المسلة السياحية
دبي – أزيح الستار عن “رحلة الإنسانية”.. اللوحة الفنية البالغة مساحتها 17,000 قدم مربعة والتي حصدت لقب أكبر لوحة فنية على القماش في العالم في موسوعة جينيس للأرقام القياسية العالمية ، ويأتي هذا العمل الفني ايمانا من مبدعيها في إبراز قوة التواصل والتعاون البشري ،والتزامهم بإيجاد مستقبل أفضل للبشرية جمعاء حتى خلال وقت الجائحة .
ويمثل حفل إزاحة الستار عن اللوحة عودة هذه القطعة الفنية إلى أتلانتس النخلة ليتم جمع أجزاءها في المكان الذي تم إعدادها فيه في البداية، وذلك بعد تقسميها إلى قطع فنية فردية معلقة على إطار.. وأقيم الحفل الرسمي هذا المساء في المنتجع بدبي، بحضور الشيخ نهيان مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح والتعايش و الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء.
فكرة العمل
رأى العمل الفني الرائع، الذي ابتكره الفنان البريطاني المقيم في دبي ساشا جفري والذي يعد أحد رموز الأعمال الإنسانية، النور بعد 28 أسبوعاً متواصلاً من العمل في قاعة المنتجع من شهر مارس إلى شهر سبتمبر 2020 خلال فترة الإغلاق التي فرضتها جائحة كوفيد-19.
ودعت المبادرة الأطفال من جميع أنحاء العالم لتقديم رسوماتهم وصورهم ولوحاتهم ومُلصقاتهم وتصاميمهم، التي ألهمت ساشا لابتكار الطبقة الأولى من القماش (الروح) حول موضوعي “العزلة” و”الاتصال”.
مبادرة خيرية
وتمكَّنت لوحة “رحلة الإنسانية” من الوصول إلى أكثر من 2.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم وتُعد جزءاً من مبادرة جفري الخيرية “إنسانية مُلهمة”، التي تم إطلاقها برعاية الشيخ نهيان مبارك آل نهيان عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح والتعايش بالشراكة مع دبي العطاء وأتلانتس النخلة.
إعادة التواصل
وفي هذا الصدد، قال ساشا جفري، “تمثل ’رحلة الإنسانية‘ رحلتي الخاصة التي بدأتها خلال جائحة كوفيد-19 لتحقيق حلمي في إعادة التواصل بين الناس على كوكبنا، أسهم العديد من الأشخاص في هذه المبادرة الرائعة بطرق كثيرة ومختلفة في الوقت الذي فقد فيه العالم قدرته على التواصل بشكل تام”.
وأضاف قائلاً: “تروي لوحتي قصة أمل وإيجابية في وقت كنا نتصدى خلاله لأكبر أزمة يواجها جيلنا.
إذا كان بمقدور شخص واحد قضاء 20 ساعة في اليوم لأعداد هذه اللوحة، فلكم أن تتخيلوا ما يمكن أن يقوم به 7.5 مليار شخص إذا عملوا معاً.
مستقبل أفضل للأطفال الأكثر احتياجاً حول العالم
لقد تسببت جائحة كوفيد-19 في إحداث واحدة من أكبر الأزمات في تاريخ قطاع التعليم مما ألقى بظلاله على عملية تعلم الأطفال وتطورهم بمستوى غير مسبوق.
لقد أدى إغلاق المدارس بهدف الحد من انتشار الفيروس إلى زيادة الاعتماد على التعلم عبر الإنترنت.
وبالرغم من ذلك، ووفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، يوجد 360 مليون شاب لا يتمتعون بإمكانية الوصول إلى شبكة الإنترنت.
وتدعو لوحة “رحلة الإنسانية”، التي وُصفَت على أنها “سقف كنيسة سيستين الحديث”، المجتمع العالمي ليكون بمثابة حافز للتغيير للأطفال المحرومين الذين هم بحاجة ماسة إلى المساعدة والدعم.
ومن خلال شراء جزء من هذه اللوحة التي حطمت الرقم القياسي لموسوعة جينيس، سيقتني الأفراد قطعة من التاريخ.
وفي الوقت ذاته، سيصنعون فارقاً إيجابياً مهماً في حياة الأطفال الأكثر تضرراً من آثار جائحة كوفيد-19.
30 مليون دولار تبرعات
وتهدف “رحلة الإنسانية” إلى جمع أكثر من 110 مليون درهم إماراتي (30 مليون دولار أمريكي) خلال مزادات حية ستقام خلال الاثني عشر شهراً القادمة.
بحيث ستقوم دبي العطاء بتخصيص الأموال التي سيتم جمعها من قبلها لشركاء المبادرة وهم اليونيسف واليونسكو ، ومؤسسة “جلوبال جيفت” ودبي العطاء، لدعم مبادراتهم الإنسانية التي تعالج التحديات المتعلقة بحصول الأطفال على وسائل الاتصال وفرص التعلم.
إضافة إلى الرعاية الصحية والمرافق الصحية، وانضمت أيضاً إلى المبادرة كل من وزارة التسامح والتعايش ووزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات.
الفجوة الرقمية
وقال الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء وعضو مجلس إدارتها “يواجه الأطفال اليوم بسبب جائحة كوفيد-19 وغيرها من الأزمات مجموعة من أكبر التحديات على مر العصور، بما في ذلك الفجوة الرقمية المتنامية بشكل متزايد والتي تحول دون حصولهم على تعليم سليم.
“فمبادرات مثل ’إنسانية ملهمة‘ هي ما نحتاج إليه في الوقت الراهن. إنها تتيح أمامنا فرصة التواصل مع شركائنا بطرق هادفة وتقديم الدعم الجماعي لقضية تعليم الأطفال والشباب من خلال التأكيد على جعل الاتصال الرقمي عامل تمكين بدلاً من كونه عائقاً.
نحن فخورون بأن نكون جزءاً من ’رحلة الإنسانية‘ وأن نتطلع إلى رؤية تأثير هذا العمل الفني خلال السنوات القادمة، حيث سنمكن المزيد من الأطفال من الحصول على فرصة للتعلم والازدهار والنجاح.
نشكر ساشا جفري على هذه المبادرة الرائعة التي رسخت إيماننا بخير البشرية وقوة التواصل والتعاون”.
مبادرة «جيجا»
سيُوَجَه جزء من الأموال التي سيتم جمعها من خلال هذه المبادرة لصالح مبادرة «جيجا» التي أطلقتها اليونيسف العام الماضي بقيادة الاتحاد الدولي للاتصالات واليونيسف، بهدف ربط كل مدرسة في العالم بالإنترنت.
سوف تدعم المبادرة أيضاً منظمة اليونسكو في جهودها الرامية إلى تسهيل صياغة وإقرار الإعلان العالمي حول الاتصال من أجل التعلم .
وسبل العيش، والذي يهدف إلى جعل التعلم المتصل أكثر شمولاً وإنصافاً.
القضاء علي الفقر والجوع
علاوة على ذلك، ستدعم مبادرة “إنسانية مُلهمة” قضايا ومبادرات “جلوبال جيفت” .
المُصممة خصيصاً لدعم المشاريع التي تقضي على الفقر والجوع.
مما يضمن عدم اضطرار الفئات الأكثر ضعفاً للكفاح لأجل توفير الطعام، ويتيح فرصة الوصول إلى الرعاية الصحية والعلاجات المنقذة للحياة .
وكذلك يوفر المأوى والملبس والحق في التعليم.