وفقا لأحدث استطلاعات الرأى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا..
الشباب العربي يعتبرون “الدين” و”الأسرة ” جوهر هويتهم الشخصية .. و76% منهم قلقون من فقدان القيم التقليدية
نصف الشباب في دول شرق المتوسط وشمال أفريقيا يريدون الهجرة بحثاً عن فرص العمل
رغم الظروف الاقتصادية الصعبة .. 69% يرون أن المستقبل سيكون أفضل
بوابة السياحة العربية
تقرير – أشرف الحديدى
©© كشفت أحدث استطلاعات الرأى أن الشباب العربى يعتبرون الدين والعائلة أوالقبيلة جوهر هويتهم الشخصية، وأن الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية أهم بالنسبة لهم من بناء مجتمع أكثر تحرراً وعولمة.. جاء ذلك ضمن نتائج استطلاع الرأى الذى أجرته شركة أصداء بي سي دبليو السنوي والمتخصصة فى استشارات التواصل الاستراتيجى والعلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لرأي الشباب العربي فى 2023 تحت عنوان”هويتي”.. ويعد هذا الاستطلاع هو الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة العربية من الشباب والتي تضم نحو 200 مليون نسمة.
وعن العوامل التي تحدد الهوية الشخصية، جاء ’الدين‘ و’العائلة‘ في المرتبة الأولى فى الاستطلاع بنسبة 27٪ لكل منهما من مجمل المشاركين، تلاهما ’الانتماء الوطني‘ (15٪)، و’اللغة‘ (11٪)، و’الانتماء العربي‘ (8٪)، و’النوع الاجتماعي، (7٪)، و’الآراء السياسية‘ (4٪).
الدين و العائلة
وقال 30% من الشباب العربي في دول شرق المتوسط و27٪ في دول شمال أفريقيا و25% في دول مجلس التعاون الخليجي إن “الدين” هو الأكثر أهميةً لتحديد هويتهم الشخصية .. بينما اعتبر 37٪ من شباب شمال أفريقيا و21% من شباب شرق المتوسط و20% من شباب دول مجلس التعاون الخليجي أن الأسرة هي العامل الأهم لتحديد هويتهم الشخصية.
فقدان الثقافة والقيم
وأعرب (76٪) عن مخاوفهم من فقدان الثقافة والقيم التقليدية، وتعتبر هذه النسبة الأعلى منذ خمس سنوات.. بينما قال ثلثا (65٪) الشباب العربي تقريباً إن الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية أكثر أهمية بالنسبة لهم من بناء مجتمع أكثر عولمة .. وتبنى هذا الرأي 74٪ من شباب دول شرق المتوسط، و72٪ في دول مجلس التعاون الخليجي، و68% من شباب شمال أفريقيا.
ورغم أن 11٪ من الشباب العربي يعتبرون اللغة هى العامل الأهم لتحديد هويتهم إلا أن أكثر من نصف المشاركين (54٪) قالوا إن اللغة العربية أقل أهمية بالنسبة لهم من آبائهم وهو شعور سائد بين غالبية الشباب في المناطق الثلاث التي شملها الاستطلاع .. وقد أجمع على هذا الرأي 59٪ من شباب دول مجلس التعاون الخليجي، و51٪ في شمال أفريقيا، و52٪ في شرق المتوسط.
وتعليقاً على نتائج الاستطلاع، قال سونيل جون رئيس شركة “بي سي دبليو” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومؤسس “أصداء بي سي دبليو” إنها تكشف عن قلق الكثيرين من فقدان ثقافتهم وقيمهم التقليدية.
تراجع اهتمام الشباب العربي بلغته
وأضاف جون أن ثمة نتيجة أخرى مثيرة للاهتمام رغم كل شيء، وهي أن اللغة العربية لم تعد جوهريةً لإحساس الشباب العربي بتقاليدهم أو قيمهم الثقافية كما قد نظن، حيث يتفق غالبية الشباب في جميع أنحاء العالم العربي على أن اللغة العربية أقل أهمية بالنسبة لهم من آبائهم”.
مشيرا الى أن تراجع اهتمام الشباب العربي بلغته يرجع إلى الانتشار الواسع للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وهذا أمر يدعو إلى القلق لأسباب عدة أهمها انحسار دور اللغة العربية كقوة توحد المجتمعات العربية”.
