Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

النجاح من قلب المحنة.. بقلم الصحفي الكبير صلاح عطية

الصفحات المجهولة من ثورة 23 يوليو .. بقلم الصحفي الكبير صلاح عطية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كمان

المسلة السياحية

حول العالم

بقلم : صلاح عطية
[email protected]

العالم كله يتطلع إلى نهاية عام 2020 بكل ما حمله للبشرية من ضحايا وكأنهم ضحايا حرب عالمية ثالثة.. تجاوزنا سبعين مليون إصابة وأقتربنا من مليونى حالة وفاة.. أمريكا وحدها التى لم تخسر فى كل الحروب التى خاضتها هذا الكم من الضحايا تجاوزت ربع المليون حالة وفاة.. أما الصين التى كانت مصدر الوباء وخرج من مدينة يوهان، فقد عرضت برامج تليفزيونية لقطات للناس فيها يعيشون حياتهم العادية.. بلا أقنعة.. ويرتادون المراقص.. ويحتشدون فى المحال والشوارع كأنه لم يكن هناك شئ.. شىء محير فعلا.. كيف فعلتها الصىن؟

 

 

قد يتبادر إلى الذهن أنه الانضباط التام.. واظن أن هذا أحد العوامل.. أو ربما كان العامل الرئيسى.. حاصرت الصين البؤر الموبوءة ومنعت الخروج منها أو الدخول إليها.. حتى إنتهى منها الوباء.. الغريب إنها فعلت نفس ما أمرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم بألا يخرج أو يدخل أحد إلى منطقة الوباء.. أما باقى دول العالم فقد شهدت مظاهرات ضد الغلق وضد حظر التجول.. لا يوجد فى الصين “هزار” فى هذه المسائل.

 

 

ومن هنا فيما أعتقد كان النجاح.. إلى جانب إهتمامها المبكر بأبحاث اللقاح المناسب لمواجهة هذا الداء.. ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة اشتركتا فى التجارب السريرية لهذا اللقاح الذى اثبت فعاليته.. ودولة الإمارات اشتركت مع الصين فى تصنيعه.. ومصر أيضا ستساهم بتصنيعه لحساب دول القارة الأفرىقىة.

 

هذا عام صعب ينتهى غدا.. وحتى فى النقمة كانت هناك نعمة.. فمصر بحمد الله صمدت لهذا الوباء.. فى موجته الأولى وأدارت الأزمة إدارة جيدة.. والرئيس السيسى قرر تخصىص مائة مليار جنيه لمواجهة هذه الجائحة.. واستطاع الأطباء المصريون وضع بروتوكولات علاجية مناسبة طوروها مع كل خبرة يومية تضاف إلى خبراتهم.. وزودوا بها دولاً شقيقة ودولاً صديقة.

 

 

ومع نجاحنا فى إدارة الأزمة إدارة جيدة أثبت اقتصادنا صموده فى مواجهة هذه الكارثة العالمية.. وإستطعنا الوصول إلى نمو يتجاوز ٣٪ من الناتج القومى الاجمالى.. وهو رقم لم تستطع كثير من دول العالم تحقيقه.. ومع بداية العد التنازلى لذلك العام الصعب بدأت الموجه الثانية للوباء.. وبدأنا نسمع أخباراً متضاربه عن تأثر اللقاحات التى ظهرت فى عدة دول بتحور الفىروس.. لكن ما يطمئن أن معظم العلماء والأطباء أكدوا أن اللقاحات فعالة أيضاً مع تحور الفيروس.

 

 

ولكن ما زال غير معروف حتى الآن مدة الحصانة التى يمنحها اللقاح لمن تلقوه هل هى سنة أم أقل أم أكثر.. ومن هنا تبدو الصورة قاتمة بعض الشئ حول عودة الأحوال إلى طبيعتها بعد تلقى الغالبية التطعيم للوصول إلى ما يسمونه “مناعة القطىع”..

 

على أى حال وفى اعتقادى أيضاً، أن المسافر سيظل متهماً بالمرض حتى ىثبت خلوه منه بشهادة التطعيم أو بشهادة إجراء المسحة (PCR) وهذه تعقيدات سوف تؤثر بلا شك على حركة السفر وعلى تكلفته أيضاً.. ولابد أنها ستخضع فى النهاية لتقديرات كل دولة.. وتعليماتها لشركات الطيران أو الملاحة أو النقل.. وعلى هذا فلا يمكن أن نتفاءل كثىراً بعودة سريعة للحركة السياحية العالمية.. ولكن علينا مع هذا أن نتفاءل.. ولكن دون أن نسرف فى التفاؤل.

 

وكل الأمل أن تتحسن أمور كثيرة مع بدء تلقى دول كثيرة جرعات اللقاح لمواطنيها.. وبدأ تطعيمهم.. ولن تكون العملية سهلة أبداً.. بل سيكون أشبه بمعركة فى مواجهة هذا الفيروس.. تشمل تخصيص آلاف المواقع للتطعيم.. وتدريب كوادر جديدة يستطيعون حقن طالبى اللقاح.. وهم ملايين لابد من الاسراع بتحصينهم ضد الوباء فى أسرع وقت حتى يمكن الوصول إلى «مناعة القطيع» وبالتالى انحسار الوباء .

 

عودة إلى عام 2020 وحديث عن عام 2021 أما عام 2020 فلم يكن كله شر.. بل على العكس مصر أثبتت خلاله متانة اقتصادها واكتسبت ثقة وإشادة الهيئات والمنظمات الاقتصادية العالمية.. ومصر أظهرت أيضاً خلال العام التزامها بتقديم يد العون لمواطنيها لتحمل الآثار السلبية لهذا الوباء.. يسرت العلاج بالمجان للجميع وفتحت مئات المستشفيات فى جميع محافظات مصر لاستقبال المصابين.. وعلاج الحالات الحرجة.. بل يسرت أيضاً الدواء بالمجان لمن يبقى فى بيته عازلاً نفسه.. باتصاله برقم الطوارئ فيصله الدواء حتى بيته مع المتابعه التليفونية لحالته.

 

 

مصر أعانت من تعطلت موارد رزقهم نتيجة الإغلاق الكلى أو الجزئى.. مصر واصلت مشروعاتها القومية بنفس الوتيرة حتى تنجزها فى مواعيدها.. مع المحافظة على الإجراءات الأحترازية لرعاية العاملين ووقايتهم من الاصابة.. مصر استطاعت ان تنقذ عاماً دراسيا من الضياع.. وهيأت لابنائنا استخدام أجهزة التابلت فى بيوتهم للدراسة حتى لا تتعطل دراستهم..

ولتقليل فرص اصابتهم.. مصر أعلنت عن افتتاح الكثير من المشروعات وتم بالفعل افتتاحها وسط هذه الجائحة ليتأكد بالفعل أن مصر تسابق الزمن لكى تعيد بناء نفسها وتواجه تحديات الحاضر والمستقبل.

 

 

كل هذا وغيره كثير كان من حصاد هذا العام الصعب.. الذى لم نركن فيه إلى الراحة.. طلباً للنجاة من الفيروس.. وإنما اتبعنا قول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام “اعقلها وتوكل”.. نعم اتبعنا الإجراءات الإحترازىة.. وتوكلنا على الله.. وكان الله بنا رحيماً.. فكانت نسبة الاصابات فى مصر أقل من كثير من الدول، سواء المجاورة أو البعيدة..

واستطاعت مصر خلال هذه الجائحة أيضاً أن تمد العون بالدواء والمستلزمات الطبية والعلاجية للأشقاء والأصدقاء.. تعبيرا عن التضامن من أجل مستقبل أفضل للعالم كله.. وللبشرية جمعاء.

 

 

الآن نحن ندخل أول أعوام العشرية الثالثة من القرن الواحد والعشرين.. عام 2021 أمامنا تحد بدأ فى الايام الاخيرة من العام.. وهو زيادة متصاعدة لأعداد المصابين بالفيروس يوما بعد يوم.. وهى إشارة ليست جيدة.. مما دعا رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولى إلى تحذير المواطنين بالالتزام تماماً بالتدابير الأحترازية.. وأقلها إرتداء القناع والتباعد بين الأشخاص.. وهذا ليس صعباً.. علينا أن نلتزم حتى لا تضطر الحكومة إلى إتخاذ إجراءات غلق جزئى أو كامل.. فنخسر جميعا.

 

هذا أهم ما نأمله ونتطلع إليه فى العام الجديد.. النجاة لوطننا من هذه الجائحة.. ولكننا سنعيش بكل تأكيد فى العام الجديد إنجازات جديدة تمنحنا المزيد من الأمل فى مستقبل أوفر حظاً لأجيالنا وللأجيال القادمة..

وسنشهد افتتاح مشروعات ضخمة ستلقى أضواء باهرة على مسيرة مصر.. لعل فى مقدمتها الافتتاح الكبير لأهم متحفين عالميين على أرض الوطن.. يتطلع العالم كله إلى رؤيتهما بحضور الملوك ورؤساء الدول وعلمائها والرسميين فيها.. متحف الحضارة فى منطقة عين الصيرة.. والمتحف المصرى الكبير فى الهرم.

 

وليس هذا فقط هو ماستشهده مصر من انجازات.. بل مزيد من الافتتاحات للمشروعات القومية فى عام 2021.

حما الله مصر وقائدها وأبناءها جميعا ورد كيد الكائدين فى نحورهم.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله