بوابة السياحة العربية
بقلم : ابتسام آل سـعـد
©© أخيرا وبعد سلسلة من التهديدات والوعيد والتحذير وضبط النفس كما وصفت بذلك الأوساط الإيرانية الرسمية نجحت إيران في تفعيل كل ما أرعدت به وأزبدت في الفترة الماضية، وتحديدا منذ حادثة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية الشهيد إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران ليلحق به بعد شهرين الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله لدى وصوله لمقر حزبه السري في عمق الضاحية الجنوبية في حادثة حلل عسكريون ومراقبون سياسيون أنها نجحت بفضل الخيانات والتي سهلت إلى حد كبير من تنفيذ أكبر عمليتي اغتيال لرؤوس مقاومة كانت تمثل لإسرائيل كابوسا وأرقا لا ينتهيان منذ السابع من أكتوبر الماضي من العام المنصرم .
واستطاعت طهران بالأمس فقط أن تضرب تل أبيب بأكثر من 150 صاروخا وغارة جوية جعلت عشرات الآلاف من الإسرائيليين يهرعون للملاجئ كالفئران، بينما عقد نتنياهو المجرم مع عصابته اجتماعهم الحربي والعسكري لأول مرة منذ هجوم السابع من أكتوبر الماضي في مخابئهم السرية تحت الأرض خشية من الصواريخ الإيرانية التي أضاءت سماء تل أبيب وأجواء الدول المجاورة لإسرائيل من التي فاقت استعداداتها للدرجة القصوى؛ خشية أن يسقط منها على أراضيها وتصبح بين كماشة لا نجاة منها، واستطاعت طهران بعد مدة طويلة أن تترجم ما توعدت به تل أبيب في إطلاقها لصواريخ قالت إنها قد حققت أهدافها العسكرية والأمنية في قلب الأراضي العربية المحتلة .
بينما لم تتراخ تل أبيب في الوعيد مجددا بأن طهران سوف تتلقى ردا قاسيا جدا على ما فعلته، بينما اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية وقوفها الكامل بجانب إسرائيل في معركتها ضد حزب الله وضد إيران، وأن سياسة تسليح إسرائيل لن تتغير إذا ما احتاجت حكومة نتنياهو لمزيد من الأسلحة في مواجهة أكثر من عدو داخل أراضي غزة، ويعني حركات المقاومة الفلسطينية مثل حماس وسرايا القدس والجهاد الإسلامي وحزب الله في لبنان والمقاومة الإسلامية في العراق والحوثيين في اليمن، لذا ليس علينا أن نبتهج كثيرا للضربات الإيرانية التي لم نر أُكلها جيدا وبنفس المقياس التي وصفت به طهران ضرباتها ذلك.
كنا نأمل وقف إطلاق النار في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي عليها فإن غزة اليوم ساقطة من دائرة الاهتمام العربي والعالمي بعد بروز أزمة لبنان
إن صيحات الإسرائيليين التي سمعناها كانت بالنسبة لنا طربا لطالما رغبنا في سماعه لكن رؤيتهم بنفس مآل عشرات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين الذين ذهبوا ويذهبون ضحايا للإرهاب الإسرائيلي الوحشي والنازي هو ما يسرنا أكثر، وهذه حقيقة واضحة لدي ولدى الملايين غيري من العرب والمسلمين الذين يتوقون حقيقة لرد ديون ثقيلة ودامية أوجعتنا منها إسرائيل ونحن نرى عشرات المذابح الفلسطينية والمجازر اللبنانية التي ترتكبها بحق المدنيين والأطفال والنساء.
اليوم يمكن لإيران التي أبلغت مسؤولين أمريكيين أنها لا تريد نطاقا أوسع للقتال والحرب مع إسرائيل بعد انتهاء غاراتها التي شهدها العالم مؤخرا أن تتراجع قليلا للوراء بعد أن نفذت انتقامها لمقتل كل من هنية ونصر الله كما صرحت بذلك، ولكن ماذا بعد الغارات الإيرانية؟
الواقع يقول إن نتنياهو وواشنطن لن يبقيا صامتين وما رد به رئيس الحكومة الإسرائيلية يؤكد أن إسرائيل سوف تقوم بعمليات اغتيال أكبر داخل الأراضي الإيرانية دون أي حساب لما يمكن أن يعقب هذه العمليات خصوصا أنها تستعد من جهة أخرى لتوغل بري عسكري داخل الأراضي اللبنانية يمكن أن يوسع نطاق الحرب والاحتلال الإسرائيلي لما هو أكبر من مزارع شبعا اللبنانية المحتلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية .
ولذا شئنا أم أبينا فمنطقتنا تقف على أتون ملتهب من الأحداث وكل حكومة عربية تحاول أن تنأى بنفسها عن السقوط في هذا الأتون والخروج بأقل الخسائر، لا سيما أن واشنطن لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التعدي على صغيرتها إسرائيل، وعليه فالقادم لا يبشر بخير، فإن كنا نأمل وقف إطلاق النار في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي عليها فإن غزة اليوم ساقطة من دائرة الاهتمام العربي والعالمي بعد بروز أزمة لبنان وبداية فصل جديد من العدوان الإسرائيلي على بيروت ودمشق وملاحقة تداعيات الضربات الإيرانية التي لا يمكن التنبؤ بتكرارها ثانية فاللهم سلم سلم.
#إيران_تضرب_تل_أبيب #اغتيال_هنية_ونصرالله #التصعيد_الإيراني_الإسرائيلي #صواريخ_إيرانية_على_تل_أبيب #غزة_تحت_النيران #نتنياهو_يرد #المقاومة_الفلسطينية #حزب_الله_في_المعركة #الأوضاع_في_الشرق_الأوسط #تداعيات_الضربات_الإيرانية