القاهرة ….. يعد المهرجان الدولي لـ"قوارب التنين"، الذي جرى امس (السبت) في نهر النيل بالقاهرة، مزيجا فريدا من الثقافة والرياضة، بما يعكس أواصر التعاون والشراكة بين مصر والصين.
ويقول محافظ القاهرة المهندس عاطف عبدالحميد ان "الحدث يمثل فصلا جديدا في التمازج الحضاري والثقافي بين مصر والصين".
وأضاف عبدالحميد في كلمة خلال المهرجان، " انطلاقا من الريادة التاريخية التي تحظى بها مصر والصين، فإن القاهرة ليسعدها أن تهدي العالم هذا الحدث الثقافي الرياضي السياحي"، مشيرا إلى أن مهرجان القاهرة الدولي لقوارب التنين يقام للمرة الأولى ليس في القاهرة فحسب بل في أفريقيا والشرق الأوسط.
وتابع ان الحدث يتزامن مع الذكرى الستين لبدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، اللذين يحتفلان خلال 2016 بالعام الثقافي المصري الصيني.
وأشار إلى اختيار موعد المهرجان بعناية، حيث يأتي مع انتصار مصر في حرب السادس من أكتوبر، وكذلك احتفالات الصين بعيدها الوطني.
وأعرب جمع من الجمهور وقف يلوح بأعلام دول مختلفة، عن سعادته بمشاهدة المراكب التي تحمل رأس التنين في المقدمة وذيله في الخلف، واستمتعوا كذلك بالرقصات والموسيقى والفولكلور المصري والصيني.
وأبدت تشن دونغ يون المستشارة الثقافية بسفارة الصين في مصر لـ(شينخوا)، سعادتها بحضور المهرجان الأول من نوعه في مصر، معتبرة أن مثل هذه الأحداث تجعل اليوم الوطني للصين مبهجا.
"من اليوم أصبح لدى مصر فريق لمركب التنين، وهو الأمر الذي يعني الكثير، ويمثل فرصة جيدة لكلا الشعبين لمزيد من التعاون والتكامل"، أضافت تشن دونغ يون التي تأمل أن تحضر هذ الحدث في مصر خلال الأعوام القادمة.
ومهرجان "قوارب التنين" هو عيد صيني تقليدي يصادف الخامس من الشهر الخامس القمري الصيني، ويرجع تاريخه إلى أكثر من ألفي عام.
وعمل على تنظيم المهرجان جمعية "الصداقة المصرية – الصينية"، وهي منظمة غير حكومية في القاهرة، بالتعاون مع السفارة الصينية ومحافظة القاهرة.
وشارك في المهرجان 12 فريقا، بينهم أربعة فرق محترفة من الصين ومصر وأوروبا، بينما الفرق الأخرى من الكشافة وبعض طلاب المدارس، وكذلك فريق يمثل اللاجئين الأفارقة في مصر، شارك فقط من أجل التعرف على السباق وقضاء وقت ممتع.
وقالت ماري لاي مؤسسة جمعية الصداقة المصرية – الصينية في القاهرة ان "الحدث يروج للصداقة بين الحضارتين المصرية والصينية اللتين تنعمان بالثراء الثقافي المذهل".
وأردفت ان المصريين يخلدون نهر النيل العظيم ويعدونه رمزا لحضارتهم العريقة، كذلك فإن الصينيين يبجلون التنين ويعتبرونه رمزا للقوة والعطاء وفقا لثقافتهم المجيدة.
واتفق آلان كوبيبرج ممثل الاتحاد الاوروبي لرياضة سباق مراكب التنين مع ماري لاي، قائلا إن " العلاقات المصرية الصينية فريدة من نوعها".
وأضاف لـ (شينخوا)، ان "الدولتين لديهما أقدم الحضارات وتجمعهما علاقات تاريخية متميزة، واليوم الثقافة الصينية متمثلة في التنين والثقافة المصرية متمثلة في نهر النيل امتزجتا سويا".
واستطرد انه رغبة من الاتحاد في مشاركة الاحتفالات المصرية الصينية فقد قام بتعديل الأجندة السنوية للمسابقات.
واعتبر أن "سباق القوارب ينمي فكرة الجهد الجماعي، حيث نجد عشرين متسابقا في مركب واحد يجدفون في نفس الوقت بنفس القوة في تناغم شديد وكأنهم آلات".
وواصل ان "قوارب التنين هي سباقات تتجاوز الحدود، وتعبر القارات، لتساعد الشعوب على تبادل الثقافات، إن السباق يحتضن كل الناس، من كافة الأعمار والأجناس، ذكورا وأناثا، وأصبح مؤخرا من أكبر وأهم الرياضات في العالم".
وجذب منظمو السباق وقارعو الطبول وكذلك قوارب التنين زاهية الألوان المتفرجين من كل حدب وصوب، لمتابعة هذه السباقات الحافلة بالإثارة والمتعة.
بدوره قال سو زو ياو قائد الفريق الصيني " شعرت بالاثارة للمشاركة في هذا السباق، مثل هذا النوع من السباقات فرصة جيدة لبناء فريق من المصريين لأنهم يعيشون بالقرب من النيل، وستكون مثل هذه الرياضات محببة لقلوبهم جدا".
وأكد سو أن "مثل هذا النوع من الرياضات فرصة جيدة لتقوية العلاقات بين الشعبين على المستوى الثقافي والرياضي".
وحضر فريق من هونغ كونغ وقوانغدونغ الصينية لتدريب الفرق بمصر على كيفية التحكم بمركب التنين.
"الرياضة هي جزء من الثقافة ملئ بالحيوية والقوة ونبض الحياة ويمارسها الجميع، الصغار والكبار"، قال أحمد على لاعب بالفريق الوطنى المصري للتجديف، والذي فاز بالمركز الأول في السباق.
وأردف" هذه أول مرة أجدف في مركب تنين، تلقيت بعض التدريبات من مدرب صيني بالأمس، واعتقد أن قوارب التنين تختلف عن قوارب التجديف الأخرى، حيث يشعر المجدف بحرية أكبر، لأن قدمه لا يشترط ملامستها لقاع المركب".
وبينما أصطف المصريون على الكباري التي يمر من تحتها مراكب التنين، أكد على أن حلمه أن يجدف في هذه المراكب قد تحقق اليوم بعد أن كان يشاهدها فقط على الإنترنت.
ومن المقرر أن تقام ثلاثة سباقات في عام 2017، أحدها في يناير القادم بمحافظة الأقصر جنوب القاهرة، والآخر في أبريل المقبل بمحافظة البحر الأحمر، والثالث في أكتوبر بالعاصمة المصرية.
وشارك بعض الفرق في السباق من أجل المتعة فقط، حيث حضر كريس روبكي وهو مدير المركز الأفريقي لتعليم الأمل، ومقره المعادي، بـ 36 شخصا.
وقال روبكي " أعلم طبعا أن 12 شخصا فقط سيدخلون المركب، لكن الباقي حضر للتشجيع والاستمتاع بيومهم".
وأشار إلى أن هذه الرياضة مهمة جدا لبناء عضلات الجزء العلوى من الجسم، وتعزيز العمل الجماعي.
وختم " عندما يشترك أشخاص من خلفيات ثقافية مختلفة، فإن الأمر يكون دائما إيجابي وممتع ومفيد للتعاون والتمازج بين الشعوب".