المسلة السياحية
بقلم : مصطفي فنوش
ΟΟ بعد رحلة مليئة بالإصرار والمثابرة واصلت تعليمي منذ أواخر السبعينات في المدارس المسائية بدرنة أخذت الابتدائية والإعدادية والثانوية حينها كنت مراسل لجريدة الجهاد والفجر من مدينة درنة وكنت متزوج ولدي ثلاث بنات . وحينما تحصلت على الثانوية العامة عام 1984.
انتقلت للعمل بمركز الصابري الثقاقي في الفترة المسائية سبحان الله تغير الحال والعمل معا بعد أن كنت أعمل في النهار وادرس في الليل أصبح العكس طالب نظامي في الصباح بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة قاريونس واصبح المساء للعمل .
وبفصل من الله لقد تفوقت رغم العمل ومشاكلة الحياة الزوجية ومتطلباتها وتحصلت على ليسانس الآداب قسم الإعلام .
ثم أصر الأستاذ الدكتور عبدالسلام الزليتني علي بضرورة الالتحاق بالدفعة الأولى لدراسات العليا عام 88/89، وتحصلت على أعلى الدرجات في مواد الدبلوم التخصصية في الإعلام والمادة الوحيدة التي عرقلتني هي من خارج نطاق الإعلام في الدراسات الدنيا والعليا التي يعطيها أستاذ من مدينتي” درنة ” وهي مادة الإحصاء .
&&&&&&&&&&
وقبل الامتحان قابلني دكتور فاضل مشهود له بالكفاءة العلمية والأخلاق من أن هناك من سيستهدفك من أبناء مدينتك” خذ حذرك” قبل دخولك للامتحان ، وعلى الفور قابلت دكتور المادة من أجل الاعتذار على مواصلتي لظروف عملي ولدي ظروف عائلية ولكنه قال كيف وانت ابن شارعي ومدينتي أن تعتذر وأنت طالب كفئ، وأنا لم اتعود على رسوب طلبة الدراسات الجامعية فهل يعقل أن ارسب طالب دراسات عليا ؟!
ادخل الاطمئنان لقلبي وكنت مواظب الحضور والمشاركة في المحاضرات وكنت سعيد يوم الامتحان فقد أجبت على كافة الأسئلة ، ولكن المفاجأة بأن منحني ضعيف في المادة وهو يعرف بأنها فرصتي الأخيرة …
وبذلك يكون أستاذ علم النفس ابن مدينتي من يساهم بصدور قرار فصلي من الدراسة كان مؤلم على نفسي الظلم والجور من أستاذ جامعي درس في جامعات أمريكا .. الغريب لم تكن بيننا مشاكل ولكن عرفت بأنه كان تحت تأثير زميل له أستاذ من درنة .
وتوقفت رحلة المثابرة من السبعينات حتى التسعينات وبعثت الجامعة زملائي الطلبة والطالبات بعد تحضير الماجستير الإفادة لدراسة الدكتورة .
كنت حينما أعترض لإحباط في الحياة لا أضعف أمامه بل ابحث عن موضوع أخر يكون قادر على أن ينسيني مشكلتي ويكون نجاحي فيه دواء للاثنان معا تحويل فشلي الي نجاح ، وبعد اكثر من خمسة عشر سنة تحكم علينا الاقدار بأن نلتقي أنا واستاذ علم النفس ثلاث مرات في الأسبوع ، فكانت ابنتي وابنته زميلات في كلية الصيدلية ومن الطبيعي كلانا يحضر لتوصيل ابنته وكنت لا أعيره الاهتمام في دخولي وخروجي لكلية الصيدلة، وفى احدى المرات وانا في حالة انتظار ابنتي قدم إلي واطلق السلام فاقمت من فوري برد التحية وخرجت من المركبة ابتسم وقال لازلت زعلان مني ؟!
قلت كيف وانت أول وأخر أستاذ من مدينتي يقرر طردي من الدراسة ، قال يمكن اصلاح ذلك قلت كيف قال غدا نلتقي
عند رئيس قسم الإعلام ،وفعلا قابل رئيس القسم بشأن اعطائي فرصة الرحمة في مادة الإحصاء ، وافق رئيس رئيس القسم ولكن عميد كلية الآداب قال كان طالب عندك وكانت الرحمة في يدك اما الآن فلا يمكن ذلك ..!
&&&&&&&&&&
وبعد ثلاثون عاما يتحمس المرحوم الدكتور محمد المهدوي أستاذ الجغرافيا السياسية في الجامعات الليبية ويصر على ضرورة استكمال دراستي ويبذل الجهد حيث امنح فرصة استكمال مادة الإحصاء، وكانت مع البروفسور عبدالغفار المنفي وكان يدرسها بطريقة حديثة يستفاد منها في الدراسات الإعلامية ، وكان أستاذ متمكن من مادته ويطبق في أفضل البرامج والدراسات المعاصرة .
وفعلا بعد نجاحي قررت أن اختار موضوع الرسالة .. بحيث يكون إضافة جديدة في لبنة بنيان الصحافة الليبية .. كان موضوع يحتاج الي البحث والتنقيب على اعداد صحيفة الوطن التي لم تكن متوفرة في مكتبة جامعة بنغازي ، او دار الكتب أو السرايا ومركز جهاد الليبيين ، ولكن الإصرار والمثابرة جعلتني اتحصل على اعداد الدراسة البحثية من مكتبات الأدباء والمثقفين في مدينتي درنة وبنغازي.
•• وبهذا تنتهي رحلة المعاناة والألم التي عشتها ثلاثون عاما منذ تخرجي حتى حصولي على رسالة الماجستير التي استلمتها اليوم بفضل من الله ومنة