الباب العربي والهجرة
ومن ناحية أخرى أظهر استطلاع آخر للرأى لشركة أصداء بى سى دبليو حول “الطموحات المستقبلية” للشباب العربى أن (53%) من الشباب العربى في دول شرق المتوسط و(48%) في شمال أفريقيا قالوا إنهم يحاولون أو يفكرون جدياً بمغادرة بلدانهم للبحث عن فرص عمل أفضل .
وقال (27%) من الشباب في دول مجلس التعاون الخليجي إنهم فكروا في الهجرة، بينما قال أغلبهم إنهم “لن يغادروا بلدهم مطلقاً”.
وأبدى معظم الشباب العربي رغبتهم في الهجرة إلى كندا (34%)، تلتها الولايات المتحدة (30%) وألمانيا والمملكة المتحدة (20% لكل منهما) وفرنسا (17%). وقال (72%) من الشباب في شرق المتوسط و (62%) في شمال أفريقيا إن اقتصاد بلدانهم يسير في الاتجاه الخاطئ.بينما لا يزال شباب دول مجلس التعاون الخليجي متفائلين إلى حد كبير حيث قال (88%) منهم إن اقتصاد بلدانهم يسير في الاتجاه الصحيح.
ارتفاع مستويات البطالة
وأكد الاستطلاع تصدّر ” الوظائف” أولويات الشباب العربي مع ارتفاع مستويات البطالة في الشرق الأوسط إلى أكثر من 25% – وهي النسبة الأعلى في العالم وفقاً لمنظمة العمل الدولية. فمن بين الشباب الذين يفكرون جدياً بالهجرة، وأشار (49%) المشاركين إلى أن السبب الرئيسي لرغبتهم في الهجرة هو “البحث عن فرصة عمل”.فيما قال (25%) الشباب الخليجيين إن الدافع الرئيسي لرغبتهم في الهجرة هو “خوض تجارب جديدة” مقابل 13% في شمال أفريقيا و11% في شرق المتوسط.
وعلى الرغم من مخاوفهم بشأن اقتصادات بلدانهم، أعرب (69%) عن اعتقادهم بأن أيامهم القادمة أفضل، بزيادة قدرها 5% عن عام 2022. وكان الشباب الخليجي الأكثر تفاؤلاً (85%)، تلاه شباب شمال أفريقيا (64%)، وشرق المتوسط (60%).
ومقارنةً بنتائج السنوات الأربع الماضية، بلغ تفاؤل الشباب العربي ذروته في استطلاع هذا العام؛ حيث قال 57% من المشاركين إنهم سيحظون بحياة أفضل من آبائهم، مقارنة مع 45% في استطلاع عام 2019. وبلغت هذه الروح الإيجابية أعلى مستوياتها لدى شباب دول مجلس التعاون الخليجي (75%)، تلتها دول شرق المتوسط (52%) وشمال أفريقيا (50%).ولدى التفكير في السنوات العشرة القادمة يصبو (18%) من الشباب العربي بالدرجة الأولى إلى تأسيس حياة مهنية ناجحة ، و (17%) إنهاء مرحلة تعليمهم .
قيم الحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان
من ناحية أخرى قال (85٪) إن الدول العربية يجب أن تتوسع فى التمسك بقيم الحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان – وهو توجه يتشاركه معظم الشباب العربي في جميع المناطق الثلاث المشمولة بالاستطلاع – 91٪ في شمال أفريقيا، و81٪ في كل من دول مجلس التعاون الخليجي ودول المشرق العربي.
وقال سونيل جون مؤسس اصداء بي سي دبليو إن هجرة الشباب تشكل استنزافاً كبيراً لاقتصاد العالم العربي ولا بد من وقفها إذا أرادت المنطقة أن تستفيد من إمكانات شبابها.
الشباب العربى متفائلاً بمستقبل أفضل
وأشار جون إلى أنه رغم المشهد الاقتصادي الصعب في دول شمال أفريقيا والمشرق العربي، يبقى الشباب العربى متفائلاً بمستقبل أفضل.. وهذا يعني أن الدول العربية يجب أن تركز على خلق بيئة داعمة تضمن منح فرص أكبر للشباب في بلدانهم وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتق القطاعين الحكومي والخاص في آن واحد
تضمن استطلاعى أصداء بي سي دبليو لرأي الشباب العربي 3,600 مقابلة شخصية أجراها محاورون من شركة سيكث فاكتور الاستشارية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية.