المسلة السياحية
تقرير ثقافي
القاهرة – أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان ” أن مصلحة الخزانة العامة وسك العملة تشارك الدولة في إنجازاتها الأثرية والسياحية بتسجيل الأحداث المهمة التي تعد نقطة تحول تاريخية في ذاكرة مصر المعاصرة ،وأهمها مشروع نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري بالتحرير إلى متحف الحضارة، ومسار العائلة المقدسة كطريق للحج إلى مصر ، ومشروع القاهرة التاريخية أكبر وأجرأ مشروع ترميم وتطوير للقاهرة .
واقتحام كل مشاكلها المستعصية منذ سنوات لإيجاد حلول جذرية لمشاكل التعديات التي تهدد آثارها المتفردة، ومشاكل الحرف التراثية وتطويرها ومشاكل بانوراما الموقع والرؤية البصرية .
عملات تذكارية ومناسبات
وفى هذا الصدد أشار الدكتور صلاح رمضان محمد أمين متحف الخزانة العامة وسك العملة ، أن المصلحة قامت بإصدار عملات تذكارية تسجل أحداث نقل المومياوات وميداليات تذكارية تمثل مسار العائلة المقدسة في مصر وأيقونة العائلة المقدسة ، وقد تم عرضها بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية .
والتي حازت على إعجاب قداسة البابا توا ضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، وتم تكريم المصلحة من قداسة البابا بمقر الكاتدرائية.
كما تم عمل ميداليات تذكارية تمثل بطاركة العصر الحديث البابا توا ضروس والبابا شنودة الثالث والبابا كيرلس السادس ، كما شاركنا مع مكتبة الإسكندرية ومتحف الفن الإسلامي في معرض رحلة النقود عبر العصور بأحدث إصدارات المصلحة من المسكوكات التاريخية ، وهي ميدالية تذكارية تمثل أول دينار إسلامي معرّب كاملًا وهو دينار عبد الملك بن مروان ٧٧ هـ.
اكتشاف مصر
وأوضح الدكتور ريحان أن موكب نقل المومياوات الملكية أعاد اكتشاف مصر خاصة للأجيال الجديدة في العالم التي تابعت الحدث عبر كل وسائل التواصل ، وقد اكتشف العالم القيمة الحضارية لمصر منذ القرن قبل الماضي باكتشاف خبيئة الدير البحري عام 1881 ، وخبيئة أمنحتب الثاني عام 1898 والتي أنشأت بما يسمى بالولع بالحضارة المصرية…
وبدأ التفكير في دراسة الآثار المصرية ليخصص علم خاص بمصر يطلق عليه “علم المصريات” وبالتالي ستقوم الأجيال الجديدة في أوروبا والعالم بالدعاية المجانية عبر كل وسائل التواصل لآثار مصر ، مما سينعكس بشكل كبير على زيادة الإقبال السياحي على مصر لمشاهدة هؤلاء الملوك العظام في موقعهم الجديد.
والتعرف على معالم هذه الحضارة العظيمة التي صنعها هؤلاء الملوك بيد شعوبهم المخلصة لبلادها وحكامها ، وهذا سر تفوق الحضارة المصرية على سائر الحضارات وتميزها كقيمة عالمية استثنائية .
مهد وملاذ الأنبياء
وبخصوص مسار العائلة المقدسة يشير الدكتور ريحان بأن مصر التي شرفت باستقبال أنبياء الله إبراهيم ، وعاش بها نبي الله إدريس ، وكانت ملاذًا أمنًا لنبي الله يوسف وإخوته ، وحضنًا دافئًا تربى فيه نبي الله موسى ، هي التي اختارتها العائلة المقدسة لتكون لها حصن الأمان طيلة ثلاث سنوات و11 شهر جاءها السيد المسيح طفلًا تحمله السيدة العذراء، وعاد منها صبيًا وباركت العائلة أرض مصر من سيناء إلى الدير المحرّق بأسيوط .
وارتبطت بمعجزات للسيد المسيح في الدلتا ، ووادي النطرون وجبل الطير بسمالوط محافظة المنيا ، ودير المحرّق ومازالت آثار هذه المعجزات في التراث اللامادي والشفهي، والتي قامت الدولة بتجميعه وتسليمه للتسجيل تراث لا مادى وشفهي مرتبط بالمسار .
جامعة أسيوط تمنح باحثة دكتوراه في أسرة يوان المغولية بالصين بمرتبة الشرف الأولى
دينار عبد الملك بن مروان
ولفت الدكتور ريحان إلى أهمية دينار عبد الملك بن مروان حيث كانت العملة الأساسية في الدولة الأموية منذ تأسيسها هي الدينار الإسلامي، وسكَّت النقود في الدولة الأموية منذ عهد معاوية بن أبي سفيان ، إلا إنَّها شهدت تعريبًا وتنظيمًا كبيرًا في عهد الخليفة الأموي الخامس عبد الملك بن مروان في سنة 74 هـ، بعد أن أمر بضربها معَ صورة الخليفة وشهادة الإسلام بدلًا من اللغة الرومانية مع صورة هرقل كما كان في السابق، ويعد أول دينار يحمل شهادة ” لا إله إلا الله وحده لا شريك له” .
القاهرة التاريخية
واستطرد ” الدكتور ريحان ” أن القاهرة التاريخية هي المدينة الأثرية الإسلامية المتفرّدة بتنوع آثارها الإسلامية وتتابع عصورها وارتباطها بأحداث تاريخية وأدبية مهمة ، حيث سجلها أديب نوبل نجيب محفوظ في رواياته ، وهى مسجلة كمنطقة تراث عالمي استثنائي باليونسكو منذ عام 1979 .
وتشمل الآثار الإسلامية والقبطية في ثلاث نطاقات وهى منطقة القلعة وابن طولون، الجمالية والمنطقة من باب الفتوح إلى جامع الحسين، منطقة الفسطاط والمقابر والمنطقة القبطية والمعبد اليهودي، واعتمدت حدود واشتراطات تلك المنطقة من المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية طبقًا للقانون رقم 119 لسنة 2008 ولائحته التنفيذية 2011 .
الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار