السياحة الخليجية تسجل ارقام قياسية فى دبى خلال الربع الثالث من 2015
دبى "المسلة"…. سجلت السياحة الخليجية القادمة إلى دبي خلال الربع الثالث من العام الحالي، نمواً بين 10 إلى 15%، وفقاً لتقديرات خبراء في قطاعي السياحة والفنادق في الإمارة أشاروا إلى استحواذ النزلاء الخليجيين على ما نسبته 50% من الإشغال.
ووفقاً لهؤلاء تصدر السعوديون قائمة نزلاء الفنادق الخليجية، لافتين إلى أن ذروة التدفقات السياحية إلى الإمارة من السوق السعودي كانت خلال فترة عيد الأضحى المبارك، وكذلك في أعقاب عطلة عيد الفطربحسب الاتحاد.
ووفقاً لتقديرات دراسة حديثة صادرة عن مؤسسة ديلويت حول الاتجاهات الأساسية المسيطرة على قطاع السياحة والضيافة والترفيه في دبي، فقد تصدرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول المصدرة للسياح لمدينة دبي بنحو 1.5 مليون زائر العام 2014، تليها الهند بنحو 900 ألف زائر، والمملكة المتحدة بـ 800 ألف زائر.
وأفادت الدراسة أن هذا النمو أسهم في تعويض جزء من التراجع الذي شهدته أسواق أخرى مصدرة للسياحة نحو دبي، خاصة من السوق الروسي، حيث انخفض عدد الزوار القادمين من روسيا بنسبة 15%، بسبب التحديات المحلية والاقتصادية التي كان لها تأثيرها البارز على سعر صرف العملة الروسية، مما دفع بالطبقة الوسطى والغنية في السوق الروسية إلى البحث عن وجهات جديدة ذات أسعار معقولة تتماشى مع ميزانيتهم، أمّا على الصعيد الإيجابي، فقد ارتفع عدد الزوار القادمين من كل من الصين بنسبة 24%، مما يبين ارتفاع نسبة الاهتمام بدبي من قبل هذه الأسواق المصدرة.
وأكد الخبراء أن السياحة الخليجية الوافدة إلى الدولة حافظت على زخمها خلال الربع الثالث من العام 2015، ولم تتأثر بالتحولات التي شهدتها خريطة الوجهات السياحية نتيجة تقلبات أسعار الصرف، وخاصة الوجهات الأوروبية نتيجة الهبوط الحاد لليورو، مؤكدين أن دولة الإمارات باتت تشكل وجهة رئيسية لرحلاتهم خلال فترة الصيف حتى في حال زيارتهم وجهات سياحية أخرى.
وعزا خبراء فندقيون زيادة التدفقات السياحية من أسواق دول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الثالث من العام الحالي، إلى الميزات التنافسية للقطاع السياحي في دولة الإمارات والتي تلائم بشكل كبير كافة الاحتياجات السياحية والفندقية والترفيهية للعائلات الخليجية، والتي تجعل من دولة الإمارات وجهة محورية للأسر الخليجية على مدار العام.
وأسهم ارتفاع التدفق السياحي من دول مجلس التعاون الخليجي إلى دولة الإمارات خلال الفترة الماضية في انتعاش العديد من القطاعات، خاصة قطاع الفنادق والمطاعم والترفيه والتسوق فضلاً عن زيادة إشغال مقاعد الطيران على الرحلات القادمة من دول المنطقة.
وأكد فريدي فريد المدير العام الإقليمي لفنادق جلوريا أن النمو الكبير في التدفقات السياحية من دول مجلس التعاون الخليجي أسهم في رفع معدلات إشغال فنادق المجموعة بنسبة زادت على 75% خلال الصيف، الأمر الذي أسهم في تعويض التراجع من الأسواق الأخرى كالسوق الروسي والأوروبي.
وأوضح أن الإقبال القوي خالف كافة التوقعات في ظل حالة الترقب التي سادت القطاع الفندقي، نتيجة تزايد وتعدد خيارات السفر أمام السائح الخليجي هذا العام، خاصة إلى أوروبا، مع تراجع سعر صرف اليورو لمستويات قياسية وسهولة الحصول على التأشيرات، فضلاً عن المنافسة الكبيرة مع الوجهات الآسيوية والتي قادت إلى هبوط الأسعار بشكل لافت.
وأضاف أن النزلاء من دول مجلس التعاون في فنادق جلوريا التي تضم 2029 شقة فندقية شكلوا خلال الفترة الماضية أكثر من 65% من إجمالي النزلاء من كافة الجنسيات، الأمر الذي أسهم في رفع متوسط الإشغال خلال عطلة العيد إلى أفضل مستوى في السنوات الخمس الماضية.
