Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

خبير آثار يتساءل : أين اليونسكو والألكسو والإيسيسكو من تدمير معالم غزة الأثرية ؟!

خبير آثار يتساءل : أين اليونسكو والألكسو والإيسيسكو من تدمير معالم غزة الأثرية ؟!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بوابة السياحة العربية

تقارير

 كتب د. عبد الرحيم ريحان

 

 

©© يتعرض البشر والحجر والشجر في غزة إلى التدمير بالقصف العشوائي اليومي المدمر للقضاء على كل مظاهر الحياة والحضارة والحاضر والذاكرة الوطنية بشكل انتقامي غير مسبوق … وفى هذا السياق أتساءل كخبير آثار و عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار ، أين المنظمات المعنية بالتراث العالمية من تدمير معالم غزة الأثرية ؟!

اليوم أطالب “اليونسكو” منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، “الألكسو” المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، “الإيسيسكو” منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، بالتدخل للاضطلاع بمسئوليتها عن حماية التراث الإنساني بغزة بعد قصف كنيسة برفريوس الأثرية الأرثوذكسية في غزة ليلة 19 أكتوبر الجاري مما أسفر عن انهيار لقاعتين في الكنيسة، كما تم قصف مسجد عماد عقل بمخيم جباليا شمال غزة 21 أكتوبر وتدميره بالكامل، وباقي المواقع الأثرية بغزة مهددة لتعرضها للقصف الوحشي الحالي .

 

 

 

وهنا نشير الي معالم غزة الأثرية من خلال دراسة بحثية شارك فيها المهندس عطية أبو حية ، وحسام عواد من الجامعة الإسلامية بغزة ، والمهندس شريف شراب من تليفزيون فلسطين بغزة .. ويضم قطاع غزة محافظات غزة وخان يونس ورفح ودير البلح والنصيرات والمغازي وبيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، وهى أقدم مدن العالم، أسسها العرب الكنعانيون في الألف الثالثة قبل الميلاد وسموها غزة، وأطلق عليها العرب غزة هاشم .

 

الجامع العمري الكبير أقدم وأكبر مساجدها بجوار السوق القديم بوسط غزة

 

هزاتي .. غازاتو .. أيوني .. غزة

سماها الكنعانيون (هزاتي)، والمصريون القدماء (غازاتو) و(غاداتو) والآشوريون (عزاتي) وقد جاء في المعجم اليوناني أنها أعطيت في العصور المختلفة عدة أسماء منها (أيوني) و(مينودا) وقسطنديا، ولكن “غزة” احتفظت باسمها العربي الذي ما زالت تحمله حتى الآن لتأكيدًا لعروبتها وأصالتها، وتحررت غزة من الاحتلال الإسرائيلي عام 1994 ودخلت تحت السيادة الوطنية الفلسطينية، وغزة هي مسقط رأس الإمام الشافعي رضي الله عنه صاحب أحد مذاهب الإسلام الأربعة .

 

 

بوابة آسيا ومدخل أفريقيا

ويتابع الدكتور ريحان أن مدينة غزة تقع على خط طول 34 درجة وخط عرض 31 درجة ، وتعتبر بوابة آسيا ومدخل أفريقيا بحكم الموقع الجغرافي بين مصر وبلاد الشام، وكانت غزة عبر التاريخ نقطة مواصلات ومحطة قوافل وبالتالي مركزًا تجاريًا عالميًا، ترتفع 45 م فوق مستوى سطح البحر، يحيط بها سور له عدة أبواب من جهاته الأربع .

 

 

أقدم آثار غزة

ويضيف ” أن أقدم آثار غزة بمدينة دير البلح وتمثل مجموعة من التوابيت المصنوعة ذات أغطية الوجوه المتحركة يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المتأخر والمنسوب إلى ما يسمى بملوك الفلسطينيين، ويعود تاريخ المقبرة المكتشف بها التوابيت إلى الفترة ما بين القرن الرابع عشر إلى عام 1200 قبل الميلاد .

 

 

تل العجول

ويعد تل العجول بجنوب غزة من أهم المواقع الأثرية وتقوم عليه مدينة بيت جلايم الكنعانية، كشف به عن قبور دفن الخيل بجوار صاحبه، وخمسة قصور ضخمة قام بعضها فوق بعض، أقدمها يعود إلى 3000 ق.م.، وقد وجد فيه غرفة حمام رحبة وقصر واحد يعود إلى زمن الأسرة المصرية الثامنة عشر 1580-1350 ق.م، وبقية القصور تعود إلى زمن الأسر الثانية عشر والخامسة عشر والسادسة عشر .. وتضم الأبلاخية ميناء غزة في العصرين اليوناني والروماني ومدينة الزهور ومقبرة بيزنطية وأسوار من الطوب اللبن وأسوار من الحجر الرملي، وهناك مقبرة رومانية في جباليا .

كما اكتشفت بغزة أرضيات فسيفسائية قرب ميناء غزة 1966، يزينها رسوم حيوانية وطيور وكتابات، يرجع تاريخها إلى بداية القرن السادس الميلادي .

 

 

دخول المسيحية غزة

ويوضح الدكتور ريحان أن دخول المسيحية غزة كان عام 250م وتأسست بها أسقفية مسيحية تحت حكم القديس بورفيريوس بين عام 396 – 420 م، وبنيت كنيسة القديس برفيريوس التي تم قصفها عام 425 م فوق معبد وثني خشبي، وسميت الكنيسة نسبة إلى القديس برفيريوس الذي دفن فيها، الذى جاء إلى فلسطين من مدينة سالونيك في اليونان عام 395 م .

