القاهرة "المسلة" المحرر الاثرى …… فى الذكرى 43 لحرب أكتوبر المجيدة يوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن إسرائيل أخضعت سيناء للحكم العسكرى حين احتلالها عام 1967 وقسمتها لمنطقتين هما شمال سيناء وجنوب سيناء ووضعتها تحت إدارة مستقلة وعينت حاكم عسكرى على كل منطقة وأقامت فى سيناء المستوطنات أهمها أوقيرا بجوار شرم الشيخ ، ذى هاف قرب دهب ، زاحارون 10كم شرق العريش ، ياميت 7كم قرب رفح وأظهرت أن العرب معتدون وأن أرض سيناء إسرائيلية وأنهم أقدر على تنميتها من مصروبعد حرب أكتوبر 1973تم توقيع اتفاقية كامب دافيد فى 26 مارس 1979 وبدأت مراحل استعادة أرض سيناء.
ويضيف د. ريحان أن عودة سيناء كانت على مراحل طبقاً للاتفاقية ففى 25 يوليو 1979 تم استعادة الساحل الشمالى حتى العريش وفى 25 يوليو 1979 من رأس محمد حتى أبو دربة وفى 25 سبتمبر 1979 من أبو دربة حتى أبو صير وفى 25 نوفمبر 1979 عادت سانت كاترين وفى 25 نوفمبر 1979 من أبو صير حتى رأس محمد وفى 25 يناير 1980 تم استعادة المضايق بوسط سيناء والمنطقة شرق المضايق من العريش حتى رأس محمد وفى 25 أبريل 1982 تم استعادة رفح وشرم الشيخ.
ويتابع د. ريحان بأن مصر أصرت على استعادة كل شبر من أرض سيناء وكانت قضية طابا هى تجربة مصرية فريدة تضافرت كل الجهود لإنجاحها ووظفت الوثائق التاريخية والخرائط والمجسمات الطبيعية وكتابات المعاصرين والزيارات الميدانية وشهادة الشهود وأشرطة الفيديو والصبر الطويل حتى عادت طابا وتشكلت لجنة خاصة (اللجنة القومية العليا لطابا) فى 13 مايو 1985 وكانت تضم أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية وهى اللجنة التى تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا والتى أخذت على عاتقها إدارة الصراع فى هذه القضية من الألف إلى الياء مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق ومن أهمها الوثائق التاريخية التى مثلت نسبة 61% من إجمالى الأدلة المادية التى جاءت من ثمانية مصادر وقد نصت مشارطة التحكيم على أن المطلوب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب أى فى الفترة بين عامى 1922 و 1948 وبالرغم من ذلك فإن البحث فى الوثائق ذهب إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر والوثائق فى الفترة اللاحقة على عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها.
ويشير د. ريحان إلى أن الوفد المصرى لم يقبل بموقع العلامة 91 من الطرف الآخر وقد نجح أحد الضباط المصريين فى العثور على العمود الحديدى الخاص بالعلامة 91 على منحدر شديد الوعورة حيث نزل وحمله لأعلى بنفسه وطول هذا العمود 2م وعرضه 15سم ووزنه ما بين 60 إلى 70كجم وكان موجوداً عليه رقم العلامة وأمام هذا الموقف لم يملك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى نفسه قائلاً أن الطبيعة لا تكذب أبداً واتضح فنياً أن العمود والقاعدة قد أزيلا حديثاً ورغم ذلك فقد رفضت إسرائيل الاعتراف بهذه العلامة حتى موافقتها على التحكيم فى 13 يناير 1986.
ويؤكد د. ريحان على أن الأدلة المصرية الدامغة والمثابرة والعزيمة كانت وراء حكم المحكمة الدولية الخميس 29 سبتمبر 1988 فى قاعة مجلس مقاطعة جنيف برئاسة القاضى السويدى جونار لاجرجرين لتنطق بالحق وعودة الأرض لأصحابها فى حكم تاريخى بأغلبية 4 أصوات والاعتراض الوحيد من القاضية الإسرائيلية بالطبع ويقع الحكم فى 230 صفحة ويتضمن القبول بالمطلب المصرى للعلامة 91 .
وقد سجل التاريخ أسماء أبطال هذه الملحمة فى ذاكرة مصر بحروف من نور وعلى رأسهم اللواء بحرى محسن حمدى رئيس الوفد المصرى فى اللجنة العسكرية المشتركة واسم المؤرخ المصرى يونان لبيب رزق وكل أبطال الملحمة وعادت طابا إلى حضن الوطن فى 19 مارس 1989 .