المسلة السياحية
حول العالم
بقلم : صلاح عطية
[email protected]
يوما بعد يوم يصدر تقرير عالمي أو تعلن نتيجة استفتاء سياحي فى أوروبا أو غيرها يؤكد جودة المقصد السياحي المصرى وتفرده وتنوعه.. ويزداد التقدير لهؤلاء جميعا.. عندما تأتى هذه الإشادات وسط جائحة الكورونا.. ولا تكتفى بالإشادة بمقاصدنا السياحية فحسب، وإنما أيضا بما أخذناه من إجراءات احترازية حمت أهم مقاصدنا السياحية من هذا الوباء.. وأعادت كل من جاء اليها من أفواج سياحية سالما إلى بلده دون إصابة واحدة والحمد لله .
وقد قدم إنجاز مصر لأول بطولة عالمية في ظل جائحة الكورونا، مثلا رأت فيه الدول ان العودة لتنظيم البطولات الرياضية العالمية أصبحت ممكنة بعد نجاح مصر فى تنظيم بطولة العالم لكرة اليد وعودة عدة آلاف من أعضاء 32 فريقا دوليا بلاعبيها وإدارييها الى بلادهم دون ان تحدث ولو إصابة واحدة خلال هذا التنظيم الرائع..
والذى كان أيضا موضع مراقبة اليابان التي اضطرت لتأجيل الدورة الاولمبية في العام الماضي لتستعين به في تنظيمها لها في شهر يوليو القادم.. وسوف يكون لمصر في فبراير الحالي أيضا شرف تنظيم بطولة العالم للرماية.
وقد صدرت أول اشادة بجودة المقصد السياحي المصري من المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) الذى أهدى مصر فى منتصف العام الماضي خاتم الجودة السياحية مؤكدا سلامة مقصدها السياحي .. كذلك أشادت منظمة السياحة العالمية بمصر واستعداداتها السياحية فى مواجهة جائحة الكورونا.
وهكذا فإن مصر وهى تستعد للانطلاق السياحي بمجرد ان يطمئن الناس إلى إمكانية السفر دون مشكلات الكورونا تتلقى هذه الاشادات والاشارات أيضا التي تزيد من جرعة التفاؤل بعودة السياحة في النصف الثاني من هذا العام .
وتؤكد انها تسير على الطريق السليم نحو العودة إلى استقبال الوفود السياحية .. ويرافق هذا استمرار اهتمام الدولة المصرىة بمرافقها وامكاناتها السياحية .. وقد رأينا منذ أسابيع كيف أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في اجتماعه برئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي ووزير السياحة والآثار د.خالد العناني على أهمية مواصلة الجهود نحو إبراز ما تحتويه القاهرة من كنوز سياحية لتعود متحفا مفتوحا كما كانت طوال تاريخها العريق وهى تجتذب الزوار من كل أنحاء العالم .
وفى هذا الإطار سوف تكون احتفالات افتتاح متحف الحضارة، ومن بعدها احتفالات المتحف المصري الكبير نقاط ضوء بارزة ليس فحسب في مسيرة مصر السياحية.. وإنما هي أيضا أحداث عالمية يترقبها وينتظرها العالم.. الذى يري أن تراث الحضارة المصرية هو تراث انساني للعالم كله.. وهو ما نأمل يضيف الى مصر المزيد من قوة الدفع نحو رفع نصيبها من حركة السياحة العالمية.. حيث لا تتكافأ أعداد مايصلنا من سياح مع حجم الامكانات السياحية والتنوع السياحي الذى تكاد مصر تنفرد به وهى تمتلك كل الألوان السياحية التي يعرفها الجميع .
بداية من كل مفردات السياحة الثقافية وعلى رأسها ما تملكه من شواهد حضارات متتالية تعاقبت عليها.. فضلا عن سياحة الشواطىء وسياحة الغوص والسياحة الترفيهية والسياحة النيلية وسياحة الجبال وصيد الأسماك ومراقبة الطيور وسياحة السفاري والسياحة البيئية والسياحة الدينية ممثلة في مسار العائلة المقدسة التي يجرى الآن إعداد مسارها والارتقاء بالنقاط التي توقفت فيها وتقدر بنحو 28 موقعا
.. بداية من سيناء وصولا إلى المنيا.. وقد أمضت في مصر نحو أربع سنوات وكانت البلد الوحيد الذى أوحى الله إليها بأن تتجه إليه هربا من اضطهاد وحماية لحياتها.. لتعيش في أمن وأمان حبا الله بهما مصر الذى قال في محكم كتابه الكريم »ادخلوا مصر ان شاء الله آمنيين«. ولا شك ان مصر قد خطت خطوات هائلة في مجال اضافة الكثير إلى منتجها السياحي في السنوات الاخيرة .
