Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

لماذا قال الرسول: الإيمان يمان والحكمة يمانية ?بقلم عامر محمد الضبياني

لماذا قال الرسول: الإيمان يمان والحكمة يمانية ?

 

 

بقلم : عامر محمد الضبياني

 

استمرت الدولة اليمنية الحميرية قرابة الثلاثة الألف عام إبتداء من قحطان جد العرب إلى اخر الملوك الحميريين سيف بن ذي يزن والذي بشر بقدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل مجيئه وأوصى جده عبدالمطلب بن هاشم لحمايته وكتمان سره خوفا عليه من مكر اليهود وقال مقولته الشهيرة «والله لو امدني الله بالعمر لحين بعثته لكنت على رأس جيشه ولطوعت له الأعاجم والعرب». كان ذلك أثناء اللقاء الذي جمع الملك الحميري سيف بن ذي يزن بعبدالمطلب في صنعاء عندما اوفدت قبيلة قريش عددا من زعماءها لتهنئته بمناسبة تنصيبه ملكا جديدا على اليمن، وحضر اللقاء ابنه زرعة بن سيف بن ذي يزن، والذي كان له الدور البارز والأكبر في جمع أذواء وأقيال حمير وملوكها الذين تفرقوا بعد وفاة والده سيف بن ذي يزن، تلبية لرسالة تلقاها من رسول الله دعاهم خلالها للاسلام.


ففي اول جمعة من رجب الحرام جمع زرعة بن سيف بن ذي يزن كل ملوك وأمراء وأقيال حمير وأذواءها الى مدينة الجند ووحدهم، ليس لأجل العرش والحكم هذه المرة، بل لإعتناق الإسلام وإتباع خاتم الإنبياء والرسل الذي طال ماسمع عنه من والده، وبعث برسالة عقب ذلك الإجتماع إلى رسول الله صلى عليه وسلم يخبره فيها بدخول اليمن في الإسلام، فلما بلغ ذلك الخبر الرسول صلى الله عليه وسلم سر وقال: «الإيمان يمان والحكمة يمانية» فبعث الرسول اليهم الصحابي الجليل معاذ بن جبل وعددا من الصحابة ليعلموهم تعاليم الدين ويقبضوا منهم الصدقة والزكاة، فاستقبلهم اليمنيون -العامة والملوك- احسن إستقبال وانزلوهم أعظم منزلة وساعدوهم في نشر رسالة الإسلام لتعم ارجاء البلاد والعباد.


وليس ذلك فحسب بل نجد أولئك الأقيال والملوك والأذواء الحميريون سرعان ما تخلوا عن طموحاتهم وآمالهم وسرعان ما تركوا مناصبهم ومراكزهم والتحقوا بقافلة النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان كلما وفد عليه احدا منهم بسط له رداءه صلى الله عليه وسلم ولعل ابرزهم الملك الحارث بن عبد كلال ملك حمير وذو رعين، وجرير بن عبدالله البجيلي زعيم قبيلة بجيلة، والأبيض بن حمال الماربي شيخ قبائل مأرب، ووائل بن حجر الحضرمي احد أقيال حضرموت، وأبرهة بن الصباح الحميري ملك صباح ورداع وماجاورها، وعبدالجد بن ربيعة الحكمي المذحجي احد وجهاء قبيلة مذحج. هؤلاء هم الستة الذين فرش لهم الرسول صلى الله عليه وسلم رداءه لما وفد كل منهم على حده سوى بمفرده او على وفد يقوده الى رسول الله.


ومن الصحابة ايضا من الملوك والأذواء والأقيال الحميريين ممن تركوا مناصبهم ومراكزهم والتحقوا بالجيش الإسلامي، سميفع ذو الكلاع الحميري والذي كان يوم إسلامه عيدا للحرية لإعتاقه أربعة آلاف عبدا في ساعة واحدة لما وفد على رسول الله، والأشعث بن قيس الكندي ملك كندة وحضرموت الذي اسلم في وقت مبكر وهو لازال باليمن، وعمر بن معدي كرب الزبيدي فارس العرب واليمن بأكملها وفروة بن مسيك المرادي أمير مذحج وقيس بن مكشوح المرادي قائد كتائب مراد وعمير ذو مران الحاشدي قائد كتائب همدان ومالك ذو المشعار الناعطي كبير أقيال حاشد وبكيل والطفيل بن عمرو الدوسي وابو موسى الأشعري ودحية بن خليفة الكعبي ومالك بن عبدالله الخثعمي والسمح بن مالك الخولاني.


وغيرهم من الأمراء والفاتحين الصحابة والتابعين كعدي بن حاتم الطائي فاتح كنوز كسرى  وشرحبيل بن حسنه العدوي فاتح الأردن وأمير فلسطين وسفيان بن مجيب فاتح طرابلس وأمير بعلبك وشرحبيل بن السمط فاتح حمص وعياض بن غنم الأشعري أمير وفاتح الجزيرة الفراتية وأرمينية والجراح بن عبدالله الحكمي فاتح بلاد القوقاز وجنادة بن ابي أمية أمير البحر وفاتح جزيرة رودس والمقداد بن عمرو فاتح دمياط وعقبة بن عامر الجهني والي مصر وطريف بن مالك المعافري اول الفاتحين العرب بالاندلس وعبدالرحمن الغافقي فاتح غرب فرنسا، وغيرهم من اليمنيين الذين سجل لهم التاريخ اروع الصفحات في قصص وأخبار الفتوحات الإسلامية، بالاضافة الى قبيلتي الأوس والخزرج اليمنيتين أنصار رسول الله منذ فجر الإسلام.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله