المسلة السياحية
بقلم : أشرف الجداوي
©© بين طموحات الشباب و وهج الأحلام ” الطازجة ” في ” سياحة جديدة ” و واقعية شيوخ الصناعة التي اكسبتهم خبرات السنين ومعايشتهم اليومية ” هم وحزن وكآبة وعدم يقين في مستقبل السياحة في مصر ” الا قليلا منهم ” مازال يري نقطة ضوء في الظلمة الحالكة لواقعنا السياحي ، يسعي الشاب الطموح ورجل الاعمال الناجح أحمد الوصيف رئيس اتحاد الغرف السياحية علي إعادة رسم خارطة طريق ورؤية استراتيجية لقادم الأيام للسياحة المصرية التي مر في نهرها مياه كثيرة جرفت بكل اسف و بعنف ما استطاع جيل الخبراء وشيوخ السياحة والتنمية الفندقية ان ينجزوه علي أرض الواقع .. فهل ينجح الوصيف ويفعلها هذه المهمة الانتحارية في تقديري .. دعنا ننتظر ونري ..!©©
وتأتي مناسبة سطور اليوم عن تلك الاستراتيجية لمستقبل صناعة السياحة في مصر في ظل رؤية الدولة الجديدة 2030 لمستقبل البلاد والعباد واحوال ” صناعة الامل ” كما وصفها الدكتور البلتاجي الوزير و المعلم رحمه الله ..
أحلام ممكنة
واليوم يقدم ” الوصيف ” على مثل تلك المهمة الانتحارية باعتباره رئيس اتحاد الغرف السياحية وأعضاء مجلس اداراته علي وضع استراتيجية للسياحة لتصحيح المسار واستكمالا لما زرعه جيل الإباء الخبراء المؤسسين لنهضة السياحة المصرية ” أطال الله في عمر الاحياء منهم ورحمه الله من رحل “، ويسعي وفريقه لاستشراف أحلام ممكنة في ان تصل حركة السياحة الوافدة الي مصرنا في 2030 لما لا يقل عن 30 مليون سائح ، وبلوغ الطاقة الفندقية الي ما لا يقل عن 600 الف غرفة فندقية بطول مصر وعرضها ، وان يجني ثمار السياحة المستدامة والشاملة والمتكاملة حقا وصدقا عموم أولاد المجتمع المصري وليسوا وجهاءه فقط كما الحال الان، ولا تكون مجرد شعارات رنانة علي لسان بعض المسئولين لاتسمن ولا تغني من جوع ..
السياحة خير لينا كلنا
فالمنطق القويم ان تكون” السياحة خير لينا كلنا ” كما اطلقها الملهم الفريد في ابتكار أليات وأدوات مغايرة للترويج السياحي والتنشيط الداخلي والخارجي وأخر رجالات تنشيط السياحة المصرية بلا جدال ” عمرو العزبي ” والذي أحدث طفرات في فكر وعمل الهيئة لم لن تتكرر ، فالرجل كان عبارة عن ماكينة أفكار سياحية متدفقة .. قليل الكلام كثير العمل والابتكار ، ولكن كالعادة لم يستفد من شخصه وتستغل خبرته العريض في هذا المجال لأسباب غامضة …. مع خروجه لبلوغه سن التقاعد الوهمي .. لأنه في تقديري سن الوهج و الألق الفكري وتلك قصة أخري لا مجال لها اليوم للخوض فيها ..
مصر تستحق
ومن نافلة القول ان تؤكد المؤكد وان نزيد مرة اخري ” ان مصر في عالم السياحة تستحق .. ليس من منطلق ووازع الحب للوطن فقط ولكن كما اجتهد وبرهن المفكر العبقري الراحل الرائع جمال حمدان في بحثه الشهير ” شخصية مصر ” دراسة في عبقرية الزمان والمكان ،وكفي فالحقيقة ” مصر تستحق ” ان تنال نصيبها العادل من حركة السياحة العالمية ، و” مصر تستحق ” ان تتصدر بلا منازع منطقة الشرق الأوسط وافريقيا ولا أقول ” أو منافس” فلا يجوز أساسا ان توضع مصر بقيمتها الحضارية والتراثية والإنسانية بجوار الدول الأخرى في المنطقة مع كامل احترامنا لتلك الدول ” مهما جرت وسعت وانتجت وابتكرت في عالم السياحة العالمية ،واقامت الدنيا ولم تقعدها بحملات ترويجية وتنشيطية بملايين ملايين الدولارات … فأن مصر تستحق بلا تكلف ولا عناء الأفضل و لا يعترف بالحقيقة ويؤمن بها الا الصادقين مع أنفسهم .. شاء من شاء وابا من أبا .. حتي ولم نكلف أنفسنا مليما واحدا للترويج السياحي .
الصدق مع النفس
ولعل جل ما تحتاج اليه السياحة المصرية هو ” ترتيب الأولويات والصدق مع النفس أولا لضبط البوصلة للانطلاق ” وهو ما شرع في تنفيذه ” الوصيف ومجلسه الموقر ” عندما اخذ القرار لاستكمال مشروع اعداد استراتيجية لصناعة السياحة في مصر ، وكان الخبير السياحي القدير الهامي الزيات الرئيس السابق للاتحاد المصري للغرف السياحية قد شرع بالفعل في عمل تلك الاستراتيجية في العشرية الأولي من القرن الحالي ، واختار وأعضاء مجلسه المقدر في حينه شركة متخصصة إيطالية للقيام بتلك الدراسة والمهمة ، ولكن لظروف عديدة لامجال للخوض فيه اليوم لم يكتمل تنفيذ مشروع الاستراتيجية و أرجئت الي حين بعد ما تغير مجلس إدارة الاتحاد .. و كان السر الأكبر وراء التغيير ان المجلس بقيادة ” الزيات ” يعمل ويفكر ويبدع ويبتكر و يعد دراسات مطلوبة للقطاع ومن ثم لا يجوز ذلك و لا معقب فقط اعلم صديقي القارئ انه ” جرت في النهر مياه كثيرة ” وهو ما كان وحدث وما لم يحدث علي حد ظني ..!