وأشار إلى أن السياحة الخليجية، وخاصة العائلية التي تأتي بأعداد كبيرة، تشكل محركاً رئيسياً للقطاع الفندقي والسياحي في الإمارات وذلك لعوامل عديدة، أبرزها ارتفاع متوسط الإقامة بأكثر من 6 ليال وتكرار الزيارات، فضلاً عن ارتفاع معدلات الإنفاق.
من جهته قال وليد العوا مدير عام فندق تماني مارينا دبي إن النزلاء من أسواق دول مجلس التعاون الخليجي شكلوا أكثر من 70% من إجمالي عدد النزلاء.
وأوضح أن الإقبال السياحي الخليجي الكبير على الإمارات خلال صيف 2015، رغم تعدد الخيارات أمامه وتنوعها، يؤكد أن الإمارات باتت محطة محورية للسائح الخليجي على مدار العام، مشيراً إلى أن ما تقدمه الدولة من خيارات سياحية وترفيهية وعائلية للسائح الخليجي ليست موجودة في كثير من الوجهات الأخرى، مؤكداً أن السائح الخليجي برهن هذا الصيف على رسوخ الجاذبية السياحية لدولة الإمارات لديه.
وأفاد العوا أن الفترة الماضية شهدت سباقاً بين الفنادق في دبي نحو خفض الأسعار لزيادة معدلات الإشغال ومواكبة المتغيرات التي فرضتها خريطة السياحة العالمية، خاصة مع بروز الوجهات الأوروبية كمنافس قوي في ظل التراجع الحاد في اليورو، فضلاً عن المنافسة المحلية نتيجة زيادة المعروض من الغرف الفندقية وتباطؤ الطلب من أسواق أوروبا وروسيا نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة وضعف اليورو والروبل.
وأكد العوا أن السياحة الخليجية هي اللاعب الرئيسي في حركة السياحة والنشاط الفندقي في الوقت الحالي، موضحاً أن الإمارات رسخت موقعها كوجهة أولى مفضلة للسياح من الخليج، سواء بالنسبة للرحلات الطويلة أو القصيرة خلال رحلات التوقف والربط بين السفر من دول المنطقة إلى الوجهات الأخرى عبر شركات الطيران الوطنية التي تسير رحلات إلى كافة أنحاء العالم، كطيران الإمارات والاتحاد للطيران، متوقعاً أن يستمر زخم السياحة الخليجية حتى نهاية عطلة عيد الأضحى المبارك.
إلى ذلك أكد مدحت برسوم، مدير عام فندق «كابيتول دبي»، أن معدلات الإشغال خلال الربع الثالث من العام عكست نمواً ملحوظاً من السياح الخليجيين على الرغم من تعدد خيارات السفر أمامهم، مبرراً ذلك بأن دبي ما زالت تشكل المحطة الرئيسية الأولى للسياحة الخليجية على مدار العام، سواء للعطلات القصيرة أو الطويلة.
وأضاف أن عروض الفنادق لموسم صيف 2015 إضافة إلى الهبوط القوي في الأسعار أسهمت في استقطاب السياح من دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة من المملكة العربية السعودية والكويت وقطر.
93 ٪ نمواً في عدد الغرف الفندقية في دبي خلال 10 سنوات
أفادت بيانات شركة STR العالمية بأن عرض الفنادق في دبي بلغ في يوليو 2015 نسبة 369 فندقاً مقارنة مع 233 فندقاً العام 2006، إضافة إلى ارتفاع عدد الغرف من 39 ألف غرفة إلى 75,6 ألف غرفة خلال الفترة عينها، مما يعكس معدل النمو السنوي المركب بنسبة 5.25%، إلا أنّ دبي شهدت انخفاضاً في نمو الطلب على الغرف في الفنادق، حيث سجلت نسبة 5.1% العام 2015 مقابل 6.4% العام 2014. كما فاق معدل عرض الفنادق خلال الفترة عينها نسبة الطلب، مسجلاً نمواً بنسبة 6.7% العام 2015.
وقد أدى عدم التطابق هذا بين مستويات العرض والطلب إلى تراجع عدد الغرف المبيعة بنسبة 1.3%، وبالتالي إلى انخفاض معدل المتوسط اليومي لسعر الغرف، لكن الشركة أكدت أن أسعار الغرف التنافسية أمر ضروري للمحافظة على القدرة التنافسية لدبي، ودفع نمو القطاع السياحي الذي تعتمد عليه دبي على المدى الطويل.
وقال فيليب وولر، المدير العام لشركة STR في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: «على الرغم من التغيرات الحاصلة في ديناميكية سوق دبي، سيستمر الطلب على غرف الفنادق في الارتفاع هذا العام ، وإنّ الانخفاض الحالي في متوسط سعر الغرفة سيكون له أثر إيجابي في المحافظة على مستويات الغرف المبيعة في دبي التي في امانها المحافظة على قدرتها التنافسية كوجهة سياحية في وقت تعمل على تحقيق النمو المرجو في عدد الزائرين خلال (إكسبو دبي 2020)».