رافعات البناء تتسابق لإنجاز مطار أبوظبي الجديد
أبوظبى …. يواصل (البيان الاقتصادي) رصد أضخم 300 مشروع قيد الإنشاء في دولة الإمارات ويبرز في الوقت الراهن مشروع مجمع المطار الرئيسي الجديد وأعمال التوسعة العامة لمطار أبوظبي الدولي على المشهد العمراني وحرص الدولة على تطوير البنى التحتية كإحدى أبرز الدلالات المهمة والحيوية على صعيد تمكين عملية تنويع اقتصاد الإمارة من خلال رفع وتيرة نمو الصناعات الأخرى بمزيد من التواصل.
ينفذ المشروع ائتلاف شركة «تاف» و«سي سي سي» و«أرابتك» في إطار عقد مع مطارات أبوظبي بقيمة 10.8 مليارات درهم على أن يفتتح في 2017 كأحد أكبر مشاريع البنية التحتية في العاصمة.
يتكون المشروع من مرحلتين رئيسيتين، أولاهما مرحلة البناء التي تستمر 4 سنوات والتي بدأت في العام 2013، تليها مرحلة تقييم الجاهزية للعمليات، والتي تتضمن 9 أشهر من الاختبارات للتحقق من كون كافة جوانب المبنى وعملياته تعمل بالكفاءة المطلوبة استعداداً لتشغيله.
وتتسع الأرصفة الجديدة إلى 65 طائرة من بينها طائرات إيرباصA-380 فيما يستطيع المجمع إنهاء إجراءات السفر مع حوالي 8500 مسافر في الساعة. ويتوقع أن يقوم 20 مليون مسافر باستخدام مطار أبوظبي الدولي كمطار رئيسي لتنقلاتهم ووجهاتهم أو كنقطة عبور لرحلاتهم المحلية والدولية.
مقاييس
تتسابق رافعات البناء لإنجاز أعمال تطوير المطار وفقاً لأرقى المقاييس العالمية وضمان أن يكون قادراً على تقديم خدمات ذات مستوى عالمي في الأداء طبقاً لرؤية حكومة أبوظبي وخطة 2030، وهي استراتيجية واسعة النطاق تعمل على تلبية احتياجات الإمارة على صعيد نمو قطاعي الأعمال والسياحة.
إن محور البرنامج الاستثماري لمطارات أبوظبي هو مجمع المطار الرئيسي الجديد الذي سيوفر مبنىً شاملاً ومتكامل الخدمات للمسافرين، بالإضافة لمرافق عالمية المستوى خاصة بالمسافرين والشحن، ومحلات السوق الحرة والمطاعم.
يقع مجمع المطار الرئيسي الجديد بين مدرجي المطار، والذي مَنَحَ هذا المسمى لمبنى المسافرين الجديد. هذا الموقع يسمح بسرعة وسلاسة حركة الطائرات بين المدرج ومبنى المسافرين ومنحهم تجربة سفر مريحة.
مباني المسافرين
سيكون مبنى مجمع المطار الرئيسي الجديد الأكبر من نوعه في إمارة أبوظبي، وأحد أكثر التصاميم المعمارية إثارة للإعجاب في المنطقة. يبلغ حجمه 700.000 متر مربع، ويمكن رؤيته من على بعد 1.5 كيلومتر. ويوازي حجم المبنى الجديد حجم ثلاثة ملاعب لكرة القدم، ويبلغ ارتفاع السقف حوالى 52 متراً، ويكون بذلك قد تفَوق على قصر الإمارات في طول السقف.
يضم المجمع محلات التجزئة والمطاعم على مساحة 20 إلى 25 ألف متر مربع. عدد من المرافق المساندة على مساحة 80,0000 متر مربع، تسهل الوصول إلى البوابات الجوية ومواقف الطائرات البالغ عددها ما بين 16-20 موقف، منها لطائرات الشحن.
كما يشمل المبنى على حديقة داخلية بمساحة 8400 متر مربع، حيث سيتضمن عدداً متنوعاً من نباتات البحر الأبيض المتوسط والمناظر الطبيعية الصحراوية.
التطوير
يعمل فريق دولي متعدد الثقافات على تطوير مجمع المطار الرئيسي الجديد، حيث يضم الفريق عدداً من الخبراء الذين ساهموا في تطوير أهم مباني المطارات في العالم منها مبنى الركاب الخامس لمطار هيثرو الدولي.
تم تحديد التصاميم بحيث تحقق كافة المتطلبات اللازمة لتطبيق التنمية المستدامة، وذلك عبر إنشاء مباني صديقة للبيئة، مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط المتبعة ضمن مشروع «استدامة» الوطني لمجلس التخطيط العمراني.
تعاون
كما يعمل القائمون على بناء مجمع المطار الرئيس الجديد بشكل وثيق مع شركة مصدر، التي تعمل حالياً على إنجاز مدينة متكاملة وخالية من الكربون تقع بالقرب من المطار. وهذا التعاون يضمن تبادل الأفكار والتقنيات عبر إنجاز المشروعين.
تصميم
وصُمم المبنى بأسلوب يحد من الاستهلاك السنوي للطاقة من خلال استخدام مواصفات نموذجية للبناء تتفاعل مع تقلب المناخ، وتركيب زجاج مزدوج مخصص للحد من بعثات الحرارة الشمسية.
كما سيتم تخفيض نسبة الطلب على الطاقة من خلال استخدام نظام الإضاءة ذات كفاءة عالية ونظام تكييف فعال، كما أن نظام إدارة المبنى المتطور ونظام قياس الطاقة المتقدم يهدف للسماح بمراقبة استخدام الطاقة للقيام بالتحسينات في المستقبل.
وتتضمن المرافق المخصصة للمسافرين ومنطقة مبيعات السوق الحرة عدداً من المرافق التجارية على مساحة تفوق 18,000 متر مربع، بما فيها نخبة من الأسماء الشهيرة من السلع الراقية والمصممين العالميين، إلى جانب حوالي 10,000 متر مربع من المطاعم والمقاهي العالمية التي تقدم مختلف الأطباق والعروض التي تناسب كافة الأذواق.
وتشتمل مرافق المسافرين أيضاً على صالات الضيافة التابعة لشركات الطيران وبمساحة تفوق 27,500 متر مربع، بالإضافة إلى فندق للمسافرين ممن يواصلون رحلاتهم عبر المطار ومتحف للثقافة والتراث.
تفرد
يعد مبنى المطار الرئيسي الجديد الأعلى تصنيفاً بين مباني المطارات في دول مجلس التعاون الخليجي إضافة إلى أنه صنف على أنه أكبر بناء مستقل عالمياً. ويشيد باستخدام مواد بناء صديقة للبيئة كالواجهات الزجاجية. فضلاً عن تدوير مياه الصرف الصحي لأغراض ري النباتات الخارجية.