
خبير آثار : عاشوراء يوم حزين للفاطميين وسعيد للأيوبيين والمماليك والعاشورا لمنع الحسد
القاهرة "المسلة" الخبير الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن عاشوراء كان من بين أعياد منف الدينية بمصر القديمة وكانوا يطلقون عليه عيد طرح بذور القمح المقدس ويقع فى اليوم العاشر من شهر نوبى (طوبة) أول شهور الفصل الثانى من فصول السنة (فصل برت – البذر) وتصادف يوم عاشوراء المصرى القديم مع العاشر من تشرى أول السنة العبرية وفيه أمر نبى الله موسى عليه السلام اليهود بالصيام تكفيراً عن ذنب عبادتهم للعجل وهو عيد الكبور وقد أخذ العرب فى الجاهلية عادة الاحتفال بعاشوراء والصوم عن اليهود وعند نزول الإسلام أمر النبى عليه الصلاة والسلام المسلمين بالصيام فى نفس اليوم والاحتفال به وقد صادف يوم عاشوراء المصرى القديم العاشر من تشرى أول السنة العبرية والذى صادف بدوره العاشر من محرم عند المسلمين.
ويضيف د. ريحان بأن مظاهر الاحتفال بيوم عاشوراء فى العصر الإسلامى جاءت فى دراسة أثرية للدكتور على الطايش أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة موضحاً أن المسلمين يحتفلون فى العاشر من المحرم بيوم عاشوراء وهو اليوم الذى قتل فيه أبو الشهداء الحسين بن على رضي الله عنه فى موقعة كربلاء بالعراق فى العاشر من المحرم سنة 61هـ/680م بمدينة كربلاء بالعراق فى معركة بين الحسين بن على بن أبى طالب و جيش يزيد بن معاوية.
ويوضح الدكتور ريحان أن الفاطميين احتفلوا بهذا العيد بشكل رسمى وأصبحت مصر تحتفل به وتعتبره عيداً من أعيادها الرسمية ولكنه عكس كل الأعياد فكان عيداً للحزن والبكاء تعطل فيه الأسواق وتغلق الدكاكين ويخرج الناس ومعهم المنشدون إلى الجامع الأزهر وتتعالى أصواتهم بالبكاء وعندما نقلت رأس الحسين رضى اللله عنه إلى القاهرة وبنى لها المشهد الحسينى كان خروج الناس للمشهد الحسينى.
بينما تغير الاحتفال فى العصر الأيوبى السنى واعتبر ملوك بنى أيوب هذا اليوم فرح وسرور يوسعون فيه على أولادهم ويكثرون من الأطعمة الفاخرة ويصنعون ألوان الحلوى ويكتحلون واستمر ذلك فى عصر المماليك وما يليه وصاحب هذا الاحتفال خلال العصور المختلفة كثير من الخرافات التى انمحى بعضها الآن نتيجة لانتشار التعليم والثقافة وبقى البعض الآخر متداولا فى القرى وفى الأحياء الشعبية ومنها ظهور الجن فى هذا اليوم يطرق الأبواب ليفرغ ما لديه من الذهب.
ويتابع د. ريحان طبقاً لما جاء فى الدراسة بأن الاحتفال فى عصر المماليك كان يتم منذ اليوم الأول حتى العاشر من المحرم واعتبر الفقهاء فى العصر المملوكى هذا اليوم من المواسم الشرعية الرئيسية حيث تكثر الزينات والولائم وتسير المواكب وتنشد الأناشيد ويحضر السلطان إلى القلعة ومعه الشيوخ والقضاة وأهل العلم والأمراء ويبدأ القراء فى تلاوة القرآن الكريم وإنشاد المنشدين فإذا ما انتهى كل منهم دفع إليهم السلطان بصرة فيها دراهم من الفضة وحينما تنقضى صلاة المغرب تمد الأسمطة ويوزع منها على الفقراء بعدها يمضى الجميع بقية الليل فى سماع المطربين حتى الفجر.
ويشير د. ريحان للعادات التى لا تزال متبعة حتى الآن نوع من الحلوى يصنعه الناس فى هذا اليوم ويسمونه "عاشورا" وهو نوع يصنع من الحبوب أو من القمح عادة الذى يطبخ على شكل البليلة المعروفة ثم يصفى ويضاف إليه اللبن والسكر وبعض الياميش مثل الجوز واللوز والبندق وشراء البخور لتبخير المنازل لإبطال مفعول نظرة الحاسدين.