Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

رمال شواطئنا وأحجار آثارنا تُسرق في وضح النهار و”السياحة” منشغلة بإعداد بنية تشريعية للسياحة البيئية دون اكتراث بما يجري حولها!

رمال شواطئنا وأحجار آثارنا تُسرق في وضح النهار و”السياحة” منشغلة بإعداد بنية تشريعية للسياحة البيئية دون اكتراث بما يجري حولها!

 

 

 

دمشق …. دون شك نتفهّم الوضع الحالي لقطاع السياحة وما يعانيه من ارتكاسات ألمّت به لأسباب باتت معروفة للجميع، وندرك أيضاً أن وزارة السياحة تعتبر نفسها في فترة سمّاها الأوصياء عليها “استراحة محارب”، وأن الوزارة استغلت هذه الفترة وعملت على إعادة تأهيل وتعديل وتطوير العديد من البنى التشريعية لملفات السياحة، وأبرزها تلك المتعلقة بالسياحة البيئية، لكن ما لا نستطيع تفهّمه ولا إدراكه بالمطلق هو عدم دراية الوزارة (وتلك مصيبة بحدّ ذاتها) –وإن كانت تدري فالمصيبة أعظم- بالسرقات التي طالت بعض المواقع السياحية البيئية، ولعل ما يثير الغرابة والاستهجان هو ماهيّة هذه السرقات التي طالت رمال شواطئنا!. وفي هذا السياق يكشف أستاذ المعهد السياحي والفندقي صلاح خربوطلي لـ”البعث” عمّا يحدث للسياحة المستدامة وخاصة السياحة البيئية من سرقات في وضح النهار لرمال الشواطئ السورية بغية استخدامها لأغراض البناء، معتبراً أن هذه الرمال هي من الثروات الوطنية الواجب الحفاظ عليها، وكذلك سرقة الأحجار الأثرية واستخدامها أيضاً في البناء، إضافة إلى التراخي في معالجة الحرائق التي تطول بشكل سنوي أغلبية الغابات السورية بهدف امتلاك الأرض، ناهيك عن غياب مفهوم السياحة المستدامة عن التفكير في التخطيط السياحي، معتبراً أن إهمال الوزارة وعدم مراقبة وحماية هذه المواقع يؤدّيان بالنتيجة إلى انعدام السياحة المستدامة في مشاريع السياحة المستقبلية، كما اعتبر خربوطلي أن مبادرات الوزارة في مجال السياحة البيئية قليلة ومحدودة رغم أنها عملت على إنشاء 30 محمية موزعة على طول الجغرافيا السورية..!.

 

دون اهتمام!

في الوقت الذي يؤكد فيه مصدر في وزارة السياحة أن هذا النوع من السياحة لم يلقَ أي نشاط أو مساهمة على الأرض نتيجة الظروف القاهرة التي تعيشها البلاد، تفيد مديرة التخطيط السياحي في الوزارة المهندسة سوزان بشير بأن الوزارة بصدد إصدار النظام الوطني للسياحة البيئية وذلك بالتعاون مع بعض الجهات المعنية الأخرى، موضحة أن هذا النظام الوطني هو الذي يحدّد الملامح الأساسية للسياحة البيئية مع مبادئها، إضافة إلى أنه يعمل على تحديد الاشتراطات الرئيسية للسياحة البيئية، كما يعمل على تحديد أهدافها المتمثلة في تطوير وتحديد مناطق السياحة البيئية المحتملة مع إدخال المجتمع الأهلي بالعمل السياحي البيئي فضلاً عن إلزام القطاع الخاص بأهدافها.

 

وبيّنت بشير لـ“البعث“ أن الوزارة أصدرت دليل المواقع السياحية البيئية التي يقسمها الدليل إلى عدة شرائح، موضحة أن هذا الدليل يعتبر اللبنة الأولى لتحديد المشاريع السياحية البيئية بما يتناسب مع طبيعة كل بيئة.


معوّقات

ويرى الخبير في القطاع السياحي صبري شتيوى أنه من أجل سياحة بيئية متطورة لابد من العمل على إزالة كل المعوقات التي تعترض سبيل تنمية وتطوير السياحة، وفتح الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص للاستثمار في مختلف مجالات السياحة، مشيراً إلى أنه عند إقامة مشاريع السياحة البيئية والبرامج الداخلية لها في البلد، يجب الأخذ بعين الاعتبار عادات وتقاليد المواطنين والمقيمين في تلك المناطق والاهتمام بمشكلات التلوّث الناتجة عن هذه المشاريع وكيفية معالجتها لتجنّب الإضرار بالبيئة الطبيعية للمواقع السياحية، على أن يترافق ذلك مع نشر الوعي السياحي البيئي من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات واللقاءات وإصدار الكراسات التعريفية التي تبرز أهمية هذا النشاط، إضافة إلى إنشاء الفنادق والمطاعم والملاهي والمرافق الخاصة بالنشاطات الرياضية كالرياضة المائية وتخصيص أماكن بالمحميات السياحية للعائلات وتوفير كل الأمور الخدمية فيها.


وركز شتيوي على ضرورة إشراك السكان المحليين في المشاريع التي تتعلق بالسياحة البيئية، والعمل على تدريبهم ما يزيد دخلهم وينمّي لديهم الحرص على هذه المواقع والتجاوب مع هذا النوع من السياحة، وتوفير خرائط تفصيلية للمناطق الطبيعية التي تصلح لاستثمارها سياحياً، وإبراز دور هيئة السياحة لتحديد مسؤولياتها وواجباتها تجاه السياحة البيئية مع تحديد المناطق الطبيعية التي تصلح محميات سياحية بهدف تفعيل دور السياحة الداخلية.


بديل عملي


ويرى شتيوي أن مفهوم السياحة البيئية الذي برز منذ عدة سنوات هو بديل عملي للحفاظ على الطبيعة والتراث الثقافي للعالم والمساهمة في التنمية المستدامة، معتبراً أن السياحة البيئية أحد أهم أنواع السياحة فهي إضافة إلى دورها في زيادة الدخل القومي تعدّ في بعض البلدان ومنها الدول العربية أهمّ مصدر للدخل، فهي تساهم في إبراز التراث الحضاري للبلد والمحافظة على معالمه الطبيعية، وفي حال وجود المحميات الطبيعية فهي ستساهم في المحافظة على تنوّع الأحياء بشقيها النباتي والحيواني، ويجب أن نسعى جميعاً إلى حشد الطاقات والإمكانات مع تضافر الجهود لمحاربة جميع المظاهر السلبية التي تؤدّي إلى الإضرار بمنظومة البيئة ومفرداتها، كما يجب أن تطبّق كل المعايير البيئية عند إنشاء وتجهيز مشروعات المنتجعات والمدن والقرى السياحية حتى تصبح السياحة البيئية واضحة وصريحة، مع أهمية التقليل من زيادة تأثير الملوّثات البيئية في موروث ومستقبل الأجيال القادمة والعمل على زيادة نموّ الوعي البيئي في مجال السياحة بصورة جدية ومتطوّرة، نظراً لوجود قصور في الوعي البيئي في مجال السياحة وخاصة في بلدنا بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها، مع الإشارة إلى أن سورية تعدّ من أهم الدول سياحياً لاحتوائها على العديد من المناطق التي تصلح لإقامة محميات طبيعية ومواقع تراثية، وبالتالي علينا أخذ العوامل المؤثرة في صناعة السياحة البيئية بعين الاعتبار لترسيخ هذا النوع من السياحة استعداداً لمرحلة ما بعد الأزمة.


المصدر: صحيفة البعث

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله