية وعلى جانبى الشرقية حجرتان برزتا عن الجدار الشمالى والجدار الجنوبى للكنيسة وسدت أبوابهما بالدقشوم فيما بعد.
ويشير د. ريحان لتخطيط الفنار الذى يقع فوق التل الجنوبى بجزيرة فرعون وقد ترك جستنيان حامية من الجنود لإدارة وحراسة الفنار لذلك أنشأ لهم أماكن معيشة وغرف حراسة حول هذا الفنار فى مبنى محصّن مساحته 22م من الشرق للغرب 13م من الشمال للجنوب مبنى من الحجر الجرانيتى المقطوع من نفس التل وبلاطات من الحجر الجيرى فى الأسقف ويقع الفنار وسط المبنى على يمينه سكن خاص لقائد الحامية البيزنطية وعلى يساره غرف حراسة وإقامة للجنود ولقد أعيد استخدام هذا المبنى فى عهد صلاح الدين كتحصين جنوبى لقلعته وأحاطه بسور دفاعى.