بوابة السياحة العربية
بقلم : د. عبد الرحيم ريحان
©© لحظات فارقة في تاريخ مصر يجب أن يتوقف عندها التاريخ ليسجلها، يجب أن تقف لها الذاكرة الوطنية بكل إباء وشموخ لتسطّرها في صفحاتها المضيئة .. نعم أنه عمل غير مسبوق بكل المقاييس يكشف عن شخصية إنسان قبل أن يكون رئيسًا للجمهورية، يشعر بآلام المواطن ويعيش آماله ومستقبله .
وقبل حلول شهر رمضان بأيام كانت المفاجأة الكبرى التي تمثل جبرًا للخواطر وهى تساوى عند المولى سبحانه وتعالى الكثير يفرج الرئيس السيسي رئيس الجمهورية عن 85 شخص من الغارمات والغارمين ليستقبلوا فرحة شهر رمضان المعظم مع ذويهم ، وإصرار على حضور ذويهم لاستقبالهم وتوزيع الهدايا عليهم ليسجل التاريخ موقف درامي واقعى يعجز أعظم المخرجين عن تصويره والإبداع فيه لأنه يحمل الصدق بكل معانيه .
منهم سيدات تجاوزن الستين يبدو عليهن ملامح ضربات الزمن كن ضحية الظروف أو تجار مستغلون باعوا لهم سلع لم تتجاوز الآلاف واستلموا منهم وصولات أمانة مفتوحة يضعون بها أي رقم ليزجوا بهم في السجون .
شخصية رئيس
أنا عن نفسى كرجل لم تتوقف دموعي منذ مشاهدة هذا المنظر أمس وحتى كتابتي لهذه الكلمات، استشعرت كم الدعوات لهذا الإنسان العظيم فهو قلب كبير في شخصية رئيس أحب شعبه فأحبه، جبر بخاطره ولن يخذله الله أبدًا بحق دعوات هؤلاء وذويهم في مقتبل شهر كريم فمهما حاول الحاقدون سل سيوف ألسنتهم السليطة وبثوا مكرهم فلن يصيبه شيء بإذن الله تعالى ولم يصيب مصر أي مكروه بهذه القلوب الرحيمة .
&&&&&&&&&&
فضائل جبر الخواطر
ومن أجمل فضائل جبر الخواطر، إنها وسيلة للوصول إلى رحمة الله في الدنيا والأخرة، فجاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “من يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والأخرة”” وأيضًا “الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” .. ويقول بعض السلف “من مشى في حاجة أخيه جبرًا للخاطر، نال معية الله في المخاطر” .
أتمنى أن تذيع كل الفضائيات هذه اللحظات من وقت لآخر، أتمنى أن يتناولها عمل درامي يرسخ لمبادئ القيم الإنسانية، مبادئ الرحمة والتراحم بين البشر، لتكون قدوة لكل القيادات في مصر في كل موقع، وأن يكون اختيار القيادات على أسس أخلاقية فمهما كانت مقومات الشخص العلمية والإدارية والخبرات فبدون الأخلاقيات فكل هذا إلى زوال .
ومهما حصّلنا من أموال وانتزعت منها البركة فلا جدوى لها، فالبركة شاملة في العمر والصحة والرزق وهى متوازنة لدى الجميع ولكل منها درجة فإذا حسب كل إنسان مجموع درجاته سيجدها تساوى درجات الآخرين، ولكن المعضلة هي نظرة الإنسان لكمال الغير في النقص فيه كما يعتقد، فإذا نقص ماله نظر لمال غيره دون النظر لما نقص في هذا الشخص، وإذا ضعفت صحته عاب على الآخرين الصحة، وجحد بكل ما أنعم الله عليه من نعم، ولو خير إنسان في ضيق في الرزق أم ضيق في التنفس فماذا يختار ؟!
جحودنا بالكمال فينا وبما أنعم الله به علينا من نعم تغرقنا من فوقنا ومن تحتنا هي الطريق لزوال النعم، وكرهنا للنعمة عند غيرنا هي بداية زوالها منا، وهناك قول نردده دون أن نعى معناه يحمل الجحود والنكران المثل الذى يقول “يدى الحلق للي بلا ودان” ونسى من هو المعطى وما حكمته في العطاء .
&&&&&&&&&&
مواطن الكمال والجمال
كل شخص لديه كمال في ذاته أنعم الله به عليه وبركة تغمره لا يستشعرها إلّا إذا انتزعت منه، فاحرصوا على كشف مواطن الكمال والجمال فيكم، ستكتشفون الكثير الغائب بين الجحود والشكوى الدائمة لغير الله من ضيق الرزق أو اعتلال الصحة وغيرها، فإذا كان ما بك من الله فلا ملجأ منه إلا إليه، وتقبل اختباراته وبلاءاته بالرضا فمع البلاء ينزل الفرج فلا تستعجله، فإذا فتحت أمامك طاقة حزن من ابتلاء وقدر قدّره الله عليك فلا تركن إلى التمادي في الحزن والشكوى بل اغلقها بالرضا، أمّا إذا استحببت الحزن وعشت فيه وعشته فستتسع طاقته ودائرته مما يفوق طاقتك .
شكرًا فخامة الإنسان الرئيس، شكرًا على جبر الخواطر، شكرًا على إدخال السعادة على الآخرين، وسر فى طريقك ونحن معك في كل خطوة، زرعت فينا الحب والانتماء فأحببناك .
أرضك مباركة وتحكم شعبًا تعمه البركة كما جاء في الآية 8 من سورة النمل «فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِىَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا» وهى تعنى بركة أشخاص ممثلة في نبى الله موسى وبركة مكان وإنسان حيث أن الوادي المقدس كله مبارك كما جاء في الآية الكريمة رقم 12 من سورة طه إ”ِنِّىٓ أَنَا۠ رَبُّكَ فَٱخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى” .
وبالتالي فإن سيناء وأهلها وكل من يعيش عليها وكل من يزوها تعمه البركة ، وتنعكس هذه البركة على كل أرض وشعب مصر فسر على بركة الله .