السلام والأمان في الأجواء المصرية… تقرير يكتبه خالد صلاح الدين

بوابة السياحة العربية

١٢٠٠ طائرة عبرت الأجواء المصرية في سلام خلال القذف الإيراني لإسرائيل

مطار القاهرة استقبل الطائرات للتزود بالوقود وانتظار لانتهاء الازمة

 تقرير يكتبه : خالد صلاح الدين

©مصر دائما جاهزة في السلم والحرب..فمصر دائما في الميعاد ..مساء السبت الماضي لم يكن يوما عاديا في مصر..الحياة طبيعية .. كانت إجازة العيد لازالت مستمرة ..والعاصمة تعيش في هدوء .. الحالة الأمنية مستقرة ..وفجأة تعلن ايران انها ستتخذ إجراءات انتقامية من إسرائيل .. ردا على قيام إسرائيل بضرب سفارة ايران في دمشق .. الجميع يتابع ..ومصر تعلن انعقاد لجنة ازمة تتابع الموقف وترفع تقاريرها للرئيس عبد الفتاح السيسي .. وخلال دقائق تبدأ مصر مساعيها لوقف الخطر الذى يحدق بالمنطقة ..وتحاول جاهدة اخماد نيران الفتنة التي يمكن ان تزيد من اشتعال المنطقة.. من خلال المساعي الدبلوماسية .

ومع هذا المسار كان هناك مسار اخر..غرفة عمليات تشكلت داخل وزارة الطيران المدني لمتابعة الأجواء المصرية .. والاطمئنان على سلامة طائرتنا التي تحلق في سماء العالم في طريق عودتها الى مصر ..او تلك المغادرة لأرض الوطن للتوجه لمختلف دول العالم .. لضمان سلامة الركاب والطائرات .. وضمان عدم تعرضها لمشاكل اثناء تحليقها .. ولأبعادها عن مسار العمليات الحربية المتوقعة .. او الطائرات المسيرة التي أعلنت ايران انها ستقذف بها إسرائيل ..

دقائق معدودة ..وهنا الدقائق يمكن ان تكون كثيرة ..ويمكن ان تشكل خطورة كبيرة على سلامة الركاب والطائرات ..فكل دقيقة لها ثمن ..طائرات عديدة في المجال الجوي المصري ..طائرات مصرية ..وغير مصرية ..ولكن الهدف واحد ..حماية الأرواح او الطائرات من التعرض لأى مشاكل ..او ان تدخل الطائرات في مجال احدى المسيرات التي أعلنت ايران عن ارسالها ..

الشركة المصرية للملاحة الجوية تعلن حالة الطوارئ وتبدأ منذ اللحظات الاولى التعامل مع الامر بشكل سريع ومباشر..وتتواصل مع مختلف الطائرات القادمة الى مصر ..او تلك العابرة لمجالها الجوي .. او تلك التي غيرت او حولت مسارها للابتعاد عن المجالات الجوية الثلاثة التي أعلنت دولها غلقها ” الأردن ولبنان والعراق “..

ساعات طويلة عاشها #المراقبون_الجويون الذين واجهوا الزيادة في حجم الحركة الجوية العابرة للبلاد للتنسيق بين الطائرات وارشادها للتحليق على الارتفاعات المختلفة .. واستمرار التواصل معها حتى وصولها الى نقطتها والابتعاد عن نطاق الخطر الذى يحيط بالمجال الجوي للدول الثلاث ..

وبالفعل وبحمد الله نجحت مصر من الخروج من الازمة بسلام ..نعم سلام الجميع.. الطائرات المصرية او الطائرات المختلفة التي كانت تحلق في السماء في هذه الليلة.. وحتى الصباح ومع اعلان الدول الثلاث إعادة فتح مجالاتها الجوية ..نجحت مصر في ضمان سلامة الجميع.

واذا كانت مصر قد نجحت في هذا الاختبار فذلك بسبب حرص وزارة الطيران المدني على استمرار تحديث شركة الملاحة الجوية لمختلف الأجهزة الملاحية المساعدة بطول البلاد وعرضها ..وتعاقد وزارة الطيران المدني على احدث الرادارات التي زودت بهما ٢٢ موقعا ..وتطوير البنية التحتية بالكامل..وهو ما ساعد الكوادر البشرية المتميزة في الشركة الوطنية للملاحة الجوية في التعامل مع الازمة من خلال الرادارات وشبكة الأقمار الصناعية الحديثة.

وفى تصريحات خاصة للكابتن إيهاب محى الدين رئيس الشركة الوطنية للملاحة الجوية اكد ان المجال الجوي المصري استقبل خلال الازمة حوالى ١٢٠٠ طائرة بنسبة زيادة عن المعتاد تبلغ ٨٠٠ طائرة..بهدف تفادى منطقة الصراع..وعدم المرور في الأجواء المغلقة في الدول الثلاث.

مشيرا الى انه فور اغلاق المجالات الجوية الثلاث قامت خلية الازمة بالشركة بالتنسيق مع الملاحة الجوية في كل من المملكة العربية السعودية واليونان وقبرص..وتم تقليل الفاصل الزمنى بين الطائرات لاستيعاب اكبر عدد ممكن من الطائرات لتوفير السلامة والأمان للطائرات والركاب..حيث فاق اعداد الطائرات ضعفي الاعداد التي تستقبلها الأجواء المصرية يوميا.

وفى تصريحاته للجمهورية اكد الكابتن إيهاب محى الدين انه حرص على استدعاء اطقم إضافية من المراقبين الجويين للمنطقة المركزية للمراقبة الجوية بالقاهرة للمساعدة في تسهيل مرور الطائرات مع ضمان سلامة الحركة الجوية في المجال الجوي المصري..

وانه تم التنسيق مع الملاحة الجوية السعودية وإقليمي قبرص واليونان لتحديد المسارات الجوية المستخدمة لمختلف الطائرات العابرة للمجال الجوي المصري..وانه خلال ١٢ ساعة استقبلت الأجواء المصرية الطائرات التي قامت بتغيير مسارها من فوق الأجواء الإيرانية والعراقية والاردنية واللبنانية..

وتم توجيه الطائرات المختلفة القادمة من أوروبا والمتجهة الى دول الخليج والشرق الأقصى والعكس الى المسارات الجديدة..وتم متابعتها حتى عبور الأجواء المصرية بسلام ..ودخولها المجال الجوي السعودي لتنطلق منه الى دول الخليج او الشرق الأقصى.

.
اشادة من اليوركنترول

وقال الكابتن إيهاب محى الدين ان اليوروكنترول ” هيئة السلامة والأمان الأوروبية ” أشادت في تقريرها بكفاءة وأداء المراقبين الجويين المصريين..وحسن تخططيهم وادارتهم للازمة من خلال التخطيط المتقن لإدارة الحركة الجوية بالمجال الجوي المصري..والتي ظهرت بشكل مشرف ومتميز في ظل اغلاق المجالات الجوية لبعض الدول المجاورة ..والذى تسبب في زيادة معدلات التشغيل..وزيادة اعداد الطائرات وتكثيف الضغط على المجال الجوي المصري.

حيث قاموا بالتعامل مع الازمة بكل سلاسة وامان ..وهو ما يؤكد كفاءة ومهارة العناصر البشرية بالمراقبة الجوية المصرية وتعاملهم باحترافيه ودقة عالية في الظروف الاستثنائية والتزامهم بأعلى معايير الامن والسلامة الدولية..

وأشاد اليورو كنترول كذلك بالتنسيق المتميز الذى تم بين مصر والسعودية وتحديد مسارات محددة بدقة ساعدت على استيعاب الحركة الجوية الطارئة خلال الازمة.

ومن ناحية أخرى نجح مطار القاهرة الدولي في استيعاب الطائرات التي طلبت الهبوط بمطار القاهرة سواء من طلبت الهبوط للتزود بالوقود .. او تلك التي طلبت الهبوط والانتظار لحين انتهاء الازمة وإعادة فتح المجالات الجوية الثلاثة وعودة الأمور الى طبيعتها..

ومن بين هذه الطائرات الخطوط الجزائرية التي كانت في طريقها من الجزائر الى عمان..وطائرة الخطوط الكويتية التي كانت في طريقها من الكويت الى إسطنبول..وطائرة كويتية أخرى كانت في طريقها الى لندن..و٤ طائرات للخطوط القطرية الاولى كانت في طريقها الى فرانكفورت والثانية في طريقها الى لندن.. والثالثة في طريقها الى باريس والرابعة في طريقها الى بازل بسويسرا..وطائرة الخطوط الاثيوبية التي كانت في طريق عودتها الى اديس ابابا..وطائرة تركية في طريقها الى انقره.

واستقبل مطار القاهرة في هذه الليلة ٩٤ الف راكب واليوم التالي ٨٩ الف راكب..وقد حرصت شركة ميناء القاهرة الجوي على تلبية رغبات جميع الشركات التي طلبت الهبوط بمطار القاهرة ..وقامت خلية الازمة بمتابعة الازمة حتى انتهائها وعودة الحركة في المجالات الجوية الثلاث بسلام تام .

رسالة شكر من وزير الطيران المدني

وعقب انتهاء الازمة قدم الفريق محمد عباس حلمي بتقديم رسالة شكر لجميع العاملين بالشركة المصرية للملاحة الجوية وشركة ميناء القاهرة الجوي ومختلف الأجهزة الأمنية العاملة بمطار القاهرة..ومصلحة الجمارك وشركة مصر للطيران للخدمات الأرضية..والشركة المصرية لخدمات الطيران لحسن التنسيق والتعاون خلال الازمة.

وهكذا يظهر دائما أهمية موقع مصر بين قارات العالم..ويتأكد دور مصر الإقليمي والدولي في مختلف المجالات والاوقات..ويثبت #المراقبون_الجويون_المصريون قدرتهم على إدارة حركة الطيران العالمية خلال الازمات.