Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

الدكتور خالد عزب بورشة عمل فى تونس: جئنا إليكم من مكتبة الإسكندرية حاملين قيم التسامح والعطاء

تونس "المسلة" …… بدأ الدكتور خالد عزب في افتتاح ورشة عمل " نحو خطاب ديني لمواجهة الفكر التكفيري وإرساء ثقافة السلام" بتونس بقوله (جئنا إليكم من مكتبة الإسكندرية حاملين قيم التسامح والعطاء، في رسالة شراكة مع مركز الدراسات الاستراتيجية  و الأمنية  والعسكرية، لكي نؤكد أن العمل العربي المشترك مازال ممكناً في ظل تراجع الأحلام العربية، إن يداً مع يد يصنعان ليس فقط المستقبل، بل يرسخان أن الأحلام ما زالت ممكنة، وهي إنما تُولد واقعيتها في عصور نرى الظلام الدامس يحلق في كل الأفاق العربية).


إننا عبر التاريخ؛ شعوب كان يعيش الآخر بينها دون معاناة تذكر، بل من منكم يعرف أن في الإسكندرية خمسة آلاف أسرة من أصول تونسية، تتواصل مع الوطن الأم، ويعملون في بلدهم مصر، بل ويسجعون منتخب تونس الكروي حين يلعب في مصر، هؤلاء المصريون التونسيون هم دلالة على الاندماج في المجتمعات العربية.


إن الفاحص المدقُق لسجلاتِ المحاكمِ الشرعيةِ في القاهرة خلال العصر العثماني، حيث كان الفقهاء هم القضاة، يرى مئات القضايا التي يرفعها مسيحيين ويهود في هذه المحاكم، بدءاً من المعاملات إلى الحياة الأسرية، ولم يكن هؤلاء يذهبون لهذه المحاكم إلا لعلمهم بعدالة هذه المحاكم.


بل إن في فحص سجلات المحاكم الشرعية تكشف عن أن المرأة في هذه العصور حصلت على استقلالية شخصيتها عن زوجها، بل حصلت على حق الخلع من وزجها، وهو الحق الذي لم تسترده في مصر إلا في السنوات الأخيرة.


أين نحن إذا في زمن يستعيد فيه بعض المنتسبين للإسلام زورا العبودية ويبيعون البشر، أو يستعيرون مقالات من زمن ولى، دون أن يدركوا أن هذه المقولات لبشرٍ قيلت في سياق تاريخي ولى.

 


هنا يجب أن لا نقول تجديد الخطاب الديني، لكن بناء الخطاب الديني في إطار سياق عصرنا، لأنه لا معنى أن نجدد خطاب قيل في سياق مجتمعي وثقافي وسياسي يختلف عن واقع وعن عصرنا، ففقه الواقع يُبنى على الجديد، بينما التجديد يعنيالاستعادة لخطاب قديم وجعله في صورة جديدة قد تتناسب أو لا تتناسب مع معطيات عصرنا.


إن مكتبة الإسكندرية تسعى إلى تجديد الفكر العربي المعاصر وبناء خطاب إسلامي معاصر، عبر وحدة الدراسات المستقبلية في المكتبة، وشركاؤها على صعيد التراب الوطني العربي، لذا فإن المستقبل سيكون لبناء مفاهيم جديدة للعمل العربي المشترك، الذي يقون على احترام الآخر حتى لو أختلف معي في الرأي، على المصالح الاقتصادية المتبادلة التي تعزز اقتصادنا كقوة فاعلة، تؤكد قوتنا، فلا يعقل أن نستورد زيت الزيتون من إسبانيا واليونان وايطاليا، ولا نستورده من تونس والجزائر والمغرب، فللسخرية القدرية يفرض الاتحادالأوروبي علينا حظراً لحماية اقتصاد دولة، مفضلا المنتج الأوروبي، في وقت لا نضع في الدول العربية أولوية مطلقة للمنتج العربي.


إننا في وطننا العربي لدينا هموم ثقافية وموروث ثقافي، لكننا لا نعمل عليه كما يجب، فتطور العلوم الإنسانية؛ أدى إلى أن نعرف أن الجمل عاش في تأسيلي  بالجزائر في عصور ما قبل التاريخ، في وقت كتبنا تذكر أنه قدم إلينا من أواسط آسيا، بل أن علماء اللغويات وتاريخها يذهبون الآن إلى وجود مشترك لغوي قوي بين اللغة المصرية القديمة والأمازيغية، وبين النحو والصرف في اللغة المصرية القديمة واللغة العربية، بما يعني أن هناك لغة أم تشاركت فيها المنطقة من المغرب للعراق، خرجت منها لهجات ولغات هذه المنطقة، أليس هذا أوعى أن نفكر في مشترك كان قبل حتى الإسلام و انتشار العرب.


إن حرية التنقل هو حق لا يحصل عليه المواطن العربي في عصرنا، بل نرى أننا جميعا نعاني من قواعد التأشيرات بين الدول العربية، في وقت يحصل فيه غير العرب على حق الدخول للدول العربية، وفي كثير من الأحيان بدون تأشيرة، هذا الوضع كيف نواجه به خطاب التطرف الذي يدعو إلى الأممية الإسلامية وإلى فتح الحدود بلا شروط ولا قيود، أليس هذا فشلاً للدولة الوطنية العربية، وعدم قدرتها على توفير حرية التنقل بين الدول العربية، ولن نقول العمل أو الإقامة.


إننا هنا لكي نفتح حواراً صريحاً واضحاً حول التعايش السلمي في الدول العربية، تعايش يقوم على احترام الإنسان الذي جعل الإسلام الحفاظ على نفسه من مقاصد الشريعة الإسلامية، ومن الأمور التي عظمها الشرع، والحفاظ على النفس ليس عن طريق عدم تعذيبها أو قتلها فقط، بل تجاوز ذلك لدى علماء أصول الفقه، إلى عدم إزعاجها بأي تصرف أو جرحها بكلمةٍ نابية، هكذا كنا، وها نحنُ الآن لدينا من تطرفوا فأباحوا القتل وازهاق الأرواح، وها نحن فقدنا القيم حتى صارت الكلمات النابية الجارحة على شاشات الفضائيات تدخل كل منزل عربي، وفي شوارعنا، فانهارت منظومة القيم والأخلاق.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله