Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

روبير سوليه يعيد تقييم أنور السادات فى كتاب جديد

روبير سوليه يعيد تقييم أنور السادات فى كتاب جديد

 

القاهرة "المسلة" خالد عزب …. صدر في بيروت عن دار نوفل الترجمة العربية لكتاب روبير سوليه "السادات" الكتاب ملفت للانتباه صدوره الآن، غير أن سوليه الذي ولد في مصر عام 1946، ويعمل صحافيا في اللوموند، كرس كتاباته عن مصر ، وكتابه هذا يجيء لكي يلقي الضوء ويقيم حقبة حكم السادات لمصر في ضوء التطورات الأخيرة للشرق الأوسط، فعلى الرغم من مرور ما يزيد على ثلاثة عقود على اغتيال السادات ، إلا أن سياساته ما زالت آثارها باقية في المنطقة.


أكثر ما يميز كتاب روبير سوليه عن غيره أنه لا يسرد سيرة ذاتية، ولا ينحاز بل يقيم حكم السادات لمصر وآثاره، من هنا فإننا نراه يستدعي شهود عيان وأحداث ومذكرات وآراء حتى أشد منتقدي السادات كمحمد حسنين هيكل ؛ هذا النوع من التقييم الإيجابي والسلبي مازالت تفتقده الكتابات السياسية العربية، التي عادة ما تنحاز بشدة حتى تفتقد الموضوعية ، ولذا لا نرى تحليلات عميقة للسياسات العربية المعاصرة.


انطلق روبير سوليه في كتابه من الجدل الذي عادة ما يثيره السادات، لكنه آثر أن يغوص أيضا في أعماق شخصيته منذ مولده حتى وفاته، فترة رئاسة السادات لمصر بدأ وقائعها في رأي روبير سوليه محو لسياسات جمال عبد الناصر ، فمصر انتقلت من المواجهة المسلحة مع إسرائيل إلى مفاوضات السلام، ومن التحالف مع الاتحاد السوفيتي إلى التحالف مع الولايات المتحدة ، ومن اشتراكية إلى إعادة أسلمة المجتمع .


يفجر روبير سوليه في كتابه بعض المفاجآت ، مثل قرار جمال عبد الناصر في العام 1969ميلادية الإفراج عن ألف من الإخوان المسلمين ، كما شرع سرًا في حوار مع قادتهم الذين لجئوا للخارج ، وذلك لتحقيق الوحدة الوطنية.


لكن تستغرق شخصية السادات روبير سوليه إلى حد الهوس بها ، بالرغم من انتقاداته لبعض سياسات السادات ، يعود ذلك إلى افتتان الغرب بالسادات عقب زيارته التاريخية للقدس العام 1977 ميلادية ، ويشد انتباه روبير سوليه الرؤية الاستراتيجية للسادات فتوقعه انهيار الاتحاد السوفيتي للبيروقراطية ولقاتلة في إدارته ، ومحاولته القفز على التفاصيل في مفاوضاته مع إسرائيل للفوز بسيناء، كل هذا يحسب له.


كان تعامل الغرب مع أنور السادات غير ايجابيًا في بداية حكمه لمصر، فالجميع توقع عدم استمراريته في الحكم ، لكن سوليه يلمح إلى أن السادات اكتسب خبرة عبر حكم عبد الناصر كرجل دولة وسياسة، وهنا أؤوكد عبر قراءتي للسادات أنه كان أكثر الرجال ثورة تموز يوليو 1952 فهما لجمال عبد الناصر ، فقد استطاع أنه يوحي للجميع بأنه لا يرغب في السلطة فنا مناصب أقل من غيره من ضباط الثورة، وجاء نكسة حزيران يونية 1967 لتزيح من أمامه عددا من القيادات البارزة كزكريا محي الدين والمشير عبد الحكيم عامر ، فضلا عن بعد عدد من القيادات عن سدة الحكم في مصر نتيجة لخلافاتهم مع جمال عبد الناصر، بقى السادات محافظا على علاقته بعبد الناصر حتى لاحت لحظة توليه منصب نائب الرئيس ، ثم وفاة عبد الناصر المفاجأة ليصبح رئيسًا لمصر .


روبير سوليه في كتابه تناقضات وصراعات السلطة في مصر في بدايات حكم السادات ، إلا أنه أكد أن شرعية سلطة الرئيس هي السلاح الأساسي الذي تغلب به على خصومه.


الكتاب به العديد من الأخطاء التي ما كان يجب أن تمر على المؤلف، منها على سبيل المثال لا الحصر ، أن من حضر  العرض العسكري الذي قتل فيه السادات كان شريف مرعي حفيده من ابنته وليس ابن جمال السادات الذي ولد بعد وفاة جده، كما أن أنور السادات ذكر أنه أحضر بدلته من خارج مصر، في حقيقة الأمر أنه عند اعدادنا لمتحف السادات في مكتبة الإسكندرية وجدنا أن ملابسه كانت كلها تفصل لدى حسن سويلم الترزي في وسط القاهرة، فقد كان السادات على أناقته متماسكا بهذا التقليد لدى الطبقة الوسطى في عصره، ذكر روبير سوليه أن عصام العريان ترأس حزب الإخوان المسلمين بعد ثورة كانون الثاني يناير 2011 في حين أن الذي ترأس الحزب هو محمد مرسي وأخيرًا هذا كتاب يستحق القراءة لمنهجية مؤلفه.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله