خبراء: السياحة فى أوروبا لن تتأثر بالهجمات الإرهابية
بروكسيل …. للمرة الثانية هذا العام كانت باريس وهي الوجهة السياحية الأولى في العالم مسرحا لهجوم "إرهابي" فيما شهدت بروكسل العاصمة السياسية للاتحاد الأوروبي إجراءات أمنية مشددة لمدة أسبوع تقريبا بسبب التهديدات "الإرهابية".
وقد تسببت هجمات باريس التي وقعت في 13 نوفمبر الماضي في خسائر بالنسبة لشركات السفر والفنادق الأوروبية قدرت بملياري يورو فيما كلف "إغلاق" العاصمة البلجيكية بروكسل لمدة أسبوع نحو 50 مليون يورو في اليوم الواحد.
وتعد السياحة واحدة من أكبر قطاعات الاقتصاد الفرنسي بما يمثل سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في فرنسا.
وتكتسب بلجيكا بسرعة مكانة مرموقة باعتبارها واحدة من الوجهات الأوروبية التي يجب زيارتها فقد زارها في عام 2013 نحو 6ر7 مليون سائح وبلغت المساهمة المباشرة لقطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لها 7ر8 مليار دولار أمريكي.
ومن ثم يأتي السؤال: كيف ستؤثر الأحداث الأخيرة في كل من فرنسا وبلجيكا على تدفق السياح إلى هذين البلدين الأوروبيين؟ وللاجابة عن هذا السؤال نستعرض هنا آراء عدد من المحللين والخبراء الذين أجمعوا على أنه سيكون هناك بعض التأثير على المدى القصير وليس على المدى الطويل على صناعة السياحة.
ومن جانبه قال الخبير البلجيكي في قطاع التمويل والاقتصاد الإسلامي البروفيسور لوران مارليير ان بروكسل لم تشهد فعلا المحاولات (الهجمات) التي شهدتها باريس "فقد شهدنا إجراءات وقائية… وقد أدى ذلك الى اعتقال بعض المشتبه فيهم" ومن ثم فإن التأثير لا يمكن أن يقارن مع باريس.
وأضاف في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "أن بروكسل هي واحدة من معظم المدن التي تغطيها وسائل الاعلام في العالم. ووجود مؤسسات دولية كبيرة مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) يوضح ان بروكسل هي حديقة العديد من المراسلين الأجانب. لذلك فإن تأثير تغطية وسائل الإعلام أعلى في بروكسل من أي مدينة أخرى".
وذكر الخبير البلجيكي "منتجات بعض وسائل الإعلام الأكثر شعبية ليست مجرد أخبار ولكنها أخبار سيئة وبمجرد أن تجد هذه الصحافة المعينة موضوعا آخر فإنها تركز عليه وتخفف الضغط عن بروكسل".
وبين "بعد أسابيع من الهجوم المأساوي على صحيفة (شارلي ابدو) الساخرة (7 يناير 2015) عادت أعداد السياح في العاصمة الفرنسية الى ما كانت عليه ومن ثم فإن التأثير على بروكسل سيكون محدودا وعلى المدى القصير بشرط عدم حدوث أي محاولة جديدة كبيرة حقيقية مرة اخرى".
بدوره اعتبر الاقتصادي الشهير سونيل براساد الذي يقيم في بروكسل "من المرجح أن يكون للهجوم الإرهابي المروع في باريس الشهر الماضي تأثير على حركة السياح إلى فرنسا حيث زادت هجمات باريس من المخاوف بشأن الإرهاب بحيث جعلتها تمثل تحديا رئيسيا للسياحة على المدى الطويل".
وقال في تصريح مماثل ل (كونا) ان فرنسا هي الوجهة السياحية الأولى في العالم مع 83 مليون زائر سنويا بما يوفر عائدات من الايرادات السياحية بقيمة تصل إلى أكثر من 36 مليار يورو موضحا أن السياحة هي واحدة من أكبر قطاعات الاقتصاد الفرنسي بما يمثل أكثر من سبعة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لفرنسا.
واضاف براساد "ومن ثم فان هذا الهجوم المروع سيكون له تأثير على الاقتصاد الفرنسي وأيضا لأنه يأتي للأسف في الوقت الذي بدأ الاقتصاد الفرنسي يظهر بعض العلامات على التعافي".
بيد انه شدد "لا أرى أي تأثير طويل الأمد على السياحة الفرنسية لأن المسافرين يعرفون أن مثل هذه الأحداث أصبحت ظاهرة عالمية وأفضل طريقة لارسال رسالة للارهابيين هي غرس ثقة السفر في المدينة".
