المسلة السياحية
تقرير آثري
القسم الثقافي
مفاجأة كبري يكشفها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار ،حول دور هيئة الأثار المصرية في استعادة منطقة طابا عبر كتيب أصدرته الهيئة ضمن إصداراتها عام 1986 حول ” جزيرة فرعون و قلعة صلاح الدين الايوبي بمنطقة طابا ، وأعمال الحفائر و الترميم التي تمت ووثقت بالصور الفوتوغرافية في ذلك الوقت .
واهمية ذلك الكتيب الذي سجل كافة تلك الأعمال ،والمعالم المعمارية بالقلعة باللغتين العربية والانجليزية ، فقد صار الكتيب ضمن احد اهم الوثائق التاريخية والتي شكلت 61 % من أدلة أحقية مصر في الجزء المتنازع عليه مع سلطات الكيان .
دور الآثار
ويشير ” الدكتور ريحان ” الي أن دور الآثار بجنوب سيناء بدأ منذ عام 1986 بأعمال حفائر بقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ، كشفت عن أساسات القلعة وعناصرها المعمارية والذى تم على أساسها مشروع ترميم علمي للتحصين الشمالي للقلعة، وترك التحصين الجنوبي كما هو .
وكان يمثل حصن بيزنطي وفنار لإرشاد السفن في خليج العقبة قبل مجيء القائد صلاح الدين ، مع ترميم أجزاء من السور الخارجي ، وتزويد القلعة بخدمات من برجولات خشبية لراحة الزوار وخطة إضاءة متكاملة للقلعة .
د. أحمد قدري
وأضاف الدكتور ريحان بأن هيئة الآثار المصرية في ذلك الوقت ، وكان على رأسها شخصية نبتت في المؤسسة العسكرية ، وعشقت الآثار وحمل على كتفيه عبء ترميم الآثار الإسلامية في مصر وكانت فى حالة سيئة بالقاهرة التاريخية والمواقع الأثرية بالمحافظات، وهو المرحوم الدكتور أحمد قدري .
وقد أصدرت هيئة الآثار المصرية عام 1986 كتيب يسجل أعمال الحفائر والترميم والمعالم المعمارية بالقلعة باللغتين العربية والإنجليزية .
وكان هذا الكتيب ضمن الوثائق التاريخية التي شكلت 61% من أدلة أحقية مصر في الجزء المتنازع عليه في طابا .
طابا وأهميتها التاريخية
ويعرض الدكتور ريحان الكلمة الخالدة الذى ذكرها المرحوم أحمد قدري في مقدمة الكتاب ، والذى قدّم من خلالها قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون للعالم وقيمة طابا المصرية وأهميتها التاريخية.
وهى كلمة لا تخلو من الحس العسكري الراقي والرؤية الاستراتيجية والبعد المحلى والإقليمي، حيث ذكر ” تمثل قلعة صلاح الدين الأيوبي على جزيرة فرعون في سيناء قيمة تاريخية وأثرية في الآثار الإسلامية لأكثر من اعتبار.
حيث لعبت هذه القلعة الشامخة دور الحارس الأمين للشواطئ العربية في مصر والحجاز والأردن وفلسطين على حد سواء، وأسهمت في درء الأخطار العسكرية أثناء الصراع الصليبي العربي، حيث كانت مصر الإسلامية تمثل الدرع الوافي للعالم العربي والإسلامي أثناء ذلك الصراع”.
أهمية سيناء ودور القلعة
ونوه الدكتور ريحان إلى معالم الكتاب التي تضمنت أهمية سيناء عامة التي كانت مسرحًا لمعظم العمليات الحربية التي خاضتها مصر ، كما أنها أحد المنافذ المهمة لقوافل التجارة والحج .
وأسباب بناء القلعة لتكون نقطة حصينة لحماية الطرق البرية والبحرية بين مصر والشام والحجاز ، وقاعدة بحرية متقدمة لتأمين خليج العقبة والبحر الأحمر من أي غزوة بحرية صليبية .
وتعرض لدور القلعة في صد أكبر غزوة بقيادة الأمير الصليبي أرناط عام 1182م ، ودور الحمام الزاجل في حمل رسائل الغزو إلى القيادة المركزية بالقاهرة .
وقد كشف عن أجزاء من هذه الرسائل في أعمال الحفائر فجاء الإمداد بأسطول بحرى تحت قيادة حسام الدين لؤلؤ الحاجب قائد الأساطيل المصرية، وحاصر الصليبيين الذين وقعوا بين فكي كماشة ، وتم دحر حملة أرناط وحماية موكب حجاج بيت الله الحرام .
أبراج وحصون
ولفت الدكتور ريحان إلى تضمن الكتاب لتخطيط القلعة مصحوبًا بالمسقط الأفقي والمساقط الرأسية لها .
وإلقاء الضوء على منشئات القلعة التي تضم سور خارجي ، كخط دفاع أول يدعمه تسعة أبراج دفاعية.
ثم تحصينين شمالي ويخترقه 14 برج من بينها برج للحمام الزاجل، وتحصين جنوبي صغير، ولكل تحصين سور دفاعي كخط دفاع ثاني.
ويدعّم هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل للسهام .
ويضم التحصين الشمالي خزان مياه لتجميع مياه المطار وصهريج وحمام بخار ، وحجرات الجنود وحجرة القيادة الرئيسية .
وقاعة مشورة حربية ومخازن الغلال والمطبخ والمسجد ، وفرن لتصنيع الأسلحة ومخازن للمؤن .
كما تضمن الكتاب إلقاء الضور على أعمال الترميم وكيف كان حال القلعة قبل الترميم بالصور .