المسلة السياحية
نورة الكعبي: مشاركتنا في بينالي البندقية تعكس نهجنا الذي يميزنا كوجهة ثقافية رائدة في المنطقة
معرض “محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب” يقدّم عملاً تركيبياً صخماً مكوّناً من 128 قطعة ورق معجّن
إصدار كتاب مُرافق بعنوان “محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب – أعمال فنية: 1986- 2022” بالتزامن مع افتتاح المعرض
سيُعرض العمل الفني في موقع “أرسنال- سالي دي آرمي” المقر الدائم للجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية حتى 27 نوفمبر 2022
الإمارات – افتتحت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب اليوم معرض الجناح الوطني للإمارات في بينالي البندقية 2022، الذي يُقام تحت عنوان “محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب”.
ويقدم المعرض، المُقام تحت إشراف القيّمة الفنية مايا أليسون، المديرة التنفيذية لرواق الفن ورئيسة القيّمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي، عملاً تركيبياً صخماً جديداً للفنان الإماراتي المخضرم محمد أحمد إبراهيم مكوّناً من 128 قطعة ورق معجّن، صمم خصيصاً للجناح الوطني.
فخر واعتزاز
وبهذه المناسبة، قالت نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب: “لطالما اعتبرت وزارة الثقافة والشباب أن مشاركة دولة الإمارات في بينالي البندقية مصدر فخر واعتزاز لدولة الإمارات، لأنها تفتح للعالم نافذة على السرد الثقافي الغني لدولتنا.
ويُعد معرض “محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب” نقطة التقاء بين الثقافات، ويحتفي بهويتنا المتفرّدة بطريقة إبداعية. وتعكس مشاركتنا في بينالي البندقية من خلال هذا المعرض نهجنا الذي يميزنا كوجهة ثقافية رائدة في المنطقة، بينما تعزز الدور المحوري لمؤسساتنا بصفتها جسور تواصل بين دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم”.
تمثيل الجسد وتحولاته الخيالية
ويأتي العمل الفني تجسيداً لموضوع الدورة الحالية من المعرض الدولي للفنون في بينالي البندقية، المقام تحت عنوان “حليب الأحلام”، ويتطرّق إلى مسألة تمثيل الجسد وتحولاته الخيالية، كما يبرز العلاقة الممتدة بين الجسد والأرض.
ويقدم الفنان الإماراتي عملاً تركيبياً مكوناً من مجسّمات بحجم الإنسان مصنوعة بأسلوب نحتي مجرّد ومتناغم مستمد من التشعبات الشجرية، ومستوحاة من العلاقة الوطيدة التي تربط الفنان ببيئته المحلية في مسقط رأسه، خورفكان – تلك المدينة التي تحيطها الجبال على الساحل الشرقي من إمارة الشارقة في دولة الإمارات.
وقد استُوحي عنوان المعرض “بين الشروق والغروب” من تجربة الشاعر الحسية وعلاقته المتطورة مع الضوء، حيث تلقي الجبال بظلالها وقت الظهيرة على أطراف المدينة، ثم تعود هذه الظلال لتتلاشى بعد الظهيرة عندما تبدأ الشمس بالمغيب والاختفاء وراء الجبال وهي تغرب في الجانب الآخر من دولة الإمارات.
ويتميز التركيب الفني الذي يقدمه محمد أحمد إبراهيم بتمايز الألوان والأشكال بين المشرقة النابضة بالحياة إلى التباين الخافت بين الأبيض والأسود، ليأخذ المشاهد في رحلة تستعرض الأجسام ومراحلها التحوّلية.
وقد صمم الفنان الإماراتي العمل التركيبي من الورق المعجن والمواد الطبيعية الخام، مثل الطين وأوراق الشجر والشاي والقهوة والتبغ.
خورفكان تنبض بالحياة
وتعليقاً على مشاركته، قال الفنان محمد أحمد إبراهيم: “أشعر دوماً بأن مدينة خورفكان بجبالها ووديانها وبيئتها الحضرية والريفية تنبض بالحياة.. لدي ارتباط وثيق بهذه المدينة التي لا مثيل لها، وأستلهم منها شعوراً غامراً أترجمه إلى أرض الواقع عن طريق الفن. عندما أمشي بين جنبات الطبيعة في هذه المدينة الساحرة، أرى الأشياء بأسرارها ومكنوناتها، ويدفعني ذلك إلى تفريغ طاقتي الإبداعية بأسلوب فني، وغالباً ما أترك لمحبي الفن حرية تفسير أعمالي الفنية بالشكل الذي يرونه مناسباً، لذلك أتركها من دون نهايات أو أُطر محددة.
إنه لشرف كبير لي أن يقع علي الاختيار لتمثيل دولة الإمارات في بينالي البندقية، وأتمنى أن أكون على قدر المسؤولية التي كُلّفت بها.
