Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

خبير آثار يفند بالأدلة الأثرية رواية هجوم المسلمين على دير سانت كاترين فى العصر الفاطمى

خبير آثار يفند بالأدلة الأثرية رواية هجوم المسلمين على دير سانت كاترين فى العصر الفاطمى

 

القاهرة "المسلة" …. صرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن نعوم بك شقير صاحب موسوعة تاريخ سيناء الذى كتبها عام 1916 ذكر بها رواية عن هجوم الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله على دير سانت كاترين ونقل عنه معظم المؤرخين الغربيين الذين كتبوا عن الدير مزورين لتاريخ بناء الجامع الفاطمى بناءاً على تلك الرواية وما زالت آثار هذه الرواية حتى الآن فى الدراسات البحثية وفى الإعلام وقد ترددت هذه المغالطة فى أحد المواقع الإلكترونية المصرية منذ أيام حين نقل أخبار احتفالات استشهاد سانت كاترين.

 


ومن هذا المنطلق وفى إطار الاحتفالات يؤكد الدكتور عبد الرحيم ريحان أن هذه الرواية لا أساس لها من الصحة وأن كل من ذكر هذه القصة من مؤرخى الغرب بدأها بكلمة طبقاً للحديث المتواتر بين شخص وآخر كما نقول نحن الآن (بيقولوا ) ومنهم المؤرخ جالى الذى ذكر فى بحث له نشره عام 1985 ناقلاً عن نعوم شقير أن الحاكم بأمر الله أراد أن يهدم الدير ولكن الرهبان أخبروه أن به جامع وقاموا ببناء الجامع بسرعة داخل الدير لحماية الدير وقد نقل نعوم شقير هذه المغالطة التاريخية من أحاديث دون أن يتحقق من الأصل وقيل له أنها موجودة بكتاب بمكتبة الدير يسمى (تاريخ السنين فى أخبار الرهبان والقديسين) وهذا الكتاب ليس له وجود لا فى مكتبة الدير ولا فى آى مكان آخر أى الأصل الذى نقل عنه الجميع لا أصل له.


 

 

ويضيف د. ريحان بأن الأدلة الأثرية الدامغة تثبت كذب هذه القصة وتؤكد أن الجامع لم يبنى أصلاً فى عهد الحاكم بأمر الله مما ينفى الرواية من أصلها بل بنى فى عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله عام 500هـ 1106م والدليل الأثرى الأول هو وجود كرسى شمعدان من الخشب داخل الجامع عليه نص كتابى من عهد الإنشاء فيه اسم منشئ الجامع وهو أبى المنصور أنوشتكين الأمرى نسبة إلى الخليفة الآمر بأحكام الله الذى بنى هذا الجامع وثلاثة جوامع أخرى أحدهم فوق جبل موسى والآخران بوادى فيران كشفت عنهم الحفائر بسيناء.

 

 

 

ويتابع د. ريحان بأن الدليل الأثرى الثانى هو نص محفور على واجهة منبر الجامع بالخط الكوفى يؤكد أن بناء الجامع كان فى عهد الآمر بأحكام الله الموجود اسمه بهذا النص وتاريخ الإنشاء واسم منشئ هذا المنبر المخصص للجامع وهو الأفضل بن بدر الجمالى عام 500هـ وبنى الجامع داخل الدير ثمرة العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين التى بلغت ذروتها فى العصر الفاطمى ليصلى فيه قبائل سيناء الذين يقومون بخدمة الدير من قبائل الجبالية نسبة لجبل موسى وكذلك القبائل خارج الدير كما أن حب الفاطميون لإنشاء المساجد فى الأماكن المباركة دفعهم لإنشاء هذا الجامع بالوادى المقدس طوى.

 


ويوضح د. ريحان أن الحجاج المسلمون كانوا يمرون بهذا الجامع داخل الدير فى طريقهم لمكة المكرمة عن طريق ميناء الطور القديم وتركوا كتابات تذكارية عديدة ما زالت على محراب الجامع إلى الآن ويقع الجامع فى الجزء الشمالى الغربى داخل الدير ويواجه الكنيسة الرئيسية حيث تتعانق مئذنته مع برج الكنيسة وتخطيطه مستطيل جداره الجنوبى 9.88م ، الشمالى 10.28م ، الشرقى 7.37م ، الغربى 7.06م وارتفاعه من الداخل 5.66م ينقسم لستة أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية من الحجر الجرانيتى المنحوت ثلاتة عقود موازية لجدار القبلة وأربعة متعامدة عليه وله ثلاثة محاريب الرئيسى متوج بعقد ذو أربعة مراكز كالموجود فى الجزء القديم من الجامع الأزهر وله منبر خشبى آية فى الجمال يعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمى الأول منبر جامع الحسن بن صالح بالبهنسا ببنى سويف والثانى منبر الجامع العمرى بقوص كما يشبه المنبر الخشبى بمسجد بدر الدين الجمالى الذى يعود تاريخه إلى 484هـ ، 1091م المنقول من عسقلان إلى الحرم الإبراهيمى بفلسطين وللجامع مئذنة جميلة من الحجر الجرانيتى تتكون من دورتين قطاعهما مربع فى منظر لا يتكرر ولن يتكرر إلا فى مصر هذا التعانق والوحدة التى تجمع الأديان فى بوتقة واحدة. 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله