معالجة أزمة الطائرة .. بشركات الأمن .. والتكنولوجيا بقلم: جلال دويدار

معالجة أزمة الطائرة .. بشركات الأمن .. والتكنولوجيا

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

الرئيس عبدالفتاح السيسي عبّر عن السياسة التي يجب اتباعها لمواجهة تداعيات سقوط الطائرة الروسية في اتصالاته مع بوتين وكاميرون

في ظل التقدم التكنولوجي وما صاحبه من جهود واجتهادات للاستفادة منه في تطوير عمليات المتابعة الأمنية كان من الطبيعي ان تستغني الكثير من الدول عن النظم التقليدية المعمول بها لتشغيل منافذها الحدودية خاصة الجوية والبحرية.

 ارتباطا بهذا الامر فلا احد يستطيع ان يناقش او يجادل في حتمية وأهمية اتخاذ كل الاجراءات التي تضمن الحفاظ علي الأمن القومي. يحتم اداء هذه المسئولية توفير الادوات والامكانات المرتبطة بمنظومة التكنولوجيا الأمنية المستخدمة كي تقوم الدولة اي دولة بكل ما يتعلق بشئونها الأمنية بدرجة عالية من الأمن والأمان والحرفية.

كلنا ندرك اننا دولة مستهدفة بحكم الموقع والمكانة والدور المنوط بنا في المنطقة الحساسة المتواجدين فيها. في نفس الوقت فإن من حقنا ان نتطلع ونعمل ونجتهد من اجل ان يتاح لنا مكان بين الدول المتقدمة المزدهرة اقتصاديا واجتماعيا. التوفيق بين هذين العاملين يفرض علينا الاستعانة بالتكنولوجيا العالمية وبالخبرات الدولية في آن واحد. تعاملنا المجدي مع هذه القضية بما يحقق مصالحنا يتطلب تجنب استمرار وقوعنا اسري لفزاعة الخوف علي امننا القومي. هذا الأمر يمكن معالجته بما يتم اتخاذه من اجراءات محورها التكنولوجيا والاشراف غير المباشر.

< < <
لا جدال ان كل ما ذكرته متعلقا بهذه القضية يتصل بشكل اساسي بالكارثة التي تعرضت لها السياحة.. صناعة الأمل في مصر .. في أعقاب حادث سقوط الطائرة الروسية. إن ما أدي الي تفاقم تداعيات هذه الكارثة وانعكاساتها علي حركة السياحة الوافدة ارتبط سواء كان ذلك صحيحا أو غير صحيح بالترويج لوجود خلل في الاجراءات الامنية المطبقة في مطار شرم الشيخ. كان ضروريا التحرك لسد هذه الثغرة بما يقطع الطريق علي كل محاولات إلحاق الضرر بمصر وبهذه الصناعة التي اصبحت ركيزة للاقتصاد القومي.

كان علينا وبفكر متفتح العمل بمضمون المثل العامي الذي يقول: «الباب اللي يجيلك منه الريح سده واستريح». تفعيل هذا المثل لانقاذ السياحة المصرية من التربص والتآمر يفرض علينا ان تكون وسيلتنا في ذلك.. التكولوجيا الأمنية  والاستعانة بخبرة المؤسسات الدولية المتخصصة في حفظ الامن والعاملة في الكثير من مطارات العالم.

< < <
إن ما يبشر بامكانية اتباعنا لهذه السياسة تمثل فيما عبّر عنه الرئيس عبدالفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده في لندن مع رئيس وزراء بريطانيا. اعلن تفهمه للاجراء الذي تم اتخاذه لتأمين السياح البريطانيين الذين كانوا في شرم الشيخ عقب سقوط الطائرة الروسية. هذا الموقف من جانب الرئيس السيسي تكرر بعد ذلك في اتصالاته مع الرئيس الروسي بوتين حيث اعلن استعداده للتعاون لتوفير كافة متطلبات تأمين السياح الروس. هذا الفهم المسئول كان وراء اشارة بوتين الي إمكانية استئناف قدوم السياح الروس إلي شرم الشيخ وكل مقاصد مصر السياحية بعد استكمال الخطوات اللازمة لتحقيق هذا التأمين. بناء علي ذلك وفي اطار ما دار وما يجري من زيارات وتحركات من جانب كل من مصر وروسيا وبريطانيا فإنه من المتوقع أن تعود البرامج السياحية إلي مقاصدنا  لسابق عهدها في القريب العاجل بإذن الله.