هجمات باريس قلق إضافي للأسواق وتغيير في أجندات الكبار
حتى إغلاق أسواق الأوراق المالية في غالبية دول العالم أول من أمس الجمعة كان الهاجس الأكبر الذي يسيطر على المستثمرين الذين يترقبون تداعياته هو استمرار تراجع أسعار النفط، وتحديدًا أسعار العقود الآجلة، ففي الأسبوع الماضي، تراجعت العقود الآجلة للخام الأميركي بنحو 8 في المئة وهو ما أدى إلى تراجع في أسعار أسهم قطاع الطاقة بنسبة 6 في المئة، لكن غدًا الاثنين تفتح الأسواق أبوابها على قلق آخر ربما يكون أكبر تأثيرًا، وهو انفجارات باريس الارهابية المتزامنة مساء الجمعة، والتي تؤشر لاختراقات أمنية أخرى محتملة في أوروبا والولايات المتحدة وتتزامن مع تهديدات علنية بتفجيرات في عواصم أخرى، الأمور ستكون أكثر تعقيدًا في البورصات، فالآلام تتجمع، فمؤشر ستاندرد آند بورز انخفض الأسبوع الماضي 3.2 في المئة في أسوأ أداء أسبوعي له منذ 21 أغسطس الماضي.
وإلى جانب البورصات، فإن النفط الذاته سوف يصبح عرضة للترقب، فهو ينتج بالأساس في منطقة الأحداث التي خرج منها التنظيم المتهم بتفجيرات باريس وهو داعش، والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند اعتبر أمس ان هجمات باريس التي أودت بحياة 127 شخصا هي «عمل من أعمال الحرب» نظمه داعش من الخارج بمساعدة من الداخل بحسب النهار الكويتية.
ليس بورصات العالم والنفط فقط على موعد مع الترقب والحذر، فالمؤتمرات الاقتصادية الكبرى التي ينتظرها العالم لبحث سبل الخروج من الأزمات المتكررة أصابها الحذر وتغيرت أجنداتها أيضًا فالرئيس الفرنسي أعلن عدم حضوره قمة مجموعة العشرين، التي تضم أكبر 20 اقتصادًا في العالم، والتي تبدأ في تركيا اليوم الأحد، ومن المتوقع أن تغير التفجيرات في جدول الأعمال ويقل التركيز على الاصلاحات المالية والاقتصادية، ليصبح الارهاب هو أولوية الاجتماع، الذي كان من المنتظر أن يركز على أزمة شح السيولة في الأسواق الناشئة، وفي مانيلا أعلنت الشرطة الفلبينية حالة التأهب القصوى أمس قبل اجتماع قمة منتدى التعاون لدول آسيا والمحيط الهادي «أوبك» المقررة هذا الأسبوع لضمان سلامة 20 زعيمًا والآلاف من أعضاء الوفود المشاركة في القمة.
وفيما يتعلق بالسياحة وحركة الطيران التجاري فالتأثير سيكون كبيرًا على موسم أعياد الميلاد الذي تنتظره المقاصد السياحية بفارغ الصبر، فحادثة انفجار الطائرة الروسية في الأجواء المصرية ألقت بظلال ثقيلة على منتجع شرم الشيخ، ومن المتوقع أن تتأثر حركة السياحة في باريس بالتفجيرات التي شهدتها المدينة.
وقال ألكسندر نيرادكو مدير وكالة النقل الجوي الروسية «روسافياتسيا» أمس إن روسيا تبحث فرض قيود على الرحلات الجوية من موسكو إلى باريس، بينما قالت شركة أمريكان ايرلاينز وهي أكبر شركة طيران في العالم من حيث حركة الركاب إنها أجلت رحلاتها إلى العاصمة الفرنسية باريس ردا على الهجمات التي وقعت هناك حتى على الرغم من استمرار عمل المطارات الفرنسية.