 

الكنيسة من الخارج على هيئة سفينة ترمز إلى طوق النجاة

 

تخطيط الكنيسة

و تخطيط الكنيسة من الخارج على هيئة سفينة ترمز إلى طوق النجاة، مساحتها 216م، وقسّمت من الداخل إلى صالة تنتهى بالهيكل ، ويزين تيجان الأعمدة النقوش الكورانثية وزهرة اللوتس، وسقف الكنيسة مزخرف برسومات من العهد القديم والعهد الجديد وتلاميذ السيد المسيح، وبشارة المسيح، وموت العذراء مريم، وصعود المسيح إلى السماء، وعلى الجدران أيقونات تقص حكايات القديسين كالقديسة هيلانة وابنها قسطنطين.

 

الآثار الإسلامية

وينوه” إلى الآثار الإسلامية بغزة وهى متنوعة منها الدينية والمدنية والتجارية والحربية والخيرية ، وتضم غزة الجامع العمري الكبير أقدم وأكبر مساجدها بجوار السوق القديم بوسط غزة، مساحته 4100 متر مربع، يضم 38 عامود ، سمي بالجامع العمري نسبة إلى الخليفة عمر رضي الله عنه، أنشأ له السلطان (لاجين) سلطان المماليك بابًا ومئذنة سنة 697هـ / 1281م· وقام بتوسعته الناصر محمد، وعمّر في العهد العثماني، ويمتاز المسجد العمري باحتوائه على مكتبة هامة أنشأها الظاهر بيبرس البندقداري تضم 132 مخطوطة أقدمها يرجع إلى عام 920هـ .

 

المسجد النموذج الفريد المتبقي من مساجد العصر الأيوبي

 

ضريح جد رسول الله محمد “صلى الله عليه وسلم”

وبغزة مسجد السيد هاشم وبه ضريح السيد هاشم بن عبد مناف جد رسول الله محمد “صلى الله عليه وسلم” الذي توفي في غزة أثناء رحلته التجارية، وقد أنشئ المسجد على يد المماليك، وسميت مدينة غزة “بغزة هاشم” نسبة إليه.

 

 

مسجد النصر

ومسجد النصر في بيت حانون شمال غزة، يرجع تاريخه إلى (637هـ) ويعتبر هذا المسجد النموذج الفريد المتبقي من مساجد العصر الأيوبي ، والذي أقيم تخليدًا للانتصار الذي حققه الأيوبيون على الصليبيين .

 

 

مسجد المغربي

ومسجد المغربي بحي الدرج، وجامع المحكمة البردبكية أسسها الأمير بردبك الدودار سنة 859هـ أيام الملك الأشرف أبو النصر إينال، وجامع الشيخ زكريا بحي الدرج أنشئ في القرن الثامن الهجري ولم يبق منه سوى المئذنة، وجامع كاتب الولاية بحي الزيتون ويعود إلى العصر المملوكي 735هـ/1334م ومما يميز هذا الجامع تجاور مئذنته ، وجرس كنيسة الروم الأرثوذكس.

 

 

جوامع خارج سور مدينة غزة

وجامع علي بن مروان بحي التفاح خارج سور مدينة غزة القديمة الشرقي، ويعود إلى العصر المملوكي، وجامع ابن عثمان بحي الشجاعية كنموذج رائع للعمارة المملوكية بعناصرها المعمارية والزخرفية، ومسجد الظفر دمري بحي الشجاعية 762هـ/ 1360م واشتهر محليًا بالقزمري، ويعتبر مدخل هذا المسجد من أجمل المداخل التذكارية .

 

 

وهناك زوايا مثل الزاوية الأحمدية بحي الدرج أنشأها أتباع السيد أحمد البدوي في القرن 6هـ/14م، المتوفى بطنطا عام 657هـ 1276م، علاوة على المقامات مثل مقام دير البلح .

 

حماية التراث الإنساني بغزة

 

سوق القيسارية وقصر الباشا

وأردف الدكتور ريحان بأن غزة تضم منشئات تجارية مثل سوق القيسارية أو سوق الذهب نسبة إلى تجارة الذهب فيه الذى يقع بحي الدرج ويعود إلى العصر المملوكي، وخان يونس أنشأه الأمير يونس النوروزي الدوادار 789هـ/ 1387م على شكل قلعة حصينة، وكان مقرًا لنائب غزة في العصرين المملوكي والعثماني، ومنشئات مدنية مثل قصر الباشا بحي الدرج يعود إلى العصر المملوكي

 

ومنشئات خيرية مثل سبيل السلطان عبد الحميد بحي الدرج من العصر العثماني في القرن 16م أنشأه بهرام بك بن مصطفى باشا وجدده رفعت بك لذا سمي سبيل الرفاعية ، كما جدد في عهد السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1318هـ لذا أطلق عليه سبيل السلطان عبد الحميد.

وهو عبارة عن دخلة يتقدمها عقد مدبب على جانبيه مكسلتين، يتصدر الدخلة فتحات كانت مزودة بقصبات لسحب الماء من حوض السبيل لسقاية الناس .

 

ومنشئات اجتماعية مثل حمام السمرة بحي الزيتون، ويعتبر أحد النماذج الرائعة للحمامات العثمانية في فلسطين وهو الحمام الوحيد الباقي بغزة .

 

 

قلعة دير البلح

ومنشئات عسكرية مثل قلعة دير البلح أنشأها عموري ملك القدس الصليبي ( 1162-1173م)، وقلعة برقوق 789هـ -1387م، وبقيت إحدى البوابات والمئذنة و أجزاء من سور القلعة شاهدها على عظمة هذا الأثر التاريخي المهم .

على جوجل نيوز

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله