المسلة السياحية
بقلم : أشرف الجداوي
©© ارتفع ضغط دم العبد لله مرتين خلال 24 ساعة بعد قراءتي لخبرين الأول يخص السياحة المصرية والأخر يخص السياحة التركية ، و في المرة الأولي اليكم وقائع ما حدث .. ورد الي بيان صحفي من وزارة الزراعة أسف لا مؤاخذة ” السياحة ” والتي اتابع أخبارها بحكم تخصصي منذ نحو 30 عاما .. و انبهرت بالأفكار الجبارة التي قفزت عارية خارج الصندوق تقريبا متر ونصف أمام الجميع دون خجل يا سادة .. من البيان ” عشرات الجمل المنتظمة ” تفيد ان الوزارة شاركت في مهرجان المانجو بالإسماعيلية بهدف تنشيط السياحة الداخلية و المصريين علي أبواب الموسم الدراسي الجديد وهمومه .. و مع كامل احترامنا لصديقنا العزيز “ زعزوع ” الوزير السابق للسياحة صاحب مقولة ” فكر خارج الصندوق ” ، ولكن فيما يبدو ان فكرة الفعالية السياحية المدهشة هذه المرة خرجت من صندوق المانجو الوزاري طازجة ” صفراء لا شية فيها ” ..!
اذ اتحفنا الوكيل الدائم و” ما دائم الا وجه ” لوزارة السياحة كما حدد تلك الدرجة الوظيفية ووصفها قانون الخدمة المدنية الجديد رقم 81 لعام 2016 بالفكرة العبقرية تنشيطا للسياحة الداخلية ،ومن قبل كان هذا ” الدائم ” الرئيس التنفيذي لتنشيط السياحة ، ومؤخرا تم استبداله بأخر في أمور التنشيط بحسب رؤية الوزير السابق العناني وقراره ، واختار له هذا المنصب وابدله دارا خير من داره ، ومن بعد خوفه آمنا في الوزارة كمعاون للوزير في اختصاصاته ، و فتح له باب رزق اخر فيما يبدو ارحب واوسع يشمل الوعي السياحي والأثري والسياحة الداخلية ، و كما أفاض عليه من جود كرمه بمنصب الوكيل الدائم للوزارة .. كفانا الله وكفاكم قلة الرزق والحيلة ..!
و بعد ان استقر الوكيل علي كرسي الديمومة ” وما دائم الا وجه ” و طاب له المن والسلوي علي المائدة الوزارية ، قرر ان يبهرنا بالأفكار الخنفشارية علي رأي عمنا الكبير ” محمود السعدني ” في أمور الوعي السياحي والسياحة الداخلية ، و فكر وقدر و قرر ان تشارك السياحة في مهرجان المانجو بالإسماعيلية و يقوم بدعوة مجموعة من تلامذة المدارس وطلاب الجامعات بعدة محافظات ، وعددا من المدونين والمؤثرين المصريين الذين يتمتعون بنسبة متابعة عالية على منصات التواصل الاجتماعي وعتباته الطاهرة علي حد وصف البيان الصحفي ، والله أعلم بحجم متابعيهم وتأثيرهم علي أهل مصر المحروسة .. وهو ما كان وحدث في محافظة الإسماعيلية أمس الأول .
فواكه الأفكار
هكذا تمخض ” الدائم ” بالوزارة ” وما دائم الا وجه ” بفواكه الأفكار وقرر علي حين غرة ” ان المانجو ” تكثف الوعي السياحي و الأثري لدي المصريين وتنشط لديهم لا مؤاخذة السياحة الداخلية ، والغدد الليمفاوية والروماتيزم الفكري وتحارب الشيخوخة أيضا من خلال فواكه الموسم ..!
ولا أعرف بالضبط العلاقة السببية أو النسبية ” لا سمح الله ” بين المانجو و الوعي السياحي والتنشيط .. وتذكرت أغنية شعبية سمعتها منذ سنوات عديدة مضت في ” تاكسي ” كنت استقله من منزلي لدار الهلال بالسيدة زينب حيث مكتبي ، وكان المغني” سعد الصغير ” يكرر في همة يحسد عليها ” انا كنت بحب المشمش دلوقت بحب المانجة ..يا مانجة “… واستغرقتني الفكرة ولم أفق من نشوة ” الفكر المنجوي ” الا علي محصل فواتير الكهرباء يطرق باب المنزل واسرعت بالدفع وعدت لحالة الشجن و التأمل في المشهد القديم مرة أخري … و جدتنى أدندن هامسا ” دلوقت بحب المانجة… يا مانجة ” عندما شرعت في اعداد كوب قهوة سادة استعدادا للجلوس علي مكتبي المتواضع في البيت لمتابعة أحوال العالم والسياحة والسياح .
اللهم لا حسد
اما الخبر الثاني الذي رفع ضغطي مجددا للأسف بعد هبوطه خلال اقل من 24 ساعة ، وجدد الاحزان في قلبي علي حال السياحة في مصر .. كان بيان وزارة السياحة التركية الصادر صباح أمس الاثنين الذي جاء يزف لأهل صناعة السياحة التركية البشري و التهنئة والأماني الطيبة لتحقيقهم الأهداف المرجوة من خطة عملهم خلال ال 7 شهور الأولي من العام الحالي 2022 اذ بلغت حركة السياحة الوافدة لهم نحو 23 مليون سائحا من شرق وغرب الكوكب ..
ما شاءءءء الله و لا حول ولا قوة الا بالله دون حسد ربنا يزيدنا ويبارك لهم … ونحن يا سادة أغير على بلدنا و سياحتنا المغلوبة علي أمرها مازالت تروج وتنشط أمورها بالمانجة ، ومازلنا في انتظار صندوق “عيسى ” ومفاجأته وأفكاره الاقتصادية التي تحدث بها رئيس الوزراء و اخرين من أهل العلوم والمعارف و دروب السالكين وأهل الخطوة …لتنويرنا بأهمية الانفعال الاقتصادي والاستثماري في رسم صناعة السياحة الجديدة لأننا كنا فاهمين السياحة لا مؤاخذة شمال ببساطة طوال السنين الماضية .
أهل اليمين
فهل يدركنا الوزير الجديد وينتشلنا من طريق أهل الشمال واخطاره واهواله التي لا قبل لنا بها في عوالم السياحة والسفر ، و يدفع بنا الي جهة اليمين و أهله وظله المدود لتنال مصر العزيزة حصتها المستحقة من حركة السياحة العالمية … بعيدا عن المانجة وسيننها ..!