بوابة السياحة العربية
كتب د. عبد الرحيم ريحان
©© تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة وبدعوة من الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة والدكتورة علا العجيزي مقررة لجنة التاريخ والآثار بالمجلس عقدت أمسية رمضانية بعنوان ” التقاليد الرمضانية في مصر من العصر الفاطمي حتى الآن” التاسعة مساء أمس الأحد 9 إبريل الجاري بقاعة المجلس بساحة دار الأوبرا .
أدار الأمسية الدكتور جمال شقرة أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة عين شمس ، و
شارك بالأمسية الدكتور أيمن فؤاد سيد رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية متحدثًا عن “أصول الاحتفالات الرمضانية في العصر الفاطمي” ، والدكتور خلف عبد العظيم الميري أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية البنات جامعة عين شمس متحدثًا عن ” التقاليد الرمضانية ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين ” .
عصرنة التراث
وأشار الدكتور جمال شقرة إلى أن الشخصية المصرية لم تتأثر بكل من دخل أرضها عبر تاريخها بل مصرته وأخذت منه ما يتوافق مع شخصيتها فقط ، وأن الشخصية والهوية المصرية لها أبعاد تاريخية وجغرافية ،
وأشار إلى نقاط هامة وضعها في عبارات قوية مثل “عصرنة التراث وتأصيل المعاصرة” بمعنى أن مصر تأخذ التراث وتعصرنه وأشار إلى الهوية الوطنية في عالم متغير .
العصر الفاطمي
وأوضح الدكتور أيمن فؤاد أن شعب مصر أثبت قوته في مواجهة المشكلات عبر العصور، وحتى في الفترة الفاطمية لم يحاول الفاطميون تحويل المصريين إلى المذهب الإسماعيلي وإنما سعوا لنشر جو الاحتفالية إمعانًا في البيزنطيين ، وأن عادة قراءة القرآن قبل آذان الجمعة عادة مرتبطة بمصر فقط حيث كانت من ضمن عادات رمضان في العصر الفاطمي .
فكانت الجمعة الأولى من رمضان تصلى في الجامع الأنور وهو جامع الحاكم بأمر الله ، والجمعة الثانية بالجامع الأزهر ، والجمعة الثالثة بجامع عمرو بن العاص ، وكان يقرأ القرآن قبل صلاة الجمعة وانتقلت هذه العادات إلى العصر المملوكي حيث كان العصر الأيوب كل اهتماماته بالناحية الحربية وتحرير القدس ، وكانت قراءة صحيح البخاري ضمن العادات الرمضانية .
وانتشرت المطابخ المخصصة للفقراء والمحتاجين وكانت تعرف بأسماء أصحابها والتى حلت محلها موائد الرحمن ولكن المطابخ في العصر المملوكي كانت طوال العام .
وأشار إلى أن الفاطميون لم يحتفلوا برؤية هلال رمضان بل كانوا يعتبرون شعبان 30 يوم بعده رمضان مباشرة 30 يوم ولكن اهتموا باحتفالية بداية العام الهجري .
التغيرات في النظم السياسية
ونوه الدكتور خلف الميري إلى طبيعة الشخصية المصرية وعمله الدؤوب منذ أن كان رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان بالمجلس الأعلى للثقافة لمناقشة الهوية والشخصية المصرية في عدة مؤتمرات وندوات ،
وتطرق في محاضرته إلى الرصد التاريخي للتطورات المعبرة عن التغيرات في النظم السياسية منذ عهد محمد علي مرورًا بأسرته وصولًا إلي عصر الجمهورية بعد ثورة يوليو ٥٢ …
وأيضا أثر وانعكاسات التفاوتات الطبقية والمستويات الاجتماعية والاقتصادية والتي تباينت معها التقاليد الرمضانية، وقد حدث التباين ذاته في التقاليد والاحتفالات بين الريف والحضر .
مؤكدًا علي رسوخ السمات العامة في الشخصية المصرية بإقبالها علي مباهج الحياة دون تعقيدات أو تأويلات .
عادات وتقاليد
وتساءلت الدكتورة علا العجيزي عن العادات والتقاليد الرمضانية التي تحدث عنها الدكتور أيمن فؤاد هل هي عادات وتقاليد محدثة أم لها أصول قديمة؟ وأجابها الدكتور أيمن بأن معظمها عادات ابتدعها الفاطميون أنفسهم
وتفاعل الحاضرون مع المحاضرين .
الهوية الثقافية
وأثيرت عدة تساؤلات وطرح الدكتور ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار تساؤل حول تحديد ملامح الهوية والشخصية المصرية من مبدأ التزام الدولة بالحفاظ علي الهوية الثقافية المصرية بروافدها الحضارية المتنوعة طبقًا للمادة 50 من الدستور المصري ونصها “تراث مصر الحضاري والثقافي، المادي منه والمعنوي بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى، المصرية القديمة والقبطية والإسلامية ثروة قومية وإنسانية تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته .
وكذلك الرصيد الثقافي المعاصر المعماري والأدبي والفني بمختلف تنوعاته، والاعتداء علي أي من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون ، وتولي الدولة اهتمامًا خاصًا بالحفاظ علي مكونات التعددية الثقافية في مصر” .
وأكد الدكتور ريحان أن ” جمال حمدان ” حدد ملامح الشخصية المصرية من خلال البعد الإقليمي والذى يشمل البعد العربي والإفريقي والأورو متوسطي .
تحديد مفهوم للهوية
وطالب الدكتور ريحان أن يعمل المجلس الأعلى للثقافة خاصة لجنة التاريخ والآثار على تحديد مفهوم للهوية والشخصية المصرية من نحن؟ تتضمن البعد التاريخي منذ عصر ما قبل التاريخ وحتى التاريخ الحديث والمعاصر والبعد الإقليمي في ضوء المتغيرات حيث أن البعض يروج لأن يقف تاريخ مصر عند الإسكندر الأكبر ويقتطع جزءًا لا يتجزأ من تاريخ مصر التي تتجسد فيه شخصيتها.
حيث أن اليونسكو نفسها تعتبر أهم معايير تسجيل ممتلك تراث عالمي هو امتداد التأثير الحضاري لتاريخ الدولة حتى الآن ، وهذا لا يتحقق باقتطاع جزء من التاريخ .
وأجاب الدكتور خلف الميرى على هذا الطرح الذى اعتبره طرحًا هام يجب أن نعمل عليه بقوة من الآن لتحديد ملامح الشخصية والهوية المصرية .
كما تضمنت تساؤلات الأستاذ حسن الشافعي رئيس الجمعية المصرية للتنمية العلمية والتكنولوجية والحريص دائمًا على متابعة معظم أنشطة المجلس الأعلى للثقافة هل هذه العادات والتقاليد مستمرة حتى الآن أم بدأت تنقرض مع استخدام الوسائل الحديثة والتكنولوجيا ، حتى الأطعمة التي كانت تصنع يدويًا أصبحت آلية مثل الكنافة وكعك العيد وغيرها ..
وتساءلت مذيعة بالإذاعة المصرية عن ملامح الزى المصري حيث أن كل الشعوب لها زي معين فأين الزى المصري المستمد من شخصيتها وهويتها؟
وأجابها الدكتور جمال شقرة بأن المسلسلات الحالية لا تلتزم بالزي للعصر الخاص بالأحداث ، ولا تستعين بمتخصصين لهذا وإننا يجب أن نعود إلى الدراسات العلمية المختلفة الخاصة بالزي المصري عبر العصور .