المراوحة في المكان
و بحسب ما أوضح ” الوصيف ” لكتاب السياحة وصحفيين الملف السياحي بالصحف والمواقع الإخبارية فقد أثر الشاب النشيط الحالم الذكي السلامة ، وبعد دراسة متأنية لأي من الشركات العلمية الدولية المتخصصة في اعداد مثل تلك الدراسات الاستراتيجية في المقاصد السياحية تصلح لسياحة مصر ،وقع اختياره وأعضاء المجلس على نفس الشركة .. وهو الامر الذي يحسب لهم لا عليهم ، والامر الاخر الذي اضعه في رصيده بالإيجاب ” صراحته التي تفوق الاحترام عندما اعلن دون خجل ان فكرة جلب شركة متخصصة أجنبية لأعداد الدراسة وهناك شركات أخري او معاهد بحثية مصرية قادرة علي اعدادها …
قال ببساطة ” ان الموروث النفسي و الإنساني والتراثي للإنسان المصري سوف يجعله يرفض تماما فكر الاخر ولن يتقبله بسهولة لمجرد انه مصري مثله .. لأنه دوما يري نفسه الأكثر علما و خبرة وفكرا وحكمة … ومن هنا تدب الخلافات والصراعات فالجميع ولله الحمد خبراء أفذاذ في مجالاتهم سواء وكلاء سياحة او فندقيين أو في مجال العاديات والسلع السياحية ،او المطاعم .. والجميع يعرف مشكلات السياحة وأيضا الحلول ولكن من ينصت لمن ومن يستجيب لمن ” حوار طرشان ” لا فائدة منه ولا طائل وفي النهاية تكتشف ان الجميع في صناعة السياحة المصرية يمارس المراوحة في المكان ولا نتقدم خطوة للأمام وتلك هي المعضلة الكبرى في نظري وتقديري ..؟!
الصورة الكاملة
ومن ثم كان القرار بجلب شركة إيطالية لإعداد الاستراتيجية لصناعة السياحة المستدامة 2030 يسألون و يطلبون ويعاينون مراكز التنمية السياحية على أرض الواقع في المحافظات المختلفة ،ويتأملون ويراقبون الصورة بكل مشتملاتها من الخارج بخطوة ويظل الأجنبي متحررا من كل الأشياء والاهواء التي تميل بأهل البيت كل الميل لحاجات في نفس يعقوب وليس حاجة واحدة ، و نحن نوفر الإجابات ونسهل عملهم ونمدهم بالتقارير المطلوبة لإتمام عملهم بطول مصر وعرضها ، وفي النهاية يضعون التوصيات الصائبة اللازمة الضرورية دون محاباة لفريق علي أخر ، ويقترحون مواعيد البدء فيها والانتهاء منها أيضا في عملية بناء هندسي يتكامل لبنة لبنة حتي تصبح الرؤية الاستراتيجية للسياحة 2030 حقيقة واقعة علي أرض الواقع وأهدافها ونتائجها تتحقق ، تتكامل وتتوافق وتتماهي مع الرؤية العامة للدولة المصرية 2030 .
وكان هذا تلخيص للأفكار والاقتراحات و الاحلام التي باح بها الشاب الطموح والقائد الميداني لفصائل قطاعات السياحة المصرية المتناحرة دوما و المتوافقة لحظات قليلة من عمر الزمان ” احمد الوصيف ” رئيس الاتحاد ، وتبقي لنا كلمة …
أهل مكة أدري بشعابها
قدر ” الوصيف ” ان يتحمل المسئولية وأعضاء مجلسه كاملة في الانتهاء من الاستراتيجية للسياحة المستدامة بعد جلسات وجلسات ومناقشات مطولة مع تقريبا كافة فئات القطاع السياحي والفندقي في الجمهورية وجمعيات رجال الاعمال و المستثمرين في المناطق السياحية المختلفة ، ووضع كل الأفكار والمقترحات والتوصيات والحلول وكذلك الاحلام الممكنة القريب منها والبعيد أيضا في رؤية فكرية جادة تتسق وتتناغم مع رؤية الدولة بقطاعاتها المختلفة ، ولا لوم ولا عتاب ان لم ينجح اتحاد الغرف السياحية ورئيسه في مهمته الشاقة …
خاصة وان التعليمات جاءت واضحة وصريحة من الدولة بتكليفهم بتلك المهمة الشاقة بمفردهم دون تدخل مطلقا من كافة الأجهزة الأخرى من منطلق ومبدأ ” أهل مكة أدري بشعابها ” ، و من ثم ” أهل السياحة أعلم بهمومها واحلامها ” وهو الامر الذي أعارضه تماما و لا اتفق معه في الفكرة ذاتها ، وهي قصة أخري لا يسع المجال لمناقشتها اليوم ، فهل ينجح الوصيف في مهمته الانتحارية … ؟!