المسلة السياحية
بقلم د. هند علي علي سعيد
دكتوراة في الآثار والفنون الإسلامية
كلية الآثار- جامعة القاهرة
يمثل مسار العائلة المقدسة أهمية خاصة للسياحة الدينية في مصر، حيث تمثل المحطات الرئيسية التي باركتها العائلة المقدسة في الإقامة بها مصاحبة لأعياد ومناسبات واحتفالات شعبية طوال العام، والمسار المقدس منذ البداية وحتى يومنا هذا يتبارك به كل إنسان يزوره، ومن هنا ولدت فكرة مشروع جذب سياحي لمصر وتبنت الدولة أهمية تلك الفكرة حتى تم الإعلان عنها كمشروع قومي..وقد أعلن البابا فرانسيس بابا الفاتيكان ادراج مصر في برنامج حج الفاتيكان، فهذه الخطوة من شأنها فتح الباب أمام تدفق آلاف الحجاج المسيحيين الذين يضعون الأراضي المقدسة ضمن مقاصدهم الأولى.
و قامت وزارة السياحة المصرية بالتعاون مع عدد من الوزارات الأخرى كالآثار والثقافة والتنمية المحلية بإحياء وتوثيق هذا المسار المقدس لوضعه على قائمة اليونسكو وتحديد عدد ثمان محطات تمثل أهم المحطات التي باركتها العائلة المقدسة في هذا المسار وهي : ( جبل الطير – درنكة – تل بسطة – سمنود- سخا – الفرما – القاهرة ووادي النطرون ).
التاريخ المسيحي
فالرحلة المقدسة تمثل فصلا هاما من فصول التاريخ المسيحي ومن الواجب دراستها ووضعها على خارطة السياحة العالمية، حيث تحتضن جميع الطوائف المسيحية (الأرثوذوكس- الكاثوليك- والبروتستانت) وكذلك الطوائف المنبثقة منها من روم وموارنة وأرمن وغيرها، وكل موقع من مواقع المسار يعد متحفا مفتوحا حيث يضم بين جنباته ثراء معماري وزخرفي وفني.
ولعل من أهم الأحداث التاريخية التي جرت على أرض مصر خلال تاريخها الطويل الحافل قدوم العائلة المقدسة، هاربة من بيت لحم حسب رواية إنجيل متى، كي لا يلتقوا بهيرودس الملك اليهودي الذي تخوف من أن يزاحمه المسيح في الملك فأراد قتله على يد المجوس وحينما فشل قرر قتل جميع أطفال بيت لحم من هم دون العامين.
الي أرض وادي النيل
وخلال ذلك ظهر ملاك الرب إلى يوسف النجار في الحلم يخبره بأن يأخذ الطفل وأمه إلى مصر قائلا حسب ما جاء في الإنجيل: (قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي لهيكله فقام وأخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر وظل هناك إلى وفاة هيرودس) (مت 13- 14) ، وخرج يوسف النجار من بيت لحم متجها إلى أرض وادي النيل يقود حمارا عليه السيدة العذراء حاملة السيد المسيح …
لم يكن يعلم كيف سيعيش في أرض غريبة ؟! كيف سيأكل هو ومن معه ؟! أين يحتمي من حر الصيف وبرد الشتاء؟! ثم انتهت الزيارة كذلك بنداء إلهي (قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين يطلبون نفس الصبي) بهذه الكلمات تحدث الإنجيل عن رحلة سير العائلة المقدسة إلى مصر والتي سطرت صفحة جديدة في تاريخها، واستغرقت الرحلة المقدسة ثلاث سنوات وإحدى عشر شهرا باركت فيها البلاد من الشمال إلى الجنوب.
بردية أثرية بجامعة ألمانية
وجدير بالذكر أن جامعة كولون بألمانيا نشرت لأول مرة بردية أثرية تعود للقرن الرابع الميلادي تتحدث عن فترة وجود السيد المسيح والعائلة المقدسة في مصر ، مؤكدة أن طفولة السيد المسيح في مصر استمرت ثلاث سنوات وأحد عشر شهرا، والبردية التاريخية مكتوبة باللهجة القبطية الفيومية، يبلغ طولها 31,5 سم ، وعرضها 8,4 سم.
اسئلة بلا اجابات
وهنا تتجه الأنظار والأفكار إلى مصر باستغراب شديد فلماذا لم تتدخل العناية الإلهية ويموت الملك الشرير هيرودس الذي أراد قتل السيد المسيح وهو طفل؟
أو لماذا لم يخفه عن الأعين كما فعل مع يوحنا المعمدان الذي ولد قبل السيد المسيح بستة أشهر ، واختفى في البرية سنوات طويلة إلى أن ظهر قبل استعلان السيد المسيح ليعتمد منه.
وإن كان لابد أن يهرب من بيت لحم فلماذا مصر بالتحديد؟ كان يمكن أن يعبر البحر إلى اليونان مثلا، أو يذهب شمالاً إلى أرض الشام، ولكنه جاء إلى مصر لأنه يريد أن يمكث بها سنوات طفولته الأولى.
وكان هذا لثلاث اعتبارات :
أولاً: مصر لها مكانة خاصة في جل قصص الأنبياء، حين حدثت مجاعة أيام سيدنا إبراهيم أبو الأنبياء جاء إلى مصر، وكان تدبير اللـه لإنقاذ العالم من الجوع أن يأتي يوسف الصديق مبيعاً بدراهم قليلة من أخوته كعبد ثم يسجن لأجل طهارته، ثم يفسر حلم عزيز مصر ويصير الرجل الثاني والمدبر لمخازن الغلال في مصر ويحمي العالم من الجوع، ثم يأتي إليه أبيه يعقوب وإخوته، إلى أن يولد نبي الله موسى “كليم الله” وأرسله كي يدعو شعبه لعبادة الله الواحد منزلا عليه التوراة.
ولك أن تتصور أنه منذ طرد آدم وحواء من الجنة لم يتجلى إله الكون بوجهه على الأرض إلا في مصر، وعلى جبل سيناء كلم موسى ربه وظل أربعون سنة يصنع المعجزات على أرض الكنانة فهي بالفعل أرض مباركة.
لذلك كان لابد أن يأتي السيد المسيح كي يعلن العهد الجديد من نفس مكان العهد القديم، فعبر على سيناء ودخل أرض مصر لكي يكتمل تقديس أرضنا الطاهرة.
ثانياً: مصر هي أرقى وأعمق حالة روحية منذ القدم، فبينما كانت البشرية تعيش في همجية الفكر والتصورات المادية والعبادات الوثنية كانت مصر تعيش في حالة روحية وإشراق عميق في العلاقة مع الإله الخالق الواحد.
يقول هيرودوت: «إن أهل طيبة يعرفون الإله الواحد الذي لا بداية له الحي الأبدي». ويقول هنري بروكش عالم الآثار الألماني (1894م): (أن المصريين كانوا يؤمنون بالإله الواحد… ولا أحد يعرف شكله والكائن بذاته ومعطي الوجود).
لذلك جاء السيد المسيح ليعطي عمقاً آخر لروحانية المصريين ويكون الإشراق كاملاً بمجيئه، وفيها كانت أعظم حضارة روحية بجانب الحضارة العلمية والمدنية.
ثالثاً: جاء إلى مصر أيضاً ليؤسس الكنيسة ويضع حجر الأساس لمنارة المسيحية، فكان دخول السيد المسيح لأرض مصر بركة كبيرة لأرضها وشعبها، فكما جاء في نبوة إشعياء النبي الإصحاح التاسع عشر: (في ذلك اليوم يكون مذبح الرب في وسط مصر وعمود للرب عند تخمها فيكون علامة وشهادة لرب الجنود في أرض مصر).
عيد الأقباط بالشرقية
فهناك علاقة خاصة بالعائلة المقدسة ومجيئها وتبريكها لمصر، وتكريما لذلك اليوم يتم الإحتفال سنويا بهذا العيد “عيد مجيء العائلة المقدسة لأرض مصر” ، وهو يوم 24 بشنس الموافق الأول من يونيو من كل عام تحتفل به جميع كنائس مصر لاسيما التي باركتها العائلة المقدسة بالزيارة والإقامة فيها، وهو يوم عيد الأقباط بصفة عامة وأقباط محافظة الشرقية بصفة خاصة.
حيث مرت الرحلة المقدسة بمحافظة الشرقية وتحديدا بمنطقة تل بسطا، خاصة أنها تعتبر الموطن الأول لمسار العائلة المقدسة، وكانت مأهولة بالسكان في ذلك الحين، تختلف في ذلك عن بعض مناطق باقي المسار المقدس التي كانت في ذلك التوقيت غير مأهولة بالسكان.
ومن أهم الترانيم الكنسية التي تقال في هذه الذكرى ترنيمة دخول السيد المسيح أرض مصر ونصها:
(جالك يامصر زمان هربان طفل صغير هو وعيلته، بارك أرضك بارك شعبك، عاش قلبك شبعان ببركته، يا بختك بيه حبه ملاكي، غطى حنانه وخيره سماكي، جاي جايبلك فرحة كبيرة، بركة كل الكون اداكي، جالك يامصر زمان هربان، طوبى لشعب فتح أحضانه، ضم الطفل يسوع ورعاه، مهما تمر سنين وتعدي، شايل ليهم مكان في سماه، جالك يامصر زمان هربان، يفرد ايده يديكي أمان، على أراضيكي سلامه يبان، ده احتمى فيكي وقت هروبه، وهيحميكي طول الأزمان، جالك يامصر زمان هربان).
وترنيمة أخرى في حب السيدة العذراء مريم:
ياعدرا ياأم النور يا طاهرة وبتول
أناديك وأقول يامريم يامريم
أمنا فخرنا يا عدرا يامريم ياعدرا يا مريم
ربى إختارك في سماه وأتاك من علاه
شفعاتك تدينا بركة وتقوينا
دايما إفتكرينا يامريم يامريم
يازهرة يا نقية يا زينة البشرية
أنت الأم المثالية يامريم يامريم
ياشمس الأجيال يا منبع الكمال
يا مبعث الآمال يامريم يامريم
وهذه الترنيمة تقال في الإحتفال بميلاد السيد المسيح وذكرى قدومه ومباركته أرض مصر :
صار على الأرض سلام وبالناس المسرة
لما جيت يا يسوع هنا
عشت بينا وسطينا
صار على الأرض سلام وبالناس المسرة
يوم ميلادك يا يسوع نفسي أملأ الكون شموع
نفسي انسى أى حزن أو متاعب أو دموع
وافتكر إنه بميلادك صار على الأرض سلام
كل أيامي اللي جايه نفسي تقبلها هدية
نفسي أعيشلك كل عمري تبقى شوق قلبي وعيني
تبقى ليك في يوم ميلادك نور يانور الظلام
مظاهر الاحتفال
وتميز الاحتفال بهروب العائلة المقدسة ومباركتها بالزيارة أرض مصر بالعديد من مظاهر البهجة والفرحة فيرتدى المصريون فيه الملابس الجديدة، وتنتشر المأكولات الشعبية كالفول النابت والعدس واللحوم والخضار ، والحلويات مثل السمسمية والعسلية والفولية وكعك المنون .
ليسود جو من البهجة يشترك فيه نسيج الوطن المسلمون والمسيحيون معا، ويكثر إنشاد المدائح والترانيم التى يصاحبها فى أغلب الأحيان العزف على الدف والمزمار والربابة .
ومن أشهر المدائح التى قيلت فى العذراء على سبيل المثال:
يا موالى ساعدونى فى مديح مريم دعونى
وانشد الأوزان مغرم فى البتول نور العيون
الفرح بالولائم
وحيث كانت الفكاهة والمرح من أكثر ما يميز الشعب المصرى منذ القدم فكان هناك من المدائح ما يحمل روح الدعابة خاصة مع الفرح بالولائم التى تكثر فى هذه الاحتفالات والأفراح والتى منها على سبيل المثال:
يا ناس الخير هل علينا والسعد وافى بإيدينا
زال العناد والجوع سابنا وأيام الهم متروكة
يا حلة اللحمة المبروكة أكل الكباب والمفروكة
ويجعل لزكية حد يعينها أختى سميرة الله يزينها
الحلوة تقلب فيكى بأيديها الله عليكى يا مسلوقة
يا حلة اللحمة يا غندورة خوفى عليكى تكونى منظورة
الله يديم القصر المعمورة والناس فى عزها مغمورة
الألحان والترانيم
وتحرص الكنيسة المصرية على استخدام الألحان والترانيم في كل الطقوس الكنسية بغرض حفظ الإيمان وتثبيته، ليس فقط في فكر وعقل الإنسان لكن أيضا في الوعي الوجداني.
مما له أكبر الأثر على تهذيب السلوك الإنساني، وذلك لإدراك آباء الكنيسة بأهمية الموسيقى في حياة البشر لما لها من قدرة على تغيير الميول والانفعالات في الإنسان تبعا لنوع المقامات والإيقاعات المستخدمة.
ويجب علينا توثيق هذا التراث الإنساني الخاص بالألحان والترانيم المصاحبة للاحتفالات في الكنيسة المصرية .
لأنها خاصة بمصر والكنيسة القبطية وحدها ولا توجد في أي مكان آخر في العالم، وتعد من الآثار الصوتية والموسيقية المرتبطة بحقائق تاريخية وعقائدية ثابتة.
تل بسطا ، والزقازيق
وما يخصنا بالذكر من هذه الرحلة المباركة في هذا المقال هي مباركتها لأرض محافظة الشرقية حيث زارت منطقتين من أهم مناطق المسار وهما تل بسطا ، والزقازيق.
تل بسطا: من المدن المصرية القديمة وكانت تسمى مدينة الآلهة وتل بسطا بجوار مدينة الزقازيق وتبعد عن القاهرة حوالي 100 كم في الشمال الشرقي، وهي من المدن القديمة التي ذكرت في التاريخ المصري القديم، وكانت تسمى “Per Bastit” تعني مدينة الآلهة وفي العصر القبطي تغير اسمها إلى بوباست “BouBast” .
وتعد منطقة آثار تل بسطا، مركزًا دينيًا هامًا وإحدى أهم عواصم مصر القديمة، نظرًا لموقعها على مدخل مصر الشرقى، حيث واجهت أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء.
وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة، وقد دخلتها العائلة المقدسة في 24 بشنس ، وجلسوا تحت شجرة خارج المدينة ليستظلوا بها من وهج الشمس .
وطلب السيد المسيح من أمه ماءً ليشرب فحملته بين ذراعيها واتجهت به إلى القرية فلم يحسن أهلها استقبال العائلة المقدسة، مما آلم نفس العذراء.
فقام يوسف النجار وأخذ بقطعة من الحديد وضرب بها الأرض بجوار الشجرة واذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتووا منه جميعا.
وفي قول آخر أنه عندما تألمت السيدة العذراء من سوء معاملة أهل هذه القرية ، بكت فمسح السيد المسيح بكفيه الصغيرتين دموعها ثم رسم باصبعه دائرة على الأرض وفي الحال تفجر نبع حلو كالعسل وأبيض كالثلج .
ثم وضع السيد المسيح يديه الطاهرتين في الماء وقال : (كل من يأتي ويستحم فيماء هذا البئر في مثل هذا اليوم من كل عام يشفى من جميع الأمراض، وليكم عون وصحة وشفاء للنفوس الذين يشربون منه).
حكاية العم قلوم
وأثناء وجود العائلة المقدسة بتل بسطة مر عليهم شخص يدعى ” العم قلوم” دعاهم إلى منزله وأكرم نزلهم وبارك الطفل يسوع منزل العم قلوم.
وكانت زوجته سيدة مريضة وتلازم الفراش منذ ثلاث سنوات ولم تستطع مقابلة العائلة المقدسة أو الترحاب بهم.
