بقلم : معتز صدقي
خبير سياحي
©© قرية شبرا بلولة .. تقع هذه القرية في قلب مصر، على بعد حوالي 90 كيلومترًا من مدينة القاهرة الصاخبة، وهي شهادة على صمود الشعب المصري وروحه التي لا تنتهي. قرية شبرا بلولة بمحافظة الغربية ليست مجرد قرية عادية. إنها القرية التي تستيقظ على رائحة زهور الياسمين المسكرة، وهي البلدة المسؤولة عن إنتاج أكثر من نصف الياسمين في العالم.
شبرا بلولة قرية تزدهر تحت ضوء القمر، حيث يبدأ حصاد الياسمين في يونيو ويستمر حتى نوفمبر. يستيقظ القرويون، صغارًا وكبارًا، رجالًا ونساءً، عند منتصف الليل للبدء في رحلتهم اليومية لجني هذه الأزهار العطرة. يمتلئ الهواء برائحة الياسمين الحلوة وهمسات القرويين وهم يقطفون هذه الزهور الرقيقة بعناية حتى طلوع الفجر.
حصاد الياسمين
يتم بعد ذلك تسليم هذه الزهور المنتقاة بعناية إلى مراكز التجميع، لتكون بمثابة حلقة الوصل الحيوية بين المزارعين المجتهدين والمصانع التي تنتظر بفارغ الصبر شحنتها الثمينة. وهنا، في المصانع، يتم تحويل زهور الياسمين إلى عجينة، وهي مادة خام يتم تصديرها إلى جميع أنحاء العالم. هذا المعجون هو مصدر زيت الياسمين العطري المرغوب فيه، وهو عنصر حيوي في الصناعات العطرية والطبية.
حصاد الياسمين
وعلى الرغم من الطلب العالمي على الياسمين، يحصل القرويون على 30 جنيهًا مصريًا فقط للكيلوغرام الواحد مقابل عملهم الذي يتطلب عمالة كثيفة. وفي يوم عمل يمتد على مدى 12 ساعة يستطيع المزارع أن يجمع ما بين 3 إلى 5 كيلوغرامات. ومع ذلك، فإن أهالي شبرا بلولة لا يترددون أبدًا في إخلاصهم. إن حصاد الياسمين هو شريان حياتهم، ومصدر دخلهم الوحيد، وهم يفخرون به كثيرًا.
قصة شبرا بلولة هي قصة كل مصري – قصة صمود وعمل شاق وإصرار. إنها قصة الرجال والنساء الذين، على الرغم من الصعوبات، يواصلون الكدح والمساهمة في العالم، زهرة ياسمين واحدة في كل مرة. إنها قصة الأطفال الذين يفهمون قيمة العمل الجاد والمجتمع. إنها قصة تملأ كل مصري بشعور الفخر.
قرية شبرا بلولة ليست مجرد عاصمة الياسمين في العالم ، إنها شهادة على روح مصر وشعبها التي لا تقهر.
#مصر #عاصمة الياسمين #WomenOfEgypt #Resilience #HardWork #Pride #ShubraBaloula
