المسلة السياحية
أبوظبي – يواصل نادي “كلمة” للقراءة بمركز أبوظبي للغة العربية، التابع لهيئة الثقافة والسياحة ، تنظيم الجلسات القرائية الافتراضية التي تأتي بالتزامن مع الشهر الوطني للقراءة، حيث يتعاون النادي مع عدد من المؤسسات والصالونات الأدبية والثقافية لتسليط الضوء على عدد من أبرز الكتب الصادرة عن مشروع “كلمة” للترجمة وإصدارات.
الدروب الظليلة
وفي هذا الإطار، نظم نادي “كلمة” للقراءة جلسة قرائية بالتعاون مع صالون الملتقى الأدبي في 16 مارس حول رواية «الدروب الظليلة»، وهي مجموعة قصصية للكاتب والشاعر الروسي إيفان بونين بمشاركة الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة أماني فؤاد.
تعد رواية «الدروب الظليلة» موسوعة للحب، فهي تصوّر تنوّع المشاعر التي تنشأ عند الرجل والمرأة، وتجسّد كل ألوان العلاقات بين الاثنين، حيث يبحث الكاتب في كل نطاقات العشق من المعاناة الرفيعة والأحلام الرومانتيكيَّة، إلى الأهواء والميول الحسّية سعياً منه إلى كشف ألغاز طبيعة الإنسان.
الأدب الروسي
استهلّت أسماء صديق المطوّع، مؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي، الجلسة بالثناء على جهود مركز أبوظبي للغة العربية ومشروع “كلمة” للترجمة، وشكرهم على التعاون مع صالون الملتقى الأدبي لتنظيم هذه الجلسة، وتحدّثت المطوّع عن أهمية الأدب الروسي كرافد مهم للأدب العالمي.
وقدّمت نبذة عن كاتب الرواية إيفان بونين، والذي يعد آخر أدباء جيل العظماء في تاريخ الإمبراطورية الروسية، حيث كان أول أديب وشاعر روسي يفوز بجائزة نوبل للأدب عام 1933.
كما تمتّع بونين بثقافة عريضة وشغف بالشرق الأوسط، حيث ارتحل الكاتب إلى فلسطين وسوريا ومصر وتونس، وتأثر بثقافات هذه الدول بشكل يظهر جليّاً في تفاصيل القصص القصيرة التي ضمّتها رواية «الدروب الظليلة».
الدكتورة أماني فؤاد
وجرى خلال الجلسة تعريف الحضور بالدكتورة أماني فؤاد، أستاذة نقد أدبي حديث في أكاديمية الفنون بالهرم – المعهد العالي للنقد الفني، وأستاذة في الجامعة الكاثوليكية في ميلانو، وأستاذة في معهد الدراسات العربية في القاهرة.
وتحمل الدكتورة أماني شهادة الدكتوراه في النقد والبلاغة مع مرتبة الشرف الأولى بعنوان «المجاوزة في تيّار الحداثة في مصر بعد السبعينيات»، والتي طبعت بالمجلس الأعلى للثقافة في عام 2006.
وهي عضو في العديد من الجمعيات الثقافية والأدبية ولجان تحكيم جوائز عربية ودولية، ولديها رصيد كبير من المؤلفات والبحوث والدراسات والمقالات التي نشرت في صحف ومجلات ومحافل عربية وأجنبية.
الواقعية والمصداقية
وفي معرض حديثها عن رواية «الدروب الظليلة»، قالت د. أماني أن هذه الرواية تميّزت بالواقعية والمصداقية في تحليلها للمشاعر الإنسانية المتناقضة، والتركيز على تعقّد المشاعر البشرية لدى الرجل والمرأة والعلاقة بينهما بأسلوبٍ راقٍ بعيدٍ عن الابتذال في العرض.
كما تعرض الرواية مدى الازدواجية في المشاعر تجاه شخص معيّن، مثل مشاعر الحب والخيانة والفقدان وغيرها من المشاعر، وذكرن أن شغف العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة لا يكتب له الديمومة مع الزمن، خاصة عندما تنتهي العلاقة بالزواج.
وقدّمت الدكتورة أماني تسلسلاً تاريخياً لتطوّر الأدب الروسي، والذي بدأ بحسب بعض الباحثين سنة 988 ميلادية واتسم في تلك الفترة بطابع ديني، حيث اشتملت معظم مكوّناته في البداية على مواعظ وأناشيد وسير للقديسين.
فيما اتسم الأدب اللاديني في نفس الفترة بطابع تأريخي جعله أقرب إلى التاريخ منه إلى الأدب.
مدارس الأدب الروسي
وشهد الأدب الروسي بحسب د. أماني فترة خمول في ظل احتلال التتار لروسيا وصولاً حتى القرن السابع عشر، حيث شهدت الدولة حركة ترجمة نشطة للأعمال الغربية التي ألهمت الكتّاب الروس، وارتقت بالأدب الروسي ليصبح أحد الآداب العالمية المؤثرة بشكل كبير في حركة الحضارة الإنسانية.
وأشارت د. أماني إلى أن الأدب الروسي قد شهد خلال القرن الثامن عشر ظهور المدرسة الكلاسيكية تلتها الحركة الرومانسية، والتي اتسمت بالفردية وقدرة الكاتب على التعبير عن نفسه وعن طموحاته وأحلامه والقضايا التي تعنيه بعيداً عن الطبقات.
فيما شهد القرن التاسع عشر ظهور المدرسة الواقعية والمدرسة الرمزية.
وسلّطت د. أماني الضوء على أهم الأدباء والشعراء الروس في كل مرحلة من مراحل تطوّر الأدب الروسي.
ويمكن مشاهدة الجلسة كاملةً عبر قناة مشروع “كلمة” على موقع يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=4YR1i_GruGY