ويكفى ان نشير الى مايجرى في القاهرة وتناولنا بعض جوانبه في مقالنا السابق في الاسبوع الماضى.. كما انها الآن سوف تكتسب مكانتها كمنافس قوى في سياحة البحر المتوسط بعد ما نراه يجري في مدينة العلمين الجديدة التي لن تكون فقط معلما سياحيا وحضاريا جديدا على ساحل مصر على البحر المتوسط.
ىضىف إلى تارىخها السياحي العرىق فى الشواطىء على هذا البحر بداية من العريش وبورسعيد شرقا ثم الاتجاه غربا إلى الاسكندرية مرورا برأس البر وجمصة وبلطيم.. ثم باقى الشواطىء وصولا إلى العلمين وما بعدها.. وإنما ستكون مدينة عامرة بالحياة على مدى العام منهية بذلك الموسمية فى الساحل الشمالي.
ويضاف إلى الامكانات التى تتوفر فى هذه الشواطىء مايجري الآن من عمليات انقاذ وتطهير وتعميق لبحيراتها المتصلة بالبحر المتوسط.. والتى تتكلف المليارات من الجنيهات وتعيد إحياء هذه البحيرات التى تأثرت بالعدوان عليها.. بالردم الجاهل.. أو الصيد الجائر.. أو التلوث باستخدامها مصبات للصرف الصحى والزارعى والصناعى الذى كاد ان يقضى عليها وعلى إنتاجها السمكى .
بالاضافة الى بلطجة عصابات الصيد التى تقتطع أجزاء لصالحها حارمة الاكثرية من ان يمارسوا حقهم فى السعى وراء رزقهم الحلال.. الآن كل هذا انتهى
كما ىتم فى نفس الوقت الاستفادة بملايين من الأمتار المكعبة من المياه التى كانت تهدر فىها يوميا وتنقيتها من خلال أكبر محطة تنقية فى العالم لتكون صالحة للزراعة.. وتنقل المياه إلى سيناء لتروى فى المرحلة الأولى أربعمائة ألف فدان فى إطار الخطة الشاملة لتعمير سيناء.. كما يجرى كذلك التخطيط للاستفادة سياحيا بشواطئها الجميلة..
والعودة إلى اظهار جمالها وجمال ما تضمه من جزر.. وسوف يقدم هذا منتجا سياحيا رائع الجمال.. يضاف إلى طاقات وامكانات مصر السياحية التى لا مثيل لها.. فى سياحة الشواطىء سواء على البحر المتوسط أو البحر الاحمر والذى سنتناول الحديث عنه فى مقال آخر ان شاء الله.
وفى ختام هذا المقال أحب أن أعود إلى تعبير أطلقته فى مقال منذ سنوات عديدة عن سواحل مصر الشمالية على البحر المتوسط.. واصفا لها بمناجم الذهب التي لم تفتحها مصر بعد.. و داعيا إلى تعظيم الاستغلال لهذه السواحل.. والآن وبحمد الله وبعد انشاء العلمين الجديدة و تطهير البحيرات وما يجرى من تطوير في الإسكندرية وإنشاء محور المحمودية الذى سيمتد الى محافظة البحيرة .
وانشاء شبكة المرافق الحديثة من طرق مباشرة وحديثة من القاهرة وصولا إلى العلمين حتى حدود مصر.. وخطوط سكة حديد تربط البحرين الأحمر والمتوسط .
والقطار السريع بىن القاهرة والإسكندرية والقاهرة وأسوان .
أقول ان حلمنا فى فتح مناجم الذهب فى سواحلنا على المتوسط قد بدأ ىتحقق على أيدى الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل ما يجرى وسيجرى من تغيير وجه الحياة فى هذه السواحل.
اضافة الى ما يقوم به الرئيس السيسي من تغيير وجه الحياة فى مصر كلها.. وبناء »مصر جديدة«.. »مصر اد الدنيا« كما وعدنا منذ بداية توليه الحكم.