فى الازمة السياحية .. كفانا ذعرا وعويلا ..لابد ان نتعزز ونقبل التحدى
الهجمة الشرسة على السياحة المصرية فى حادث الطائرة تكشف عن مؤامرة
بقلم : عبدالناصر احمد
لاادرى لماذا هذا الذعر الذى ينتاب القطاع السياحى و بعض المسئولين بالقطاعات الاخرى المعنية بالسياحة المصرية جراء قيام عدد من الدول الاوربية وخاصة روسيا وانجلترا بتعليق رحلاتهم الى شرم الشيخ فلماذا كل هذا التهويل؟ من الموقف الذى وضح للجميع انه مؤامرة على مصر ونوع من انواع الضغط الاقتصادى والنيل من النجاحات التى يحققها الشعب المصر ى فى الاستحقاقات السياسية ، وتفويت الفرصة على الذين كانوا يردوننا ان نقع فى دائرة العنف والفوضى والارهاب والتقسيم مثلما كانوا يخططون ولماذا لانقبل التحدى بشجاعة؟
ونوضح لهم وللعالم اجمع ان مصر كما هى عبر التاريخ كانت وستبقى الصخرة التى تتحطم امامها وعليها كل المؤمرات والهجمات التى تهدف للنيل من الامة العربية، فلااحد ينكر اهمية السياحة بالنسبة للاقتصاد القومى الذى عانى كثيرا نتيجة ثورتين كانت تعارض احداها كبرى الدول رغبة لعدم خروج من مستنقع الارهاب ودائرة العنف حتى يتم التدخل فى شئونها وتقسيمها حسب اهوائهم التى كان مخططا لها مسبقا..!
والى العاملين فى السياحة واصحاب الفنادق والشركات اقول كفانا عويلا على ما لايستحق، ولابد ان نعلم جيدا انه اذا كانت هناك خسائر نتيجة هذا التعليق فالخسائر مشتركة فمنظمى الرحلات الذين ينظمون رحلاتهم الى مصر وتم منعها هم من يحصل على نصيب الاسد من ارباح الرحلات السياحية الى مصر فى بيع البرامج باسعار منخفضة تعتبر اقل اسعار سياحية فى العالم .. ولذلك فيجب ان نضع ذلك فى الاعتبار، والاهم من ذلك وما يمكن ان يشعر به غالبية الناس ان حظر السفر وتعليق الرحلات من روسيا وانجلترا تمثل خسائر للسائحين انفسهم بغض النظر عن انهم دفعوا سعر الرحلة ام لا..؟!
وذلك لان السائح الروسى او الانجليزى ياتى فى رحلة سياحية الى شرم الشيخ بالطائرة الشارتر ويقيم اسبوع بنظام الاقامة الشاملة فى فتدق 5 نجوم ياكل جميع الوجبات فى المطاعم الرئيسية بالفنادق ويذهب الى الشواطى وحمامات السباحة ليجد وجبات خفيفة متوفرة مجانا حتى ميعاد الوجبة الرئيسية فى المطعم، كما يتيح هذا النظام المشروبات من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الثانية منتصف الليل بما فى ذلك الكحوليات ، وذلك مقابل 40 دولار يوميا وتلك الدولارات الاربعين لمن لم يذهب الى موسكو ولندن لاتكفى لان تشرب فنجان قهوة وقطعة كيك باحد الكافيهات بجميع دول اوربا ..!
وفى هذه الحالة يكون منع حكومات هؤلاء السائحين من الذهاب الى مصر والاستمتاع بشمسها وبحرها فى الوقت الذى يكسو الجليد بلادهم قد تسببت لهم بخسارة مادية ونفسية فادحة..!
فلا اذيع سرا عندمااقول ان السائحين الروس والانجليز وغالبية الجنسيات الاوربية يأتون الى بلادنا ويستمتعون بمقوماتنا السياحية وياكلون ويشربون ما يشتهون طوال اليوم، ويفورون من مصاريف اعاشتهم العادية فى حالة بقائهم فى بلادهم وممارسة عاداتهم الغذائية الادنى معيشة .. بالتالى ياسادة فان الخسائر عليهم وعلينا ولابد من وضع الامور فى نصابها والتصرف بحكمة وتريث دون صياح لاطائل منه سوى اننا نؤكد لهؤلاء المتربصون ببلادنا ان قراراتهم اوجعتنا..؟!
ولابد ان نتعزز عليهم انطلاقا من ان منتجنا السياحى فريد ومتميز ويباع لهم بارخص الاسعار.. وعلينا قبل كل ذلك ان نؤكد للعالم ان الشعب المصرى يرفض المؤمرات ويقبل التحدى فالهجمة الشرسة التى تعرضت لها مصر ممثلة فى السياحة فى الصحافة الغربية وخاصة الامريكية والبريطانية تجاه حادث سقوط الطائرة الروسية لم تحظى بها اكبر الاحداث العالمية مثل ضرب برجى التجارة فى نيويورك فى سبتمبر 2011 ،واعلان الولايات المتحدة الامريكية الحرب على الارهاب ولا حرب الخليج فلم تحظى بمساحات النشر بهذا الشكل المكثف والمغلوط كما حظى حادث الطائرة الذى يحدث كل يوم فى دولة من دول العالم بما فيها الدول الكبرى.
للمسئولين الانجليز الذين قادوا الهجمة اقول ماذا حدث للطائرة الماليزية التى اختفت فى اجوائكم ولم نرى مثل هذا الحراك والتحرك الذى يبدوا انه كان مخططا له مسبقا ..؟
وماذا حدث ايضا للطائرة الالمانية التى سقطت بين فرنسا والمانيا وكانت تحمل على متنها طلاب المان فلماذا لم تتحركوا وتفعلوا كل هذه الضجة التى فعلتموها فى سقوط الطائرة الروسية..؟ ومن دواعى السخرية ان كل ما قيل فى حادث سقوط الطائرة الالمانية ان قائد الطائرة مختل عقليا وهو (عذر اقبح من ذنب) فهل بلغ الاستهتار بارواح المواطنيين الالمان ان يجلبوا لهم طيار مجنون فهل هذا معقول؟!
واخيرا للمصريين اقول انه بأيديكم حل الازمة وبأيديكم ان نتعزز ونعززبلادنا و منتجنا السياحى ولن نبيعه الا بالسعر الذى يستحقه.. وكفانا تغليف الكرم بثوب التسول، فنحن فى الواقع وبالحسابات نكرم كل السائحين الذين يزورون بلادنا ماديا وادبيا وانسانيا …
ولعل الفرصة مهيأة للمواطن المصرى بان يستمتع ببلاده مثلما يفعل الاجانب وبنفس الاسعار ولاصحاب الفنادق اقول لابد من اعادة النظر فى الفكرة التى تم تكوينها عن السياحة الداخلية لان تلك الفكرة كانت منذ اكثر من عشرة سنوات مقبولة ، ولكن المصريين الان اعتادوا على ثقافة السياحة واصبحوا اصحاب سلوكيات افضل بكثير من جنسيات اجنبية عديدة، ولو تم منحهم نفس الاسعار التى تمنح للاجانب لحققت السياحة الداخلية نسبة اشغالات عالية طوال العام ولعل الصيف الماضى والاعياد اثبتت لكم ذلك اكثر من مرة.
ولجميع النقابات والجامعات والوزارات اقول لابد من ان نتعلم التخطيط للاجازات والاستفادة من القوة التفاوضية ونقوم بالتعاقد مع الفنادق كما يفعل منظمى الرحلات الاجانب على عدد من الغرف طوال العام مثلما تفعل بعض المؤسسات ،ولكن فى حدود ضيقة فلابد من ان تصبح السياحة الداخلية هى اساس التشغيل الاقتصادى للمنشآت السياحية والفندقية حتى نتمكن من ان نبيع منتجنا للاجانب بالاسعار التى يستحقها والتى ستعود على الاقتصاد القومى وبالتالى على جميع المواطنيين.
وقبل كل ذلك وبعده لابد من المسئولين اعادة النظر والتقييم لكافة الاجراءات المتعلقة بالمطارات ليس بسبب السياحة فحسب ولكن ايضا من اجل المصريين والمسافرين بصفة عامة ،ومن اجل سمعة مصر الدولية ، بالاضافة الى الى القيام بحسم القوانين المتعلقة بمظاهرالفوضى والتحرش لضبط السلوكيات فى الشارع المصرى بصفة عامة وفى المناطق السياحية بصفة خاصة.