لقد كان للقيّمة مايا أليسون ورؤيتها الفنية تأثير مميز على أعمالي طوال سنوات، وخصوصاً في الوقت الحالي. وتُعد مشاركتنا في الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة بالمعرض الدولي للفنون ببينالي البندقية الطريقة المثلى للاحتفاء بمعرضنا الخامس معاً”.
بين الشروق والغروب
ويقدّم المعرض جانباً من أعمال الفن المعاصر للفنان محمد أحمد إبراهيم مستوحاة من علاقته الوطيدة مع الطبيعة الساحرة في دولة الإمارات. وبالتزامن مع افتتاح المعرض، أطلق الجناح الوطني لدولة الإمارات كتاباً بعنوان “محمد أحمد إبراهيم: بين الشروق والغروب/ أعمال فنية 1986 – 2022” ،يرصد أعمال الفنان الإماراتي الرائد بشكل شمولي حتى الآن، ويتناول الفنان ضمن إطار تاريخي فني عالمي.
ويستعرض الكتاب، الذي شاركت في تحريره كل من مايا أليسون، وكريستيانا دي ماركي، الفنانة والقيّمة والشاعرة، مقالات مستفيضة عن الفنان بقلم علماء وفنانين ورفاق درب وشعراء وقيّمين فنيين، كما يتناول اللوحات التجريدية البيومورفية التي قدّمها الفنان في الثمانينيات، وتجارب عمله مع المواد الطبيعية وابتكار فن الأرض في تسعينيات القرن الماضي، وتطور أعماله النحتية حتى الوقت الحالي، كما يتطرق إلى سرد محطات مسيرته الفنية بنظرة شاملة. وستقوم دار “كاف” للنشر والتوزيع بإصدار الكتاب.
بصمة متزايدة و مثمرة
من جانبها، قالت القيّمة الفنية مايا أليسون، المدير التنفيذي لرواق الفن ورئيسة القيّمين الفنيين في جامعة نيويورك أبوظبي: “أمضى محمد أحمد إبراهيم جلّ وقته طوال العقود الأربعة الماضية في تطوير ممارسات الفن التجريبي، ونرى بصمته المتزايدة والمثمرة في هذا المجال، كما يُعد أحد رواد هذا الفن إلى جانب عدد من الفنانين الذين يشاركونه التزامه الثابت بذلك.
تعرفت إلى تاريخ الفن الإماراتي ودرسته بتمعّن بواسطة عملي مع محمد أحمد إبراهيم والفنانين في مجتمعه، وقد غيّر ذلك من طريقة تفكيري وأسلوب تقييمي الفني للمعارض.
منصة ثقافية دولية
وفي السياق ذاته، قالت ليلى بن بريك، مدير ة التنسيق في الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية: “يأتي سرد القصص الملهمة لدولة الإمارات في صميم رؤية الجناح الوطني، ويسرنا أن نكشف هذا العام عن العمل الفني الجديد الذي يحمل ثمرة عقود من الفن والإبداع الذي يتميز به محمد أحمد إبراهيم، ويوثق بشكلٍ كافٍ سنوات من تاريخ الفن الإماراتي عبر أول كتاب شامل عنه. يدعم معرض “بين الشروق والغروب” جهودنا لتوفير منصة ثقافية دولية لتقديم المواهب المحلية والفن والتراث الإماراتي إلى العالم”.
تعزيز معرفة العالم بالمشهد الثقافي المحلي
ومن جانبها، قالت أنجيلا ميجلي، المديرة التنفيذية لمؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان: “يعكس الجناح الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة في بينالي البندقية التزام مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان بالاستثمار طويل الأمد في المواهب والمنظومة الفنية لدولة الإمارات العربية المتحدة. ومنذ أول مشاركة لنا في البينالي عام 2009،
أضافت معارض وكتب الجناح الوطني لدولة الإمارات مواد بحثية جديدة وبرامج تحفز على الإبداع والتفكير وتهدف إلى تعزيز معرفة العالم بالمشهد الثقافي المحلي.
يعد بينالي البندقية من أهم الوجهات الفنية في العالم التي تساهم في مد جسور التواصل والحوار الثقافي، ومناسبة ثقافية مهمة تسلط الضوء على فنانين استثنائيين مثل محمد أحمد إبراهيم”.
حضور المعرض
وحضر افتتاح المعرض كل من نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب؛ والشيخة حور القاسمي، مؤسِسة ورئيسة مؤسَسة الشارقة للفنون؛ عمر عبيد الشامسي، سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية؛ والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، مؤسس منصة أ.ع.م اللامحدودة وأحد رعاة مركز جورج بومبيدو في باريس والمتحف البريطاني في لندن؛ و سعيد خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»؛ ومارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي.