لجان الانتخاب تغلق أبوابها في انتخابات مجلس نواب مصر فى ظل مشاركة محدودة للغاية
القاهرة- تقرير ل (رويترز) – أغلقت لجان الانتخاب بمصر أبوابها مساء يوم الاثنين في نهاية ثاني وآخر أيام المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات مجلس النواب التي ستعيد الحياة النيابية لأكبر الدول العربية سكانا بعد توقف دام أكثر من ثلاث سنوات لكن الإقبال على التصويت كان محدودا بشكل عام.
وأجريت المرحلة الثانية في القاهرة و 12 محافظة أخرى. وأغلقت اللجان أبوابها في الساعة التاسعة مساء الاثنين بالتوقيت المحلي (1900 بتوقيت جرينتش) ثم بدأ فرز الأصوات.
ومن المتوقع إجراء انتخابات إعادة بسبب كثرة عدد المرشحين للمقاعد التي يجري شغلها بالمنافسة الفردية.
ويضم البرلمان الجديد 568 عضوا منتخبا بينهم 448 نائبا بالنظام الفردي و 120 نائبا بنظام القوائم المغلقة. ولرئيس الدولة تعيين ما يصل إلى خمسة بالمئة من عدد الأعضاء.
وتنافس المرشحون في المرحلة الثانية على 222 مقعدا بالانتخاب الفردي و 60 مقعدا بالقوائم.
وكانت المرحلة الأولى قد أجريت في 14 محافظة الشهر الماضي وأدلى فيها ما يقرب من ربع الناخبين بأصواتهم.
ويزيد عدد ناخبي المرحلتين على 55 مليون ناخب.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن 37 ألفا ومئة ناخب أدلوا بأصواتهم في الخارج بزيادة 7000 صوت عن المرحلة ألأولى. واقترع المصريون في الخارج في 139 سفارة وقنصلية مصرية.
والانتخابات البرلمانية هي الخطوة الأخيرة في خارطة طريق أعلنها الجيش بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو تموز 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.
ويقول الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الانتخابات حجر زاوية في خارطة الطريق التي أعلنها عندما كان قائدا للجيش ووزيرا للدفاع.
وحقق مؤيدو السيسي فوزا ساحقا في المرحلة الأولى في ظل غياب جماعة الإخوان عن المشهد ومقاطعة أحزاب اشتراكية وليبرالية للانتخابات. وينتظر أن يتكرر ذلك في المرحلة الثانية.
وقال شهود عيان ومراقبون إن معدلات التصويت اختلفت نسبيا من محافظة لأخرى. ولكنهم أضافوا أن الإقبال كان محدودا إجمالا.
وقال القاضي عبد الفضيل قنصوة نائب رئيس اللجنة العامة للانتخابات بمحافظة المنوفية في دلتا النيل إن نسبة التصويت يوم الأحد بلغت 12 بالمئة.
لكن اللواء سعيد عبد المعطي سكرتير عام محافظة القليوبية المجاورة قال إن نسبة المشاركة في المحافظة بلغت نحو 25 بالمئة.
وعلى غرار إجراء اتخذ في المرحلة الأولى أصدر رئيس الوزراء شريف إسماعيل قرارا يوم الأحد بمنح العاملين في الجهاز الإداري للدولة عطلة نصف يوم اليوم الاثنين لتشجيعهم على الإدلاء بأصواتهم.
كما ناشد إسماعيل القطاع الخاص "تقديم التيسيرات اللازمة للعاملين لديه" للإدلاء بأصواتهم.
ويتناقض عزوف الناخبين وخاصة الشباب الذين يشكلون أغلبية السكان مع الطوابير الطويلة والحماس الكبير الذي أبداه المصريون في آخر انتخابات برلمانية أجريت في أواخر 2011 ومطلع 2012. وكان المصريون يتوقون إلى التغيير وتحقيق أهداف انتفاضة 2011 التي جسدها الشعار "عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية" .
وقال حامد حسن (28 عاما) في مدينة قها التابعة للقليوبية "لا أريد المشاركة. أشعر أن ذلك يمثل خيانة لضمير الثورة المتبقي". في إشارة إلى الانتفاضة التي أسقطت الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد 35 سنة في الحكم.
ووفقا لإحصاءات اللجنة العليا للانتخابات في المرحلة الأولى فإن أكبر نسبة مشاركة بين الناخبين كانت لكبار السن من الرجال والنساء وبعض النساء في عمر الشباب.
وقالت منى عبد الستار (42 عاما) وهي تدلي بصوتها في إحدى اللجان بدائرة الباجور في المنوفية "أشارك كي أمنع استخدام المال السياسي والوجوه القديمة وتوريث الكراسي".
وتحدث مراقبون وجماعات حقوقية وناخبون عن لجوء كثير من المرشحين إلى استخدام الرشى بما فيها المال لتشجيع الناخبين على التصويت.
* شمال سيناء
ومصر بلا برلمان منذ عام 2012 عندما صدر قرار حل مجلس الشعب الذي كانت تهيمن عليه جماعة الإخوان بناء على حكم أصدرته المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون انتخابه.
وتنتقد أحزاب ونشطاء تغليب النظام الفردي على نظام القوائم في قانون انتخابات مجلس النواب وترى أنه ردة إلى سياسات مبارك التي كانت تفضل المرشحين الأثرياء وأصحاب النفوذ العائلي على الأحزاب.
ورغم حل الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يتزعمه مبارك تشير تقارير إعلامية محلية إلى فوز عدد كبير من نوابه وأعضائه بمقاعد في البرلمان الجديد.
وأجريت الانتخابات وسط إجراءات أمنية مشددة في وقت عانت فيه البلاد من أعمال عنف من جماعات متشددة على رأسها جماعة ولاية سيناء التي تتمركز في شمال شبه جزيرة سيناء وهي ذراع تنظيم الدولة الإسلامية بمصر.
وبعد عزل مرسي تصاعد العنف في شمال سيناء وهي محافظة صحراوية ذات أهمية استراتيجية تمتد من قناة السويس غربا إلى حدود مصر مع قطاع غزة وإسرائيل شرقا. وقتل متشددو تنظيم ولاية سيناء مئات من رجال الجيش والشرطة هناك خلال العامين الماضيين.
وشمال سيناء واحدة من محافظات المرحلة الثانية. وقالت مصادر في غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة إن نسبة المشاركة في دوائر المحافظة الأربعة بلغت 14.55 بالمئة يوم الأحد.
وأضافت أن نسبة التصويت في الدائرة الأولى ومقرها العريش عاصمة المحافظة بلغت 11.4 بالمئة في حين بلغت 2.88 بالمئة فقط في دائرة الشيخ زويد ورفح وهما مدينتان تشهدان الكثير من الهجمات والمواجهات بين قوات الأمن والمتشددين.ا