العقبة "المسلة" ….. بدأت البواخر السياحية بالتقاطر على مدينة العقبة والتي ستشهد خلال الموسم الحالي وصول أكثر من 15 باخرة تحمل أكثر من 30 ألف سائح، من مختلف الجنسيات الأوروبية أغلبها من الجنسية الأميركية والألمانية والبريطانية.
ومع وصول أول البواخر السياحية أول من أمس، والتي تحمل على متنها أكثر من 100 سائح، أعلنت سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بدء موسم رحالات البواخر لزيارة أضلاع المثلث الذهبي العقبة – وادي رم – البتراء بحسب الغد.
ويبدأ موسم البواخر السياحية الأول في العقبة منتصف شهر ايلول (سبتمبر) وينتهي في شهر شباط (فبراير) من العام الذي يليه، فيما يبدأ الموسم الثاني بداية آذار (مارس) وينتهي في منتصف شهر حزيران (يونيو).
وقال مفوض الاستثمار والسياحة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة شرحبيل ماضي، إن العقبة ستشهد تباعاً وصول البواخر للموسم الحالي، في حين يتنظر قدوم بواخر أخرى عملاقة وتحمل على متنها أكثر من 3100 سائح من جنسيات مختلفة.
وبين ماضي أن السلطة تخطط لإنشاء مرفأ للسفن السياحية عبر تجهيز البنية التحتية في ميناء العقبة بالتعاون مع شركة المعبر الدولية لاستقطاب أكبر عدد من البواخر التي لوحظ مؤخرا ازدياد أعدادها بشكل كبير وخاصة زيادتها السنة الحالية بنسبة وصلت إلى أكثر من 20 %.
وأضاف، أن السياح على متن هذه البواخر سيزورون مدينة البتراء ووادي رم، مشيرا إلى أن غالبية السياح هم من زوار اليوم الواحد أو 48 ساعة.
وكشف ماضي عن خطط السلطة الترويجية لمدينة العقبة وتسويقها كنقطة جذب للبواخر السياحية، عن طريق ترويج مشترك مع شركات عالمية متخصصة بالسياحات البحرية.
يذكر أن البواخر السياحية هي سفن ضخمة تستخدم في رحلات سياحية، وعادة تتألف من عدد من الطوابق والغرف الصغيرة المساحة والغرض الأساسي لها هو السياحة وليس النقل والسفن السياحية تعمل في الغالب على الذهاب والعودة للميناء ذاته الذي انطلقت منه، وأغلب البواخر السياحية تكون فاخرة وغالية الثمن.
وأكد خبراء في القطاع السياحي أن سياحة البواخر تسهم في زيادة أعداد السياح الى مختلف المدن الساحلية في العالم، وذلك من خلال الإبحار في المحيطات والبحار في رحلة تستغرق عشرة أيام أو أكثر لتتوقف خلالها في محطات قصيرة تستغرق على الأغلب يوما واحدا، مؤكدين أن مدينة العقبة السياحية تعد من أهم المحطات التي ترسو بها تلك البواخر، وتتميز بالمناخ المعتدل خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث يقوم من على متنها بزيارة المدينة الوردية ولمدة يوم واحد.
يشار إلى أن هذا النوع من السياحة قد رفد الاقتصاد بأكثر من 25 مليار دولار خلال العام 2011 في العالم وقد أصبح الاكثر نموا في العالم؛ حيث تزداد بمعدل 8 % سنويا وتنقل 100 مليون مسافر على متن تلك البواخر التي تمتلكها شركات عملاقة قامت باستثمار مليارات الدولارات لتطوير وتسويق هذا النوع من السياحة.
وكانت العقبة قد استقبلت أكثر من 20 باخرة سياحية خلال الموسم السياحي الماضي، والذي انتهى منتصف شهر حزيران (يونيو) الماضي وبما يقدر بأكثر من 35 الف سائح من مختلف الجنسيات الأوروبية، ما يعني ان السياح الأوروبيين اصبح لديهم ثقة بالمنتج السياحي الاردني.
وأكد ماضي أن وصول آلاف السياح عن طريق البواخر منذ بداية العام عمل على تحريك القطاعين التجاري والسياحي في المملكة خاصة العقبة، من خلال زيارتهم إلى الوسط التجاري للتبضع وارتياد المطاعم السياحية، بالإضافة إلى زيارة المواقع الأثرية في كل من العقبة والبترا، بما يساهم بشكل كبير في الترويج والتعريف بشكل أكبر بالمنتج السياحي الأردني الفريد من نوعه في المنطقة، خاصة ما تتميز به مدينة العقبة على صعيد نظيراتها في حوض البحر الأحمر.
وأشار ماضي إلى أن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة قامت بتوفير كافة الإجراءات التي من شأنها تسهيل دخول الباخرة وخروجها من وإلى المملكة واستضافة ركابها.
وأكد ماضي أن العقبة تشكل اليوم النموذج المثالي للبيئة الاستثمارية السياحية التجارية النشطة والجاذبة للسياح والاستثمارات، لما توفره من قوانين وتشريعات تشكل ضمانة للمستثمرين والسائحين والزوار على حد سواء.
واعتبر، أن الحراك السياحي والتجاري النشط الذي تشهده العقبة في العطل ونهاية الأسبوع، سيسهم إلى حد كبير في إنعاش الحركة السياحية والاقتصادية في المدينة، لما تمثله العقبة دائما من مقصد سياحي مميز للأردنيين وضيوفهم، مشيراً إلى قيام السلطة والجهات المعنية بتوفير كافة المتطلبات الأساسية على الشواطئ والساحات وأماكن الترفيه لخدمة أهالي العقبة وزوارها.
وأكد على توجه السلطة الخاصة بالتعاون مع جميع الجهات ذات العلاقة للوصول إلى أسواق سياحية جديدة غير تقليدية، تعمل على رفد السوق والمنتج السياحي في العقبة، بما يعزز من القدرة التنافسية لهذا السوق ويحرك من الواقع السياحي، الذي يشهد تراجعا بفعل العديد من عوامل التوتر التي تشهدها المنطقة والإقليم بشكل عام.