وهنا قال الطفل يسوع للعم قلوم ( الآن امرأتك سارة لن تكون بعد مريضة)، وفي الحال قامت سارة متجهة للباب مرحبة بالطفل وأمه.
كانت زيارة العائلة المقدسة وطالبتهم بالبقاء لفترة أطول لأن الصبي كان وجوده بركة لمنزلها.
وفي اليوم التالي أعربت مريم عن رغبتها في زيارة معبد لوجود احتفالات في ذلك الوقت، وفي وقت الظهيرة حملت السيدة العذراء الطفل يسوع وذهبت مع سارة إلى المعبد.
نهشم الأصنام
وما إن دخلت المعبد حتى تهشمت التماثيل الجرانيتية الضخمة للآلهة وتهشم المعبد الكبير وأصبح كومة من الجرانيت.
فكانت هذه المدينة مليئة بعبادة الأوثان وعند دخول السيد المسيح ارتجفت هذه الأوثان وتزلزلت الأرض تحت أقدام السيد المسيح والسيدة العذراء ومالت بثقلها الحجري فتحطمت وتكسرت أمام الصبي الصغير.
حيث كانت الأصنام تتحطم، والبراري أقفرت من شياطينها، وذاب قلوب كهنة الأصنام خوفا وهلعا ودهشة وفزعا.
وانتشر الحديث في كل مكان في القرية حتى وصل الخبر للحاكم وبدأ في التحقيق ، وتأكد من أن السبب هو دخول سيدة تحمل طفل صغير وهو في الغالب الطفل المقدس الذي يبحث عنه هيرودس، وكان هيرودس قد طلب من الحاكم القبض عليه.
مغادرة الشرقية
وصدرت الأوامر إلى العسكر بالبحث عن الصبي في كل ركن في المدينة، وسمع العم قلوم بكل الترتيبات والخطوات التي اتخذتها السلطات للقبض على الطفل الذي كان سبب بركة وشفاء زوجته سارة.
لذا خاف العم قلوم على السيد المسيح ونصح السيدة مريم بالهرب من المدينة في الليل لقلة نشاط العسكر ، وفي المساء استعدت العائلة المقدسة لمغادرة المكان وشكروا العم قلوم وزوجته سارة.
وبارك السيد المسيح منزلهما وأخبر أمه أن كل مكان زاروه وعاملهم فيه الناس بترحاب يبنى فيه كنيسة على اسم العذراء مريم يأتي إليها الناس للصلاة والعبادة.
وتذكر المصادر التاريخية أن منزل العم قلوم يقع في المنطقة ما بين كنيسة السيدة العذراء مريم ومار يوحنا الحبيب ،وكنيسة الشهيد العظيم مار جرجس.
معجزة منطقة تل بسطا
وجدير بالذكر أن معجزة منطقة تل بسطا ما زالت آثارها باقية لليوم، حيث أن معظم التماثيل بمختلف المعابد مازالت قائمة إلى الوقت الحالي عكس تماثيل معبد تل بسطة والذي دمرت تماثيله ولم يتبق منها سوى أجزاء متناثرة.
ويرجع ذلك إلى أن المصريين القدماء يعبدون التماثيل بمعبد تل بسطا الحالى، وعندما دخلت السيدة العذراء مريم وابنها تزلزلت التماثيل وانهارت، وسقطت على الأرض.
وختاماً إن هذه الرحلة المقدسة المباركة لأرض مصر تحمل في طياتها دلالات ومعاني حضارية وتاريخية وثقافية.
فضلا عن المعاني الإنسانية الراقية التي تتمثل في المحبة والسلام والتعايش، فهي تحمل تراثا إنسانيا.
وبعدا حضاريا يمثل جزءا من الهوية المصرية، وتلامسا مع البعد التاريخي للأرض الطيبة التي قدمت الحماية واحتضنت العائلة المقدسة.
وقد بني على طول هذا المسار المقدس الأديرة والكنائس التي عمرت مصر بالإيمان والسلام.