بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
علينا أن نقر ونعترف عن عجزنا كدولة وأجهزة حكومية وأهلية علي تحمل مسئولية توفير السبل الكفيلة المتمثلة في شواهد ودلائل انتصار أكتوبر المجيد عام ١٩٧٣ علي قوات البغي والعدوان والتآمر التي يجسدها الكيان الاسرائيلي الذي يحظي برعاية ومساندة القوي الاستعمارية العالمية.
لقد فشلنا بجدارة منقطعة النظير في تحويل هذه المواقع التي شهدت انتصار قواتنا المسلحة إلي مقاصد ومزارات سياحية محلية وعالمية. إن الاهمال والتسيب وغياب الحس الوطني والتقدير لهذا الانجاز التاريخي العظيم يقف وراء هذا القصور . ما يحدث سوف يخضع للمراجعة والمحاسبة الوطنية من جانب الاجيال القادمة عندما تتاح لها الفرصة للتزود بالمعلومات عن عظمة هذا الحدث العسكري الفريد الذي حققته قواتنا المسلحة.
>>>
إن من حقنا أن نتساءل ونحاسب وزارات الدفاع والسياحة والآثار والمحليات علي هذا الاهمال وعدم المبالاة والجهل الذي وللاسف قد يكون متعمدا. لماذا غابت الاجراءات اللازمة والكفيلة بوضع مناطق العلامات البارزة في انتصار قواتنا في معارك هذه الحرب والمنتشرة علي أرض سيناءوعلي ضفاف قناة السويس علي الخريطة السياحية المصرية. إن ما تحمله هذه الاحداث من شهرة عالمية يتيح لها بكل جدارة أن تجذب مئات الالاف من السياح المصريين والاجانب للقيام بزيارتها وتفقد معالمها.
إنها وبالصورة التي عليها وببعض التدخلات الفنية والتكنولوجية سوف تحكي قصص البطولات التي خاضها رجال قواتنا المسلحة حتي حققوا هذا الانتصار غير المسبوق في التاريخ العسكري العالمي. لا جدال أن المشروعات العملاقة المتمثلة في ربط أرض الفيروز »سيناء» بدلتا الوطن بستة انفاق جديدة سوف تكون عاملا مهما لتبسط الفكر الخلاق لاستثمار هذه المواقع لإثراء السياحة صناعة الأمل في مصر.
>>>
من جانب آخر فإنه من المؤكد أن مشروعات تطوير قناة السويس وإقامة المنطقة التعميرية الاقتصادية العالمية في محيطها بأرض سيناء سوف يضيف بعدا جديدا لامكانيات الاستغلال السياحي لمواقع معركة تحرير هذا الجزء الغالي من أرض الوطن سواء بالنسبة لحركتي السياحة الداخلية أو الخارجية .
إن هذه المواقع وعلي ما أذكر علي ضوء متابعتي الصحفية تشمل عيون موسي ومعركة الممرات والقنطرة ومناطق عمليات عبور أخطر الموانع المائية بما في ذلك المعدات التي تم استخدامها وكذلك معركة تدمير لواء الدبابات وأسر قائده عساف ياجوري . إن ما بقي من دشم خط بارليف التي زعمت اسرائيل وروجت أنه يفوق خط »ماجنيو» الذي كان معضلة الحرب العالمية الثانية لتعطيل حركة قوات الحلفاء.. يعد أيضا مزارا ومكانا لإقامة العديد من المنشآت السياحية.
لا جدال أن ابراز هذه المواقع العسكرية الاثرية سوف يمثل حافزاً للمصريين لبذل ما يستطيعون من أجل الانتصار في معركة بناء وطنهم كما أنه سيكون في نفس الوقت صورة مضيئة لما حققته أجيال أكتوبر من انجازات.