السياحة المصرية تعول على الأسواق الخليجية والعربية لتعويض النقص
القاهرة ….. تعول الحكومة المصرية على السياحة الداخلية والعربية خصوصا الخليجية، لتعويض جزء من التراجع الكبير في السياحة الأوروبية والآسيوية القادمة إلى البلاد، عقب سقوط الطائرة الروسية في سيناء الشهر الماضي، وفقاً لما قاله سامي محمود رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية في لقاء مع "الاتحاد".
وأبلغ سامي، الذي كان قد انتهى للتو من مؤتمر صحفي مع وزير السياحة المصري هشام زعزوع لإطلاق حملة "شرم الشيخ في قلوبنا"، ضمن حملات انقاذ السياحة المصرية التي تواجه أصعب مرحلة في تاريخها، بعد قرار روسيا تعليق رحلاتها إلى مصر، بأن هيئة تنشيط السياحة ستطلق بداية شهر ديسمبر المقبل حملة ترويجية في أسواق الخليج، لإستقطاب المزيد من السياح العرب إلى مصر خلال الفترة المقبلة.
وأضاف باللهجة العامية المصرية "السوق العربي هو اللي حيشيل السياحة المصرية الفترة الجاية"، موضحاً أن السوقين الروسي والبريطاني أكبر سوقين بالنسبة لكل من شرم الشيخ والغردقة، إذ يشكلان معا نحو 66% من مجمل السياحة القادمة للمنتجعين كما يشكلان معا أيضا نحو 45% من إجمالي عدد السياح القادمين إلى مصر خلال العام الماضي.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، بلغ إجمالي عدد السياح الروس الذين زاروا مصر العام الماضي نحو 3,2 مليون سائح من قرابة 10 ملايين سائح بما يعادل 32% من إجمالي أعداد السائحين، كما بلغ عدد السائحين الوافدين من بريطانيا إلى مصر خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي نحو 724 ألف سائح .
ووضعت الحكومة المصرية خطة لتخفيف الانعكاسات السلبية لحادث الطائرة الروسية على قطاع المصري الذي يدر عائدا سنويا تتجاوز قيمته 7,5 مليار دولار سنوياً، تتركز على تنشيط السياحة الداخلية، واستهداف الأسواق العربية وأسوق بديلة عن السوقين الروسي والبريطاني.
وقال محمود إن الحملة الترويجية الموجهة إلى دول الخليج وأسواق دول شمال إفريقيا كل من تونس والجزائر والمغرب تتضمن حملة اعلانات في الصحف والفضائيات وإعلانات الشوارع تركز على السياحة المصرية، علاوة على طرح برامج سياحية بالاتفاق مع اتحاد الغرف السياحية تشمل اسعار مخفضة على الاقامة في الفنادق، وكذلك على تذاكر الطيران، حيث من المقرر عقد اجتماع بين هيئة تنشيط السياحة ووزير الطيران، بهدف زيادة حركة النقل الجوي إلى مصر، من خلال زيادة عدد الرحلات القادمة إلى مصر من دول الخليج في المواسم السياحية.
وأضاف أن السوق العربي يشكل نحو 17% من إجمالي السياحة الوافدة إلى مصر، ويمكن أن يعوض كثيراً من النقص المتوقع من الأسواق التقليدية في أوروبا، موضحاً أن الشهرين المقبلين ديسمبر ويناير يشهدان بدء موسم العطلات الدراسية في الخليج، وأعياد الكريسماس، ويمكن لمصر أن تجتذب أعداداً كبيرة من الخليجيين في هذه الفترة.
وأوضح أن الفترة الأخيرة شهدت تغيراً في توجهات السائح العربي الذي بدأ يتوجه إلى شرم الشيخ والغردقة
وتعتزم مصر منح تسهيلات في تأشيرات دخول البلاد للسائحين القادمين من دول المغرب العربي كل من تونس والجزائر والمغرب، بحسب ما قال محمود لـ"الاتحاد" مضيفاً أن هناك أعداد كبيرة من المغاربة تذهب إلى أوروبا، ويمكن أن تجتذب مصر أعدادا كبيرة منهم إلى مصر.
وأوضح أن من بين الخطة التي وضعتها وزارة السياحة التركيز على أسواق بديلة للسوقين الروسي والبريطاني خلال الفترة المقبلة، مثل أسواق ألمانيا وايطاليا، وبولندا وأوكرانيا، والتشيك، فضلاً عن أسواق أمريكا الشمالية، وهى أسواق يمكن أن تعوض نقص السوقين الروسي والبريطاني.
ورصدت وزارة السياحة نحو 5 ملايين دولار للحملات الترويجية في الأسواق الخارجية، لمعالجة الصورة الذهنية السلبية عن مصر والتي أحدثها حادث سقوط الطائرة الروسية، وفقا لما قاله وزير السياحة المصري، خلال إطلاق حملة " شرم الشيخ في قلوبنا".
وقال محمود إن هذه الحملة تحاول تحسين صورة مصر في الأسواق التي تأثرت بالحملة الاعلامية السلبية لصحف أووربية عن تناولها لسقوط الطائرة الروسية، مضيفاً أنه من المقرر استضافة كتاب وصحفيين إلى مصر للاطلاع على استقرار الأمن والأمان في مصر.
وبشأن قدرة السياحة الداخلية على تعويض نقص السياحة الخارجية، قال محمود إن من الصعب تعويض كامل النقص الناجم عن توقف السياحة الوافدة من الأسواق الرئيسية، لكن يمكن أن تساهم السياحة الداخلية في تعويض جزء من هذا التراجع.
وقدر وزير السياحة حجم الخسائر الشهرية لقطاع السياحة بنحو 2,2 مليار جنيه (281 مليون دولار)، ترتفع إلى 6,6 مليار جنيه في حال استمر تعليق الرحلات الروسية إلى مصر لمدة 3 اشهر.
وطرحت وزارة السياحة برامج سياحية مخفضة القيمة للمصريين الراغبين في قضاء عطلاتهم في شرم الشيخ والغردقة والأقصر واسوان، وبحسب ما قال محمود فإن أسعارها تبدأ من 270 جنيهًا للبرنامج فى فنادق 3 نجوم لمدة 3 ليالٍ فى غرفة ثلاثية.
وتتضمن البرامج السياحية أسعارً مختلفة سواء للراغبين بالسفر براً أو عبر الطيران، ويصل سعر الإقامة لمدة 3 ليال 4 ايام في حال السفر بالطيران نحو 1180 للفندق 3 نجوم و 1380 جنيه للفندق 4 نجوم، و 1580 جنيه للفندق 5 نجوم.
وبدأت وزارات ومصالح حكومية في تنظيم رحلات لموظفيها إلى شرم الشيخ والغردقة، لمساندة أصحاب الفنادق، فيما يتوقع ان تنشط السياحة الداخلية خلال موسم إجازة نصف العام الدراسي نهاية الشهر المقبل.
غير أن الهامي الزيات رئيس اتحاد الغرف السياحية يرى أن السياحة الداخلية موسمية ترتبط بالعطلات والمواسم، ومن الصعب عليها أن تعوض السياحة الخارجية التي تعتمد عليها شرم الشيخ والغردقة، مشيراً إلى المصاعب التي تواجه المنشأن السياحية والفندقية منذ أحداث يناير 2011.
ويطالب أصحاب الفنادق الحكومة بمساندة القطاع السياحي في الفترة الصعبة التي يمر بها، كما يضيف الزيات، ومنها تأجيل دفع أقساط التأمينات ورسوم الكهرباء والمياه، فضلاَ عن الأقساط المستحقة للبنوك.