بوابة السياحة العربية
كتب : د. عبد الرحيم ريحان
© تؤكد حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان ، أنه لا صحة لما يتداول من إشاعات بخصوص إخلاء دير سانت كاترين وهدمه وطرد الرهبان موضحًا أنها إشاعات مغرضة تستهدف ضرب أعظم مشروع قومي على أرض سيناء منذ استردادها وهو مشروع التجلي الأعظم بتوجيهات القيادة السياسية ومتابعة مستمرة من رئيس مجلس الوزراء والوزراء والهيئات المعنية ومحافظ جنوب سيناء والمنتظر افتتاح مرحلته الأولى إبريل القادم .
الدير مسجل أثر
الدير مسجل بالقرار رقم 85 لسنة 1993 كأثر من آثار مصر في العصر البيزنطي وهو الدير المعروف بدير سانت كاترين والخاص بطائفة الروم الأرثوذكس ويتبع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، وكان الدير بعمارته وتاريخه وأهميته الدينية ودوره الحضاري ضمن المعايير الذي سجلت مدينة سانت كاترين على أساسها تراث عالمي استثنائي باليونسكو 2002 .
الأراضي مسجلة آثار
بخصوص القطع محل الدعوى المرفوعة على الدير أرقام 16 و 18 و 19 و 21 و 22 و 24 و 25 و 28 تقع في زمام دير سانت كاترين والذى تم تسجيله بالقرار الوزاري رقم 85 لسنة 1993 ، وتم نشره بجريدة الوقائع المصرية بالعدد رقم 241 في 23 سبتمبر 1993 واعتبر جميع الأراضي الواقعة في هذه الحدود والاحداثيات أراضي اثرية ، وصدر بشأنها القرار الوزاري رقم 905 لسنة 1997 في العدد 111 بتاريخ 21 مايو 1998 …
أمّا القطع أرقام 2 و 3 و 5 و 8 و 12 و 13 و 29 تقع في منطقة أثار فيران وكاترين بجنوب سيناء ، و تقع على جبل موسى الصادر بشأنه القرار الوزاري رقم 1069 لسنة 2008 بإخضاعها ضمن قانون حماية الاثار رقم 117 لسنة 1983 .
والقطعة رقم 18 وتخص منطقة فرش إيليا تقع في زمام منطقة اثار كاترين وفيران بجنوب سيناء والصادر بشأنها القرار الوزاري رقم 780 لسنة 2010 ، واخضاعها ضمن قانون حماية الاثار رقم 117 لسنة 1983 .
والقطعة رقم 27 والتي تخص منطقة النبي هارون تقع في زمام منطقة أثار سانت كاترين وفيران بجنوب سيناء والصادر بشأنها قرار اللجنة الدائمة للأثار الإسلامية والقبطية بجلستها في 13 يناير 2009 بالإخضاع ، كما أنها تقع داخل نطاق حرم دير سانت كاترين طبقًا للقرار الوزاري رقم 905 لسنة 1997 .
والقطعة رقم 28 والتي تخص استراحة دير سانت كاترين تقع داخل الحرم بالمنطقة الأثرية لدير سانت كاترين طبقًا للقرار الوزاري رقم 509 لسنة 1997 ، وقرار اللجنة الدائمة للإثار الإسلامية والقبطية بجلستها في 18 يناير 2000 ، وبذلك يتأكد عدم ولاية الأراضي لمحافظة جنوب سيناء فهي تابعة للمجلس الأعلى للآثار وتتوافر لها الحماية بقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته كما تتوافر لها حماية دولية لوقوعها ضمن مدينة سانت كاترين المسجلة تراث عالمي استثنائي باليونسكو في عام 2002 .
رهبان الدير
حافظ الرهبان عبر العصور منذ إنشاء الدير في القرن السادس الميلادي عليه وعلى كل المواقع حوله وكانوا ينتمون للكنيسة اليونانية ، ولكن اكتسبوا استقلالًا كاملًا داخل الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية منذ عام 1782م ، وكان بالدير كنائس للطوائف المختلفة للسوريين والأرمينيين والمصريين واللاتينيين لكنهم هجروا كنائسهم وظلت كنيسة اللاتينيين موجودة حتي القرن الـ17 الميلادي ، وساد الرهبان الأرمن في القرن الثامن والتاسع الميلادي وبعدهم اللاتينيين.
أدوار بطولية
وكان لهم دور بطولي وقت الحروب الصليبية واحتلال الصليبين للقدس حين عزم بلدوين الأول ملك أورشليم على زيارة دير سانت كاترين عام 1117م، وكان يحضر الصليبيون للدير كزوار فقط ولكن الرهبان رفضوا طلب ملك أورشليم خوفًا على شعور الدولة الإسلامية حيث كانوا يعيشون في ظل سماحتها .
نزع علم إسرائيل
وأثناء احتلال سيناء قام مطران دير سانت كاترين الحالي قداسة الأب ديمتري دميانوس بنزع علم سلطة الاحتلال الإسرائيلي الذى وضعته على باب الدير ووضع العلم المصري، وعندما علمت سلطة الاحتلال بذلك وجاءت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في ذلك الوقت وسألته بأي حق تنزع علم إسرائيل؟ فأجاب وأنتم بأى حق تضعون علم إسرائيل هذه أرض مصرية وسيعود إليها المصريون؟ فتم اعتقاله لمدة ثلاثة شهور حتى تدخلت انجلترا للإفراج عنه .
العلاقات بين الرهبان وأهل سيناء
قامت العلاقات بين الرهبان وأهل سيناء على أساس الجيرة الحسنة والتعاون فيما بينهم ، حيث يقوم أهل سيناء بأعمال الحراسة وإحضار المؤن للرهبان من الطور ويأخذون أجورهم إما نقدًا أو عينًا، منوهًا بأن التعاون بين أهل سيناء والرهبان مازال قائما حتى الآن فتقوم قبيلة الجبالية بخدمة رهبان الدير داخل الدير ، وآخرين يقومون بتأجير الإبل للسياح لصعود جبل موسي .
الدولة والدير
يقع دير سانت كاترين وكل المواقع الأثرية بمدينة سانت في نطاق منطقة آثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية ، وتشهد نهضة أثرية كبرى والمحافظة على مقتنياته المهمة منذ تسجيله عام 1993 ، كما ساهمت المنطقة بدور علمي كبير في تسجيل مدينة سانت كاترين تراث عالمي باليونسكو عام 2002 .
كما تم تسجيل عدد 1043 مقتنى من مقتنيات الدير ومكتبته تشمل كف القديسة كاترين ، وأواني كنسية وأيقونات ومخطوطات، وتمت أعمال ترميم شاملة بالدير عام 1986 شملت ترميم الكنائس والمسجد الفاطمي، كما قامت بعثة آثار يونانية تحت إشراف المنطقة بأعمال ترميم لبرج القديس جورج بالجدار الشمالي الشرقي عام 2001 وبه قاعة السكيفوفيلاكيون، وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات وأوانٍ مقدسة وثياب مقدسة ، وتم إعدادها كقاعة عرض دائمة لأيقونات ومقتنيات الدير يطلق عليه متحف الدير يدخله كل زوار الدير .
كما تمت أعمال ترميم فسيفساء التجلي بواسطة بعثة إيطالية وهى من أقدم وأجمل لوحة فسيفساء في العالم، وأعمال حفائر جنوب شرق الدير بواسطة بعثة آثار منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية كشفت عن مساكن حراس الدير الذين أرسلهم جستنيان في القرن السادس الميلادي وأسلموا بعد ذلك .
كما تم السماح بمعارض خارجية لأيقونات ومخطوطات ومقتنيات الدير لعدة دول شملت اليونان وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وإسبانيا .
كما تم ترميم الجزء الشرقي من مكتبة الدير ثاني مكتبة على مستوى العالم من حيث أهمية مخطوطاتها بعد مكتبة الفاتيكان .
وتستمر أعمال ترميم وتطوير الدير ضمن مشروع التجلي الأعظم تشمل ترميم الجزء الغربي من المكتبة وكنيسة القديس اسطفانوس ، وأعمال أغلفة حماية من الفولاذ لمخطوطات الدير المهمة وعمل نظام إنذار مبكر للحريق وإطفاء تلقائي وكاميرات مراقبة بمحيط الدير وتطوير وادى الدير ، وعمل مسار نبى الله موسى من وادى الراحة إلى جبل موسى ، وفى مواجهته يقع جبل التجلي .
#دير_سانت_كاترين #الحضارة_المصرية #التجلي_الأعظم #جنوب_سيناء #تراث_عالمي #اليونسكو #وزارة_الآثار #التاريخ_المصري #حماية_الآثار #مصر #السياحة