المسلة السياحية
تقرير يكتبه د. عبد الرحيم ريحان
الحفائر الشرعية والقانونية هى حفائر المجلس الأعلى للآثار فقط طبقًا للمادة 32 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 والمعدل بالقانون رقم 3 لسنة 2010 والمعدل بالقانون رقم 91 لسنة 2018، يتولى المجلس الكشف عن الآثار الكائنة فوق سطح الأرض، والتنقيب عما هو موجود منها تحت سطح الأرض ،وفي المياه الداخلية والإقليمية المصرية، وما دون ذلك فهى حفائر خلسة وغير شرعية وغير قانونية .
البعثات الأجنبية
ويحق للمجلس الأعلى للآثار السماح لبعثات أجنبية بالعمل فى مصر طبقًا لشروط معينة وبعد موافقة اللجنة الدائمة المختصة سواءً للآثار المصرية القديمة واليونانية والرومانية ، أو الآثار المسيحية والإسلامية،ويشترط فى بعثات الأجنبية أن تنتمى إلى جامعات أو معاهد علمية أو مراكز علمية دولية معروفة تقدم كل المستندات اللازمة لتأكيد خبراتها السابقة ، ويقدم ملف عن أفرادها لدراسته أمنيًا وإخطار كل الجهات المختصة بذلك .
تسجيل الآثار
البعثة الأجنبية يجب أن تقدم خطة بحث وخطة عملها وتعرض كل هذه المستندات على اللجنة الدائمة ويتم العمل تحت إشراف المنطقة موقع العمل، وفى وجود مفتشين آثار مرافقين للبعثة طوال مدة العمل بالتعاون مع الجهات الأمنية بالمنطقة لتذليل أى عقبات وتكون مهمة مفتشى الآثار مراقبة تنفيذ الخطة المقدمة وأعمال الحفر يوميًا ، وتسجيل كل اللقى الأثرية المكتشفة بالكامل وفى نهاية الموسم يتم تحديد القطع الأثرية التى تسجل فى الدفاتر الرسمية كآثار والقطع التى تخضع للدراسة، وتحفظ فى مخازن متحفية بالموقع تمهيدًا لنقلها للمتاحف أو المخازن .
حقوق وواجبات
ولا يحق للبعثات الأجنبية أخذ أى لقى أثرية مما يتم العثور عليها ولا يحق لها تحليل أى عينات أتربة أو مواد مختلفة خارج مصر ولا يحق التحرك لأى فرد من أفراد البعثة خارج منطقة العمل إلا بموافقة المفتش المرافق وحق البعثة فقط هو النشر العلمى لناتج أعمالها فى المجلات والدوريات العلمية ،مع تسليم وزارة السياحة والآثار صورة مما تم نشره وتقدم البعثة تقرير علمى وافى للمجلس الأعلى للآثار عن نتائج أعمالها خلال كل موسم وخطتها للمواسم القادمة بالإضافة إلى تقرير المفتش المرافق .
تفوق المصرية
وبخصوص عمل بعثات المجلس الأعلى للآثار فيؤكد الدكتور ريحان أنها تفوقت فى الست سنوات الماضية لدرجة تفوق البعثات الأجنبية، خاصة بعد توفير الميزانيات الكافية لأعمال الحفائر ووضع آثاريون مدربون وذو خبرة طويلة على رأس هذه البعثات .
د.مصطفى وزيرى
وقد تولى الدكتور مصطفى وزيرى رئاسة بعثة المجلس الأعلى للآثار بالأقصر ،وتونة الجبل ، وسقارة ، والتى حققت الاكتشافات المذهلة فى الفترة الأخيرة .
طريقة العمل
ويتطلب عمل بعثات الآثار المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار وجود رئيس للبعثة وآثاريون مدربون ، وإخصائى ترميم لمعالجة القطع الأثرية المستخرجة فور اكتشافها وإداريون وعمال فنيين معظمهم من صعيد مصر والذين عملوا مع البعثات الأجنبية لسنين طويلة .
ويشير إلى طريقة العمل بعد دراسة الموقع عن طريق تقسيم الموقع إلى مربعات وتحديد مستوى الارتفاع عن سطح البحر لمعرفة الطبقة التى تم رفعها يوم بيوم ، ورفع الموقع هندسيًا عن طريق الآثارى ذو الخبرة فى حال عدم وجود مهندس مرافق، وذلك لتحديد ما يتم كشفه ودراسة علمية للمبانى تفيد فى تحديد خطة العمل فى اليوم التالى.
تصوير اللقى
ويتم تصوير اللقى الأثرية فى موقع اكتشافها ثم نقلها إلى حجرات الدراسة ومعالجتها مؤقتًا وتنظيف العملات المكتشفة لتسهيل قراءتها ودراستها، وكتابة تقرير علمى يومى عن أعمال الحفر وملاحظات الآثارى ، وهى مهمة جدًا فى توثيق وتأريخ الآثار المكتشفة سواءً كانت مبانى وجدران قائمة أو لقى أثرية ، ويتم الرجوع لهذه التقارير حين تأريخ الآثار المكتشفة .
طبيب نساء
وفى النهاية يوضح الدكتور ريحان أن الآثارى هو طبيب نساء الأثر يولد على يديه منذ البداية فى أعمال مسح أثرى لتحديد مواقع الحفر .
ثم أعمال الحفائر لاكتشاف الأثر ثم كتابة ميلاد هذا الأثر الوليد بعد اكتشافه وتحديد عمره بتأريخه.
وصيانة هذه الأثر بصفة مستمرة، وشرح معالمه للزوار ،وتقديمه مادة موثقة علميًا للباحثين والإعلاميين والمستثمرين وعاشقى الحضارة.