بوابة السياحة العربية
بقلم : الدكتور عبد العاطي المناعي
خبير السياحة الصحية
عزيزي القاري .. هل تتأثر السياحة الصحية بوجود سعرين .. سؤال مهم ومحير دائما يطفو علي ذهني ، حين استعرض ملفات السياحة الصحية سواء في مناقشات بحثية او ندوات وورش عمل ومؤتمرات محلية ودولية خارجية في هذا المجال الذي احببته ، و امضيت فيه نحو عشرون عاما حتي اليوم .. أملا في تحقيقه علي أرض الواقع في المنطقة العربية والقارة الافريقية الثرية بكل مفردات السياحة الصحية ، لو خلصت النوايا وصفت القلوب و اتفق الجميع علي التعاون الجاد ، لاستطاع منتج السياحة الصحية ان ينقل تلك الدول جمعيها الي منطقة أخري رفيعة المستوي في منظومة السياحة العالمية..!
الإجابة نعم، وجود سعرين مختلفين للخدمات في قطاع السياحة الصحية يؤثر بشكل كبير على هذه الصناعة، وهو أمر يتجنب مناقشته العديد من العاملين في هذا القطاع..!
للأسف، على مدى سنوات، لم أتمكن من إقناع الكثيرين بأهمية توحيد السعر بين المواطنين المحليين والوافدين.
ومع ذلك، استجاب عدد قليل لهذه الدعوة وحرصوا على تقديم أسعار موحدة.
وغني عن القول ان التمييز في أسعار الخدمات بين أبناء البلد والمرضى القادمين للعلاج قد يُحدث تأثيرات سلبية عدة لعل ابرزها و أهمها :
التأثير على سمعة الوجهة العلاجية: عندما يشعر الوافدون بوجود تمييز في الأسعار لصالح المواطنين المحليين، فإنهم قد يعتبرون ذلك استغلالاً أو عدم عدالة، ما يؤدي إلى تدهور سمعة المنشآت الصحية والدولة كوجهة للسياحة العلاجية.
نتيجة لذلك، قد يتردد المرضى الدوليون في اختيار هذه الوجهة للعلاج. للأسف، هذا يحدث بالفعل، وتصلني شكاوى من العديد من المرضى حول هذا الموضوع.
ولذا، أكرر أن مقدمي الخدمات العلاجية يجب أن ينظروا إلى المرضى الوافدين كضيوف وليس كعملاء، ويقدموا لهم نفس الأسعار وجودة الخدمة والمعاملة الراقية.
التأثير على الثقة في النظام الصحي: يمكن أن يُفهم التمييز في الأسعار على أنه مؤشر لعدم الشفافية أو التمييز في تقديم الخدمات. هذا يقلل من ثقة المرضى الوافدين في النظام الصحي في الدولة وقد يدفعهم إلى البحث عن وجهات علاجية أخرى.
خدمات علاجية بأسعار موحدة
زيادة التنافسية مع وجهات أخرى: البلدان التي تقدم خدمات علاجية بأسعار موحدة لكل من المواطنين والوافدين تتمتع بجاذبية أكبر للمريض الدولي. لأنها تظهر عدالة وشفافية أكبر، مما يضع الدول التي تعتمد على أسعار متباينة في موقف غير تنافسي.
شعور الوافدين بعدم التقدير: المرضى الوافدون قد يشعرون بأنهم أقل تقديرًا أو يتم استغلالهم ماليًا بسبب جنسياتهم. هذا الإحساس يمكن أن يفسد تجربتهم ويجعلهم أقل ميلًا للتوصية بهذه الوجهة للآخرين.
شفافية في تسعير الخدمات الطبية
و لتفادي هذه الآثار السلبية، من الأفضل أن تكون هناك شفافية في تسعير الخدمات الطبية، بحيث تُبنى التكلفة على جودة الخدمة وليس على جنسية المريض. يمكن تقديم بعض الامتيازات للمواطنين المحليين بطريقة لا تخلق فجوة كبيرة بين الفئتين.
إنسانية لا جنسية
ترافيكير، وفريقها الطبي، أدركوا أهمية هذه النقطة وسعوا إلى توحيد الأسعار للجميع تحت شعار “إنسانية لا جنسية”. هذا يعكس التزامهم بالجانب الإنساني ويضمن حصول المرضى على أفضل رعاية ممكنة.
ينبغي لمقدمي خدمات السياحة العلاجية أن يسألوا أنفسهم: لماذا لا تحقق بعض الدول، التي تتمتع بخدمات طبية متقدمة وأطباء مهرة، الريادة في السياحة العلاجية؟
#السياحة_الصحية #الشفافية_في_الخدمات #توحيد_الأسعار #السياحة_العلاجية #الرعاية_الصحية #تجربة_المريض #الخدمات_الطبية #الإنسانية_أولا
