بوابة السياحة العربية
بقلم د . مصطفي فنوش
©© يشكل الأمل عودة الحياة لأبنتي البكر ، نحن في زيارة لمدينة” نابل ” بتونس برفقة ابنتي “أسماء” #حبة_القلب لعلاجها .. ومعي زوجها جاسم ، وابني مهند ،طالب كلية الإعلام ، ومدينة نابل وهى معروفة بعاصمة تونس السياحية ، يحلو لك فيها التجوال خاصة في سوق المدينة المحاط بأروقه ومحلات تجارية لمختلف الصناعات التقليدية.. و إذا رغبت في مشاهدة حرفيين أثناء عملهم، فعليك بزيارة قرية الحرفيين في مدخل المدينة حيث الحدادون، ونساجو الحصير و الخزافون و ناقشي النحاس.
و لا تفوتك زيارة السوق المغطاة أين يمكنك اقتناء التوابل و الهريسة النابلية الشهيرة ، و كذلك الفواكه والخضروات والأسماك.
وهناك ما يسمي الوطن القبلي هو منطقة فلاحية مهمة و بالتنقل إلى قليبية، توقف عند قلعتها الزيرية -المشيدة في القرن الثاني عشر، وهي الأكبر في تونس.. ويمكنك ان تحتسي الشاي بالنعناع في مقهى محلي مجاور يطل على البحر مع نزهة على طول ميناء الصيد.
في الهوارية، أقصى نقطة بالوطن القبلي، استنشق واملأ أنفاسك بالهواء النقي والبري وفى نابل يمكن زيارة الكهوف الغريبة التي حفرها الرومان لاستخراج حجارة البناء.
ثم لا تفوتك زيارة قربص، مدينة المياه المعدنية الساخنة المحاطة بشواطئ وبخلجان غاية في الجمال .
في حضرة مدينة نابل
ونحن نحط الرحال في حضرة مدينة نابل التونسية والرائعة بمعاملة سكانها واحترامهم للضيوف ، بقابلك الجميع بالابتسامة والترحيب ، و بسعون لتقديم المساعدة قبل ان تطلبها منهم تلك الاخلاق والعادات التونسية الضاربة اطنابها في التاريخ ، وحقيقة تلك #تونس_الخضراء وسط تلك الروعة والهواء العليل والبحر الجميل .
ويسود علينا شعور بالأمل والتفاؤل .. وهو منهجي لمواجهة تجارب الحياة وان زادني في هذه الرحلة ثقة النفس والإرادة الصلبة التي تمتلكها ” ابنتي ” منذ نعومة اظافرها ،فكانت سندي وهي طفلة وامرأة حيث كنت اتشاور معها ، وحينما دهست مركبة مجنونة امام بيتي في ” الليثي ” ابنها كانت صابرة والمصحف بين يديها بجواره في العناية المركزة بمستشفى الجلاء ، وكانت تعي أن حالته ميؤوس منها حسب ما أكده لها أطباء العناية ، ولكنها كانت تجلس بجواره و تقرا له القرآن وتقول أنني متأكدة في كونه يصغي الي في غيبوبته ، وأريد ان يكون القرآن هو حسن الختام قبل رحيله .
واصرت على حضور المرأة التي دهست ابنها ” رافع ” بمركبتها وتفاجئ اخواتها بطلب ابنتي الأستاذة المحامية .. فقلت لهم نفذوا ما تريد فالفائدة تعود على كلاهما .. وحينما احضرت مع اخواتها للعناية المركزة بمستشفى الجلاء كانت الدموع تنهمر من عيونها وهي تشاهد أم تقرا في المصحف الكريم ، وتودع ابنها قبل رحيله فقامت باحتضان صاحبة المركبة ، وقالت لها ما يغني حذر من قدر ، ولا اعترض على ما يريده الله فقد يكون لذلك حكمة فأنت لم تكوني قاصدة وهذا أجله .
الموقف كان له رهبة والدموع سادت اللحظة في حجرة العناية من قبل الأطباء والممرضات ، فكان بجواري شيخ يطمئن على زوجته في العناية قال هل يعقل ما اشاهده ما عملته ابنتك يعجز المشايخ عن القيام به امرأة تعانق وتحتضن من دهست ابنها بمركبة مجنونة أيام العيد في شارع الخليج بسرعة جنونية .!
&&&&&&&&&&
وللمرة الثانية يحدث لها ابتلاء وتصبر أيضا صبر يعجز عنه الرجال ، وحينما أصيبت بجلطة قبل شهر مضان الماضي بيومين ، ووقفت عليها وهي في غيبوبتها داخل عناية “درنة ” سمعت هاتف بصوتها يقول “سأتجاوز هذه المحنة فأنت تخبرني منذ طفولتي” ، وفعلا تم نقلها الي مركز بنغازي الطبي الذي سخر لها كل امكانياته أسوة بباقي المرضي من أطباء واشعة وتحاليل وعلاج طبيعي ، وبفضل الله وجهود البروفيسور خالد المنقوش أعاد إليها وعيها وذاكرتها وأعاد الحياة لها .
كما اشكر اسرة مركز بنغازي الطبي على النظافة والتمريض والإشراف ورجال الأمن العسكري ورجال الشرطة منهم الأمن والمرور ورجال أمن المركز ، حقيقة جعلتم من مركز بنغازي الطبي قبلة كل المرضي من كافة انحاء الوطن ، اشكر د .فتحية العربي على إدارتها ، واشكر الدكتورة فدوى فرطاس ، والدكتورة سعده بوليفة، وقسم الاشعة بقيادة مرعي شمبش على حسن المعاملة .
ولا انسي ابنتي وإرادتها الصلبة ، وقالت ” لا تخف علي فأنى قررت التغلب على الجلطة، وبدأت أخطو على رجلي المصابة ، وها انت تنقلني الى مدينة نابل الجميلة للعلاج الطبيعي .. وهذا ما يؤكد في حالة تضافر الجهود الأسرية ، ينعكس ذلك على الروح المعنوية التي تترك أثر كبير في مساعدتي حتى اتجاوز ان شاء الله محنتي ، وما ينقصني سواء دعواتكم أنتم لنا بالشفاء العاجل”.