وأشار براساد إلى أن مؤتمر المناخ الذي عقد أخيرا في باريس وحضره أكثر من 40 ألف مسؤول حكومي ونشطاء وعلماء وخبراء في البيئة من جميع أنحاء العالم والذي استمر أسبوعين هو شهادة على قدرة وعزم فرنسا على مكافحة "الارهاب".
من جهته رأى الامين العام لغرفة التجارة العربية – البلجيكية – لوكسمبورغ المشتركة قيصر حجازين ان قطاع السياحة قد يتأثر لفترة قصيرة.
وقال لوكالة الانباء الكويتية انه فيما يتعلق ببلجيكا فقد تم تأجيل بعض الأنشطة الثقافية والرياضية مشيرا الى ان ما كانت تعكسه وسائل الإعلام في الخارج لم يكن الحقيقة.
وأضاف حجازين ان بلجيكا بالنسبة للسياح العرب ليست الوجهة الأولى موضحا انه "لا يوجد سوى بضعة آلاف يأتون من الدول العربية لزيارة بلجيكا أما الشريحة الأكبر من السياح العرب فانها تذهب إلى فرنسا أو اسبانيا".
وذكر "خلال الأسبوع الذي كانت فيه بروكسل مغلقة جرت بعض عمليات إلغاء في قطاع الفنادق ولكن الآن قامت غرفتنا بتنظيم منتدى سنوي كبير في الأسبوع الماضي وقد اتصل بي عدد كبير من الاشخاص من الدول العربية وأبلغتهم بالحقيقة".
وأوضح حجازين "الآن عادت الحياة إلى طبيعتها في بروكسل وقد قمت بنفسي بدعوة أناس من الدول العربية وقد أتوا ورأوا بأنفسهم أن الواقع كان مختلفا. وقد اتخذت السلطات البلجيكة إجراءات وقائية لمدة أسبوع واحد فقط ولم يحدث شيء هنا ونأمل ألا يحدث شيء في المستقبل".
بدورها رأت شذى إسلام مديرة السياسات بمركز "أصدقاء أوروبا" البحثي ومقره بروكسل "أن الاجراءات الامنية والضوابط على جوازات السفر ستزداد في منطقة الشنغن وغيرها في الاتحاد الأوروبي.
وقالت في تصريح مماثل ل(كونا) "لن يكون هناك تأثير حقيقي على السياح. سيكون هناك المزيد من الأسئلة لاولئك الأشخاص الذين يدخلون الأراضي الأوروبية. ينبغي أن يعلم الناس أنه سيكون هناك المزيد من عمليات التفتيش الأمنية".
وأضافت "لا أتوقع أنه سيكون هناك تأثير على الوجهات السياحية في أوروبا" مشيرة إلى أن الناس يسافرون إلى الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
من جانبه رأى مايكل ايمرسون مساعد كبير الباحثين في مركز دراسات السياسة الأوروبية في بروكسل أن السياح خارج أوروبا قد يكونون قلقين من الحوادث ولكن الامر في الحقيقة داخل أوروبا طبيعي.وقال في تصريح مماثل ل(كونا) "وبالتالي فإن المخاوف غير مبررة حقا. وفيما يتعلق بعمليات التفتيش الحدودية والضوابط بالنسبة للسياح فانه لم يتغير شيء".
وكانت العاصمة الفرنسية باريس شهدت الشهر الماضي سلسلة هجمات "إرهابية" شملت إطلاق نار جماعيا وتفجيرات انتحارية واحتجاز رهائن نفذها اشخاص ينتمون إلى ما يسمى تنظيم (داعش) واسفرت عن مقتل 130 شخصا واصابة 351 آخرين.
وبعد ثمانية أيام على هجمات باريس رفعت السلطات البلجيكية مستوى التأهب الامني في بروكسل إلى الدرجة القصوى بعد أن كشفت التحقيقات في هجمات باريس أن ثلاثة من مرتكبيها كانوا يعيشون هناك.
حجار يبحث الخدمات المقدمة الى معتمرى وحجاج العراق واليونان
الرياض "المسلة" …. التقى وزير الحج د. بندر محمد حجار في مكتبه بالرياض أمس سفير الجمهورية العراقية لدى المملكة رشدي محمود العاني وسفير جمهورية اليونان لدى المملكة بوليخرونيس بوليخرونيو بحسب واس.
وجرى خلال اللقاءين تناول الخدمات والتسهيلات كافة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لضيوف الرحمن والاستعدادات المتعلقة بمعتمري وحجاج البلدين لهذا العام 1437ه.